الفاتح جبرا

تكون الواطه أصبحت !!


[JUSTIFY]
تكون الواطه أصبحت !

لزمان طويل كان العبدلله يعتقد بأن التصريحات (الغريبة) من شاكلة (الدفاع بالنظر) وما شابهها تصريحات قاصرة على المسؤولين (الرجال) فقط إلى أن طالع العبدلله تصريحاً جعله في حالة من الإستغراش الحاد للأستاذة سامية عثمان مديرة الصحة والسكان بمحلية شندي (أوردته صحيفة حكايات مؤخراً) تحت عنوان ( استدراج الجنادب لمباراة فاصلة باستاد شندي) حيث أشارت فيه (الأستاذة) انهم بصدد دعوة المواطنين الي إطفاء المصابيح الكهربائية وتشغيل إنارة استاد شندي بغرض استدراج الجنادب وإبادتها !
تعالوا معي أيها القراء الأفاضل لنشهد ذلك اليوم (معركة ذات الجنادب) :
يعقد المسؤولون بمحلية شندي إجتماعاً لوضع اللمسات النهائية (للمعركة) والتي تشمل تحديد ساعة الصفر لقطع الإمداد الكهربائي عن (العدو) داخل المنازل والمرافق والشوارع وكل أنحاء المحلية ما عدا الإستاد الذي سوف يتم التأكد من صلاحية كل (لمباتو) وإكتمال الإنارة فيهو ، كما تشمل الإستعدادات وضع القوات القتالية التي تحمل قنابل (المبيدات) على خط (التماس) مع تشكيلات قتالية مزودة بأسلحة الرش الفتاكة على (دائرة السنتر) ولم ينس المسؤولون في ذلك الإجتماع تحضير عدد من عربات (النفايات) خارج الإستاد تمهيداً لحمل جثث القتلى والمصابين من بني (جندب) لدفنهم خارج المدينة .
مع غروب الشمس وفي تمام الساعة السابعة تماما تم البدء في تنفيذ الخطة فقطعت الكهرباء عن كل الأحياء والاسواق وأصبحت مدينة شندي تعيش في ظلام دامس وخطر يحدق بالجميع . تعالت الأصوات في الشوارع والتجمعات والأسواق :
– يا جماعة الختف موبايلي منو؟
– أنا سامعة ليا حركة في الصالون
– شايف الزول الطالع في حيطة الجيران داااك
يبدو ان (ناس المحلية) وهم يخططون لمعركة ذات الجنادب لم يخططو لمعركة ذات الحرامية في ظل ذلك الظلام الدامس الذي شمل كل أصقاع المحلية .
كما أن الاستاذة لم تضع في إعتبارها هذا المشهد في إحدي المستشفيات :
– يا جماعة مريضكم ده ما بنقدر نعمل ليهو العمليه هسه .. إنتو ما عارفين دي ليلة ذات الجنادب؟
– يعني شنووو الزول قاعد ينزف وعاوز يموت
– يعني عاوزننا نموت نحنا؟
– كيف؟
– إنتو ما عارفين لو ولعنا غرفة العمليات دي الجنادب الفي المستشفى دى كوووولها ح تمشى تدخلا وتهاجمنا بدل ما تمشي الإستاد ؟
أضيئت أنوار الإستاد .. وكانت الخطة القتالية التي وضعها المسؤولون تقضي بأن تتجه أرتال العدو من أوكارها متجهة إلى أرض المعركة (الإستاد) إستناداً إلى الظاهرة العلمية التي تقضي بان الحشرات تتجه إلى بؤر الضوء وهذا ما حدث إذ بدأت أفواج الجنادب تتجه نحو الإستاد من أواسط المدينة وأحيائها البعيدة
بعد أن تأخر وصول العدو إلى أرض المعركة بدأت قوات (المحلية) تعيش في قلق :
– يا جماعة (الجنادب) دي تكون كشفت الخطة ؟
– لا لا ح يجوا بس الظاهر تعبانين وما قادرين يمشو
– أيوه يكونوا جعانين وحالتهم صعبه وبيتحركو يا الله يا الله
– ما لازم يكونوا تعبانين هو الشعب ذاااتو تعبان وجعان وحيلو مهدود لمن هم
مضت ساعات لم يتجمع فيها إلا عددا قليلا من الجنادب التي كانت موجودة أساساً بشقوق جدران الإستاد وتحت كراسي المشجعين حيث إتجهت نحو ضوء الكشافات حيث تمت إبادتهم بواسطة قوات المحلية المدججة بأسلحة الرش الفتاكة .. وبقي الجميع في إنتظار حشود الجنادب التي تتجه من أقصي المدينة والأحياء المجاورة نحو الإستاد المضاء غير أن الإنتظار قد طال بعد أن إنتصف الليل ..
وبعد أن بدأت خيوط ضوء الصباح تنعكس على جدران إستاد المعركة التي لم تتم إتضح أن الشئ الوحيد الذي لم يضع له المسؤولون حسابا هو أن سرعة الجندب لا تتعدي في أحسن الأحوال المتر في الدقيقة أي ان أقرب منزل من الإستاد يبعد ألف متر تحتاج فيه الجنادب لقضاء 16 ساعة حتي تصل إلى أرض المعركة .. وتكون حينها الواطة أصبحت وكده !!

