الطاهر ساتي

عقول تفكر كما ال … ببغاء ..!!


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]عقول تفكر كما ال … ببغاء ..!![/ALIGN] ** ما أن تطل أزمة سياسية في سماء البلد ، إلا و يبادر ذهن العامة في تشكيل أسئلة حائرة من شاكلة : يا جماعة البلد ماشة على وين ..؟.. وأحسب أن الظرف السياسي الراهن أرهق ذهن العامة بهذا النوع من الأسئلة المتوجسة والمطلة من وراء ماقد يحدث في خواتيم قضايا شائكة ملفاتها لم تغلق بعد ، وكذلك تحمل في جوفها خيارات دولية وأخرى وطنية مفتوحة تنبئ العامة بأن مصيرها ومستقبل بلدها مجهول .. نعم مجهول مابين الوحدة والانفصال ، ومجهول مابين تلك المذكرة ورد فعل الخرطوم ..وما أسوأ هذا الإحساس في حياة الشعوب ، حيث يجردها من الأمل والعمل ويلبسها ثياب الحزن والخوف و القلق ، وهكذا حال العامة حاليا مهما تجملت وتزينت الصحف والساسة .. وهذا الحال هو لسان حال السؤال الحائر : البلد دي ماشة على وين ..؟.. ويكذب من يدعي معرفة إجابة صادقة غير : .. الله أعلم ..!!
** فلندع حال السياسة وساستها ولسان حال العامة الحائر في ذاك السؤال ..ندع كل هذا ، ونحدق سويا في حال المجتمع ، فهو أيضا بلسان حال ينطق ذات السؤال : ياجماعة البلد دى ماشة على وين ..؟.. نماذج لهذا الحال .. وقبل ذكرها أنصحك بأن تتابع الاعلانات التي تبثها الفضائيات والإذاعات والصحف إذا أردت أن تعرف طرائق تفكير شعوبها ومجتمعاتها ، فى تلك الإعلانات تتلمس خطى التفكير ومايشغل خاطر الناس وفيما هم غارقون ..أوهكذا نصحني الأستاذ جورج أديكو، سكرتير عام إتحاد الصحفيين الأفارقة ، قبل كذا سنة بالقاهرة ، ولم تسقط نصيحته من ذاكرتى ، بل تترسخ يوميا ..تترسخ عندما أتابع فضائيات العرب ، حيث الترويج للمأكولات والعصائر وأدوات التجميل وغيرها من قشور الحياة هى صاحبة المساحة الأوسع ترويجا ، وكذلك تترسخ عندما أتابع فضائيات الأفارقة ، حيث التحذير من الإيدز والترويج للعاذل وعقار تنظيم الأسر وغيرها من شواغل المجتمع هناك هو الأوفر حظا فى الترويج ..وهكذا أهدانى جورج درسا لأتعلم : كيف يفكر المجتمع ، أى مجتمع ، وما الذي يشغل خاطره ..شكرا جورج ..نرجع لموضوع ليس ببعيد عن ذاك الدرس ..!!
** فالخرطوم أصبحت تطبع وتوزع مجانا صحف إعلانية فيها ما فيها من ترويج لبعض ضروريات الحياة ، مأكلا كان أومشروبا أو مسكنا أو أثاثا وغيره ..وبالتأكيد هى إضافة مفيدة للأسواق وزبائنها في مسألتي العرض والطلب .. تلك الصحف تجذبني إليها رغبتي فى معرفة : كيف حال الأسواق واقتصادها ..؟.. ثم : كيف يفكر مجتمعنا وما الذي يشغل خاطر الناس في بلدي ..؟.. مثلا : تجربة البيع بالتقسيط لكل لوازم الحياة جديدة فى مجتمعنا ، هل نجحت التجربة ..؟.. تجد الأجابة فى الصفحات الضاجة بكل جديد وهى تعلن عن مساكن ومركبات وأثاث وحتى أدوات منزلية بالتقسيط ، هى إذن تجاوزت عند الرأسمالية مرحلة التجريب إلى مرحلة الترسيخ والتطوير بالمنافسة .. هكذا المثال ..ولكن فى ذات الصحف إعلانات غريبة أو بالأصح جديدة في ثقافة وعادات المجتمع السوداني ، وهى الإعلانات التي طرقت ذهني بذاك السؤال الحائر : البلد دي ماشة على وين ..؟.. نقرأ سويا بعض النماذج ..!!
** مركز …. بأمبدة ، يعلن : لطفا للرجال فقط : هل ترغب في زيادة حجم ….. ؟.. هل تعانى من ضعف ال ….أو سرعة في …..؟.. نحن فى خدمتك ، ولا تتردد ، لدينا أعشاب طبية سوف تسعد زوجتك … هكذا نص الإعلان ، وليعذرني القارئ على تجاوز بعض المفردات والأسماء …وكذلك إعلان آخر يبشر فيه مركز آخر زبائنه الكرام عن وصول خبراء أجانب من دول غربية وعربية ، وهم يحملون التخصصات التالية : دبلوم في تكبير ال …ماجستير في شد ال … دكتوراة في تصغير ال … وهكذا ، أيضا جد لي عذر تجاوز المسميات .. ولكن الإعلان التالي هو المدهش والمحزن ، حيث يعلن مركز فى قلب الخرطوم عن وجود أزواج وزوجات تحت الطلب .. ويصنفهم هكذا : يوجد لدينا سيدات أعمال ، أرامل ، آنسات .. أما الرجال : يوجد لدينا مهندسون ، رجال أعمال ، مغتربون ، عمال .. ويطمئن الزبائن بعبارة فحواها : نحن فى خدمتك وتوجد لدينا قاعدة معلومات كاملة عن شريكك او شريكتك ..هكذا والله نصوص إعلانات تجارية مكثفة فى صحف هي الأوسع انتشارا في الخرطوم ؛لأنها توزع مجانا لمن يشاء ..إعلانات غريبة تقلد عادات الغير وثقافتهم كما الببغاء ، وترغمك على التساؤل : ليس الحال السياسي فقط ، بل كل الأحوال ، إلي أين تمضي ..؟.. أي بعامية العامة : البلد دي ماشة على وين ..؟
إليكم – الصحافة الاحد 15/02/2009 .العدد 5616[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. مافي علاج جديد بكبر الجيب واله دي شغلة دي خلاص كملو كلو
    بقو في اعلانات الفارقه هسي ديل في زول بمشي ليهم