زهير السراج

تنابلة .. كثيرة عليكم


[ALIGN=CENTER](تنابلة .. كثيرة عليكم!! ) [/ALIGN] من المؤسف والمحزن والمؤلم والمحبط أن تمحى مدرسة من الوجود مهما كان الهدف نبيلاً، فالأولوية القصوى للتعليم خاصة في بلد ثلاثة أرباع مواطنيه من الأميين وهم في أمس الحاجة إلى التعليم للنهوض والتطور والتخلص من المشاكل والأزمات الكبيرة التي تحاصرهم من كل جانب وتمسك بخناقهم وتكاد تقضي عليهم لولا رحمة الله.
* وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم اتخذت قراراً غريباً بإزالة مدرسة العمارات بنين (2) لمرحلة الأساس، وأحاطته بالسرية التامة، على أمل أن تضعه موضع التنفيذ في مارس القادم بعد أن تغلق المدارس أبوابها للعطلة الصيفية .. (ولا من شاف ولا من دِري) .. ولكن لسوء حظها تسرب القرار إلى أولياء أمور الطلاب فتجمعوا قبل يومين أمام المدرسة للإعلان عن رفضهم تصفية المدرسة وبعثرة أبنائهم بين المدارس وما يترتب على ذلك، ولا يمكن أن يلاموا على هذا الرفض، بل من يلام هي الوزارة التي ارتكبت العديد من الأخطاء باتخاذ هذا القرار الغريب، وعلى رأسها طريقة اتخاذه والتكتم عليه، وعدم مشاورة مجلس الآباء وأولياء الأمور، وربما إدارة المدرسة، بل حتى بدون الاعتراف بحق كونهم (تنابلة) عليهم السمع والطاعة، فالتزمت بالسرية المطلقة في اتخاذ القرار، وكانت تنوى التنفيذ بشكل (سري) عندما تغلق المدارس أبوابها .. وتضعهم أمام الأمر الواقع، فلا يملكوا إلا الصمت والقبول!!
* يحضرني هنا سلوك مغاير تماماً لسلوك وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم، وهو الذي سلكته وزارة التعليم بمقاطعة (أونتاريو بكندا) عندما فكرت في إغلاق بعض المدارس في مراحل التعليم المختلفة وتوزيع طلابها على المدارس الأخرى، بسبب قلة عدد طلابها مقارنة بحجمها وإمكانياتها الكبيرة، وعدد مدرسيها .. الخ فطرحت الموضوع للنقاش العام في كل المنابر .. وعلى رأسها مجالس الآباء وأولياء الأمور، وأجهزة الإعلام، وكان ذلك قبل عامين، وحتى هذه اللحظة لم يصدر قرار برغم النقاش الكثير الذي دار .. وكان رأي البعض أن اهتمام الوزارة يجب أن يتركز على الطلاب وتطوير مقدراتهم، وليس على النظر إلى ما تصرفه من أموال عليهم، بغض النظر عن حجم هذه الأموال، علماً بأن الحكومة تتحمل عبء الصرف بالكامل على التعليم الأساسي من مرحلة الحضانة وحتى نهاية المرحلة الثانوية، ويستحق كل طفل من مرحلة الحمل به وحتى سن الثامنة عشرة .. إعانة حكومية شهرية (بالقانون) تغطي نفقات المعيشة، بالإضافة إلى العلاج المجاني لكل المواطنين، بل والمقيمين من الأجانب !
* السبب الذي دعا وزارة التخطيط العمراني لاتخاذ قرار بإزالة مدرسة العمارات هو منح الأرض لمنظمة (المرحوم بشير النفيدي الخيرية) لإقامة مجمع طبي خيري عليها، وهو هدف نبيل، ولكن ألم تجد الوزارة غير المدرسة مكاناً لتقيم عليه المنظمة المجمع الطبي، وحتى لو كان ذلك كذلك .. أيهما الأولى بالاهتمام في هذه المنطقة .. مدرسة قائمة، أم مجمع طبي في علم الغيب ؟!
* بمنتهى البساطة .. تقرر وزارة التخطيط العمراني بالولاية، إزالة مدرسة، وكأنها تزيل كشك سجاير أو سعوط !!
* ولكن ليس غريباً أن يحدث هذا .. فعندما أزالت أكشاك الجرايد والمكتبات لم يحتج أحد .. فقررت أن تنتقل بمعاولها إلى المدارس !!.

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1171 2009-02-15


تعليق واحد

  1. صدقت د. كتور ليس غريباً على هذه الوزارة التي تشرد ابناءها وكأن سياسة الدولة أن تحسن تعليم الاجيال حتى يكون فهمهم على قدرهم ولا يعلوا على احد أي ان تكون الاجيال القادمة قابلة امخاخهم للمسح الكلامي والتأثيري فقط لا للحجج ولك في اضافة الصف الثامن شهيد وترك الصفوف المتوسطة التي تعلم وتأدب أكثر من أي مرحلة اخرى . اما بالنسبة لهذه المدرسة اعلم ان لو كان فيها ابن موظف في الوزارة لما كان هذا القرار فما بالك لو كان بها ابن وزير – الن يكون القرار بإزالة مسجد اقرب من المدرسة – انا بلدي بلد الخير والطيبة لكن الغريبة ناسوا عجيبة 😡 😡

  2. الاخ الدكتور اشكرك نيابة عن مواطنى العمارات على طرح هذه القضية المهمة التى تدل على استخفاف بالتعليم والطلاب والمستقبل وارجو ان تثمر الجهود فى ايقاف هذه المهزلة.

  3. الاخ الدكتور الفاضل زهير السراج
    السلام عليكم ورحمه الله اطيب والتحايا والتقدير لجهدكم الطيب المقدر ونكون شاكرين لك لو تكرمت وخاطبت الاخوه بمنظمة (المرحوم بشير النفيدي الخيرية) واقناعهم ببناء هذا المستشفي الطبي الخيري في اطراف الخرطوم وخاصة الحاج يوسف حيث الاراضي الواسعه ذات الكثافة السكانية العاليه والعديد من المواطنين الذين لايملكون ثمن الدواء مع وجود مستشفي واحد فقد (البان جديد) ووجود العديد من المستوصفات العلاجية المتخصصة بالعمارات وماحولها اإلا اذا كانت لاهل المرحوم نظرة اخري للعمل الخيري والصدقة الجارية.
    مع الشكر والتقدير