سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ما حكم الصلاة في مسجد أشك في إتجاه القبلة فيه
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ. ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻮﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺒﺎﺀ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺁﺕ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺮﺁﻥ؛ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ؛ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ؛ ﻓﺎﺳﺘﺪﺍﺭﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ{ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺻﻼﺗﻪ }ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﺳﺒﻎ
ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ{ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻔﺮﺿﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ـ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻓﻔﺮﺿﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻜﺔ
ﻓﻔﺮﺿﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ؛ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ } ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻗﺒﻠﺔ{ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ـ ﻛﺤﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ـ ﻓﻔﺮﺿﻨﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻋﻤﺪﺍً ﻟﻐﻴﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﺎﺳﺪﺓ.ﺍ .ﻫـــــ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻻ ﻳﻀﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﺎﺣﺸﺎً ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺃﻭ ﺻﺎﺭ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﺃﻭ ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ ﻣﺜﻼً؛ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎً ﻳﺒﻠﻎ ﺧﻤﺴﺎً ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ : ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺳﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﻭ ﺷﺮﻕ ﺃﻭ ﻏﺮﺏ، ﻓﺼﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﺛﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺒﺘﺪﺉ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﺍ. ﻫــــــ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻨﻮﺻﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺄﻥ ﺑﺘﺤﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﻫﻞ
ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻠﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻚ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ . ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ي.ع