كسرة : أموت وأعرف الناس دي بتجيب الصنف ده من وين ؟
كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو)؟

كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو)؟
[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [SIZE=4]يا جبروووو … هي ال ع ب ق ر ية

    إنها العبقرية السودانية في أجمل صورها !!

    لو عرف الغرب مثل تلك الإبداعات لقاتلونا عليها بالسيوف والصواريخ وكل ما يملكون من أسلحة متطورة ….
    ولأدخلونا غرف التعذيب لانتزاع هذه الأفكار غصبا
    بل …سيستأصلون أدمغتنا ويدرسونها بكل ما لديهم لمعرفة ما تحتويه !!!

    [B]نحن الذين جعلنا الشـــمس عوينــــاتٍ لنا[/B]

    ولكن ربك ستر …لو نجحت تلك الخطة العبقرية لتدخلت المنظمات الحقوقية وأولها حقوق الحشرات دفاعا عن حقها في الحياة

    إضاءة :
    إلى الأمام يا ولاة أمرنا ولا نامت ولا هجدت عيون الأغبياء
    [/SIZE]

  2. [SIZE=6]للاسف مع احترامي للكاتب إلا أنه اتضح انه يكتب فقط للسخرية وإلهاء الناس عن الموضوع الاساسي وليس لوضع الحلول والمساهمة في حلها كما أنه اتضح انه لا يفرق بين الجندب والصرصور ، كما أنه يكتب كأنه غير عائش في السودان ، من قديم الزمان كان الحل في حالة ظهور الجنادب اطفاء كل الانوار في البيت وجعل لمبة واحدة تعمل بعيدة من وجود أفراد البيت ، وهذا طبقه ناس مدني في اليومين الماضيين من تلقاء انفسهم ، فماذا تفعل مديرة الصحة بشندي مع عدم وجود امكانيات والتي انت ادري بها وكتبت عن الفساد كثيرا لهذه اقترحت المديرة هذا الحل علي الاقل يقلل من عدد الجنادب ان لم يقض عليها كلها، وبأي نسبة كانت ، طبعا صياغة الخبر ايضاً كان لها دور في سخرية الناس لأن صحف السودان جلها إن لم يكن كلها تعتبر صحف صفراء ، فيا استاذ ويا معلقين ما هو الحل لمكافحة الجنادب في بقعة من السودان مع عدم وجود امكانيات في المحليات؟ فلو مع سخريتكم وضعتوا الحل كان أفضل ، والآن عرفت لم المؤتمر الوطني حكم السودان 24 عاما وسوف يستمر طالما كان تفكيرنا هكذا مع كل الود والاحترام[/SIZE]