تحقيقات وتقارير

قصير عاري ومكشوف ملابس الصغيرات.. أنوار حمراء

[JUSTIFY]الأمر ليس له أية علاقة بمنع الأمهات والآباء في إلباس صغيراتهم الثياب التي يرونها مناسبةً لهن، ولطفولتهن. فمن حقهم أنْ يروا طفلاتهم زهرة الأسرة، وريحانة البيت. لكن الخشية الكبيرة من أنّ مثل هذه الملابس، ربما تكون البوابة لتلويث براءتهن في المستقبل، من قبل أصحاب النفوس المريضة. والشواهد كثيرة على ذلك، ولا تحتاج للمزيد من ضرب الأمثال.
فقد تفعل الأمهات هذا الأمر من باب حسن النية، أو بتأثير مجاراة الموضة، والموديلات المغرية والأشكال الجذابة، لكن بالمقابل فإنّ غالب هذه الموضة والموديلات تُبرز أجساد هؤلاء الطفلات البريئات الصغيرات، ويُصبحن بالتالي أهدافاً سهلةً أمام الذئاب البشرية.

(أي حشمة التي ستُربي الأم إبنتها عليها، وهي بنفسها تختار لها الملابس العارية، وتشجعها عليها، وتحفزها على لبسها، بل وتحرص على أن تكون آخر صرخة وأحسن ماركة، حتى تتباهى بذوقها أمام صديقاتها وجيرانها)، هي الجملة الاستنكارية التي بدأتْ بها عزيزة منصور موظفة- حديثها معنا، وأضافتْ: حتى في الحفلات والأعراس نجد أن ملابس الصغيرات أشبه بملابس أمهاتهن لدرجة جعلت الصغيرات يشترطن أن تكون الفساتين التي يُرتدينها عارية وألوانها تتناسب مع الأحذية وبكلات الشعر والإكسسوارات.
وترى عزيزة بأنّ ما يظهر على أجساد الطفلات ما هو إلا تقليد لما تقوم به الأمهات من جري وراء الموضة، وتجزم عزيزة بأنّ بعض الأمهات يُكملن أناقة المظهر بوضع لمسات من الماكياج على وجوه بناتهن، ولو قلنا حرام هذا الذي تفعلنه بهن، فبكل برود الدنيا سيكون ردهن: (دعوهن يتهنين ويتمتعن بعمرهن).
نماذج لأزياء الأمهات
أما أم خالد الزبير، فقد أشارت الى أنّها كأم، تُحب أنْ ترى ابنتها مرتديةً أجمل الثياب، وأكثرها أناقةً، فالاهتمام بالمظهر على رأيها- ليس عيباً، ولا حراماً. وتستدرك: صحيح لا أنكر بأنّ أزياء الأطفال صارت نماذج مصغرة لأزياء الكبار، لكن هذا الموجود بالسوق، ونشتريها مثل باقي الناس، ولو في محاسبة فلتكن على المحلات التي تبيعها، وعلى الدولة، منع استيرادها مش علينا نحن الزبائن.
وأضافت أم خالد بأنّهن كأمهات يُلبسن بناتهن الموجود بحسن نية، وليس إهمالاً لسلوك معيّن، أو صفة معينة، بل بالعكس فهم يُربون أولادهم ويخافون عليهم، ويتركوهن يخرجن للعب بالشارع، أو يذهبوا بهن للحدائق. مستنكرةً أنْ يكون هناك إغراءً في أجساد الطفلات الصغيرات. ومن يفعل ذلك، فهو مريضٌ لا محالة.
واستطردت: بصراحة الوضع يخوّف، لأن حوادث الاعتداءات صارت تطال المستورات والعاريات، ولا فرق، والخطر أيضاً كما على الطفلات، فهو أيضاً على الصبيان.
نساء صغيرات !
من جانبه قال عبد الحكيم عثمان إنّ الأمهات -هذه الأيام- يغفلن عن أشياء كثيرة في تربية أولادهن، لهذا تكون بعض الأسر سبباً في ضياع أولادها، جراء الإهمال، وقله التوعية، والمتابعة لهم، أو عدم الجلوس معهم لمعرفة ما يخفون في داخلهم.
أما مسألة ملابس الفتيات والحديث لعبد الحكيم- فبعيدة عن الحشمة، و(آخر دلع). وتبدو الفتيات عند ارتدائها أشبه بنساء صغيرات. أما الشابات فلا تميّز المتزوجة من غير المتزوجة، المهم الحشمة قوتها وفعاليتها من بداية الطفولة، وهذه مهمة الأم بحكم أنها الأقرب للبنت، فهي تقلدها في كل شيء ، وتقتدي بها أيضاً. والأم لو علمتها تلبس هذا وتمتنع عن ذاك، أو أنّ هذا مناسب أو غير مناسب، وعوَّدتها على التعامل بمثل هذا الأسلوب ستستمع إليها وتستطيع تمييز سلوكيات الدين الإسلامي، وتعرف بأمور عديدة وليس فقط مسألة الحشمة، لكن المشكلة أن الأمهات أنفسهن جاهلات ومتساهلات، المتعلمات وغير المتعلمات، وأعتقد أن المتعلمات، أكثر تساهلاً، لأنهن أكثر فشخرة وبذخاً واستعراضاً أمام غيرهن، وكل ما يُفكّرن فيه هو أنْ يلبسن ما يُعجب الناس.
