وداعا بطل الديمقراطية والسلام الاجتماعي
*اسمحوا لي اعزائي القراء أن أخصص كلام الناس السبت اليوم عن الزعيم الافريقي الراحل المقيم نيلسون مانديلا الذي غادر هذه الفانية بعد أن قدم للعالم اجمع تجربة حية في النضال السياسي ضد العنصرية والتمييز العرقي في جنوب افريقيا، وقضى قرابة السبعة وعشرين عاما في المعتقلات من اجل استرداد الديمقراطية والعافية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعب جنوب افريقيا.
*لسنا في حاجة للحديث عن النضال الطويل لمانديلا الذي يعرفه العالم أجمع واستحق عليه اكثر من 250 جائزة من بينها جائزة نوبل للسلام، لكننا نختاج للوقوف عند بعض المحطات المهمة في حياته العامرة بالتجارب الثرة التي مازالت تقدم النماذج الوطنية والانسانية لبناء الديمقراطية والتعايش السلمي بين مكونات الامم المتعددة الاعراق والثقافات، مثل بلدنا الطيب هذا ، لذلك لم يكن غريبا أن ينتخب مانديلا من مختلف الاعراق كأول رئيس افريقي لدولة جنوب افريقيا.
*من اهم المحطات السياسية في حياته العامرة أنه قاد مباحثات اوديسا1991 -1992 التي أثمرت اتفاقية إرساء الديمقراطية في جنوب افريقيا وأنه قادعملية المصالحة الوطنية في جنوب افرقيا وانتقل بها من خكم الاقلية التي كانت تمارس تمييزا عنصريا ضد الاغلبية الافريقية الى حكم ديمقراطي يحمي ويحترم التعدد العرقي والثقافي.
*عندما بدأت النخب البيضاء في مغادرة جنوب افريقيا ، طمأنهم مانديلا بانهم انما يشكلون جزءا من النسيج الاجتماعي من أمة (قوس قزح)في جنوب افريقيا، وشكل حكومة وحدة وطنية – حقيقية لا صورية – وكون لجنة للحقيقة والمصالحة ، اصبحت نموذجا يحتذى للمصالحة والعفو والمعافاة في وطنه.
*اعنمد مانديلا في تنمية بلاده على الاصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع مظلة خدمات الرعاية الصحية وتأمين السلام الاجتماعي بين مكونات الامة ، وسجل الكثير من المواقف الوطنية في سياسته الخارجية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر انتقاده للحرب الامريكية على العراق تحت مظلة مكافحة الارهاب، ومطالبته إسرائيل الانسحاب من الاراضي المحتلة.
*انسحب من الحياة السياسية بكامل ارادته بعد اعتماد الدستور الجديد في جنوب افريقيا عام 1996، وتنازل عن رئاسةحزب المؤتمر الوطني الافريقي ليخلفه الرئيس ثامبو امبيكي عبر انتخابات حرة،امبيكي رئيس لجنة حكماء افريفيا الذي قاد ومازال يقودجهود السلام والمصالحة في بلادنا.
* مهما تحدثناعن فقيد أفريقيا الراحل المقيم نيسلون مانديلا فإننا لن نوفيه حقه، لكن يكفيه كل هذا الحب والتقدير الذي استحقه من شعبه ومن الشعوب الافريقية وشعوب العالم اجمع وأنه اصبح رمزا للنضال السياسي والمصالحة الوطنية والسلام الاجتماعي،وأنه الأب المؤسس للديمقرطية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسلام الاجتماعي في جنوب افريقيا
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]