موقف محتشم
ذكر الشيخ الأشقر في كتابه (مواقف ذات عبر)، أنّ معلمة في إحدى المدارس الابتدائية، طلبت من الطالبات أنْ يأتين إلى المدرسة بثيابٍ قصيرةٍ، وأن ينزعن عنهن ثياب التخلف ـ كما زعمت ـ ولازالت تصر عليهن، وتجبرهن على تنفيذ طلبها وتحقيق رغبتها، وفعلاً أذعنت الصغيرات لطلب معلمتهن إلا واحدة منهن، وأصرت عليها المعلمة، وفي موقف عنيد أقسمت عليها إن جاءت من الغد بهذه الملابس ألا تُدخلها الفصل.
وكانت المفاجأة أنْ حضرت الصغيرة بنفس الملابس شامخة برأسها، مصرة على أن عزتها في سترها، فاستشاطت المعلمة غضباً، وأخذت تصرخ في هستيرية وتقول: أنت تُعاندينني؟ فأجهشت الصغيرة بالبكاء وهي تقول: والله إني أحبك يا معلمتي، وأحبه، ولا أعلم هل أطيعك أم أطيعه ؟ فقالت معلمتها في استغراب: ومن هو؟ فقالت الصغيرة : إنه الله ربي وربك، الذي أمرني وأمر كل مسلمة بالستر والعفاف في كتابه وعلى لسان رسوله، فسقط في يد المعلمة، وتحرك ما في قلبها من إيمان، واحتضنت الصغيرة بين ذراعيها، فيما رمت الصغيرة برأسها على عاتق معلمتها وهي تجهش بالبكاء، وتمازجت الدموع، واصطحبتها المعلمة إلى إدارة المدرسة، وطلبت من ولية أمرها الحضور فوراً إلى المدرسة ، وفعلاً حضرت الأم، وقامت المعلمة بسرد الحادثة أمام إدارة المدرسة، ووالدة الفتاة، وشكرتها على حسن تربيتها وغرس هذه القيم والأخلاق في نفسها.
فما أحوجنا إلى أن نزرع هذه القيم والأخلاق في هذه النفوس الصغيرة ولا نستعجل النتائج، ولا نقول هم لا يفهمون، بل هم أذكى مما نتصور، ويسجلون المواقف ويحللونها في عقولهم .
التساهل لا يجوز
الدين له رأي في هذا الأمر، ومنه رأي الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- عن لبس الصغيرات الملابس القصيرة: «لا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغيرات، لأن تربيتهن عليه يُفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك المحذور والفتنة التي وقعت فيها الكبيرات من النساء».
كما قال الشيخ أبو حامد الغزالي عن دور الوالدين في التربية: أعلم أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يُمال به إليه، فإن عُوّد الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوّد الشر، وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والوالي له، فينبغي أن يصونه، ويؤدبه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء.
فالبنت الصغيرة سريعة التلقي، وهي أرض خصبة تقبل الزرع، فمتى تعلّق قلبها باللباس الخليع والضيِّق ، لن تطيق الفضفاض منه، كما أنها لن تصبر على الستر والحشمة. مضيفاً:
وأنتِ أيتها الأم قادرة بأمر اللــه على إرشاد روح الفتاة الحائرة ، قبل أن تتعــرى نفسيتـــها من الحياء والتقوى ، والوسيلـــــة مهيأة ما دام العود ليناً طـــرياً ، فالأفكار والأخلاق جانبان من جوانب النفس الإنسانية قابلان للضوابط والقيود، وفي الصغر تكون سهلــة مطواعة، ولديها حساسية مرهفة قابلــة للتــــلقي

تحقيق: حكايات
اقتداء بالأم ..
خ.ي[/JUSTIFY]