فدوى موسى

الفتة والحكومة الجديدة!


[JUSTIFY]
الفتة والحكومة الجديدة!

يستضيف منتدى النادي العائلي يوم الاثنين القادم حفل تدشين منظمة «أيدينا للبلد» وهي منظمة طوعية خيرية.. وتتخلل المنتدى مشاركة بالحديث وفقرات فنية ويشرف المنتدى مسعود فائز وبربري وآخرون.

(عبدو) يحمل الجك ويصطف خلف (الزين) الذي يقف أمام «قدرة الفول» مباشرة دون وسطاء أو سماسرة أو حائل، يأخذ نصيبه حسب طلبه من ماء الفول الساخن ورشوشة على الأرغفة، ولا يلقي بالاً لعمك الثرثار الذي يجعل من الدكان منتداه ومستقره.. وهو يكون ويمضغ موضوع الحكومة الجديدة وفلان ماشي وفلان جاي، ولأن عبدو مهموم بعطلة (الزين) أمامه في أمر أخذ نصيبه من القدرة يعد حديث (عمك) ضرباً من السفه والبلادة.. «أيش يعني» حكومة جديدة لا تؤثر على القدرة ولا تحيل أمرها أمراً هيناً أو تجعلها أرخص مما هي عليه الآن… عبدو.. مقاييس نجاح الحكومة عنده أمام مقياسين «لمن يقف أمام القدرة ولمن يقيف قدام المواصلات» بعد داك «كلو عند العرب صابون»… خاصة وأنه لا يتعالج إلا بالقرض والأعشاب وليس لديه أطفال في سلالم التعليم (السباعية والخماسية)،، ولسان حاله «فكونا منها سيرة بعد شنو.. بعد ما قنعوا منها ولحقوها أمات طه»… وهكذا الكثيرون ينتظرون وينتظرون الفتة بشوق وحماس أكثر من انتظار الحكومة الرشيقة ولا العريضة ولا السمينة ولا الأمنية… أو بالأصح أي «دجل» قادم ما دام الحالة مشلولة والآراء مهيضة الجناح، والبلاد في مفترق طرق.. فاتوها الفاتوا زمان… هجروها القنعوا من عشمها… تفلوا في وجهها العارفين مآلاتها وطشوا منها ناس الطويشة…

٭ لماذا أنا هنا؟

قد لا ينتبه الإنسان لنفسه وهو يولغ في أوحال لا يعرف حدود الغطس فيها، ولا يسأل نفسه «لماذا أنا هنا» قد يظن الناس أن الأحوال والفرص لنفاذ لأي موقع أو مكان يمكن أن تصبح «شطر لرضع اللبن وفرصة ثمينة لتوفير الزوادة في صحراء التسفار القاحل» ما دامت رحلة الحياة لا تحتمل إلا خيارين، إما البقاء مع تكرار الوحل أم الهجرة لو طال السفر… حق لأي منا أن يسأل نفسه وهو يرى سيل الجموع يودع بلا عودة أرض الحبيب ويغادر غير آسف على ما تركه من خلفه… هل هو أشطر من هؤلاء المبعدين لأنفسهم أم أنه على قدر أعلى «أوفر» من كل هؤلاء… هل كانت حساباته أخرى أم أنه عرف سر البقاء بها… ويبقى السؤال لماذا أنا هنا؟.. هل خنت أمانة ما؟… هل أكلت حق آخر؟… هل تعديت على غيري… أم لماذا لم يعرف هؤلاء ذات الأمر الذي لأجله بقيت دونهم في وطنهم… هل أنا أكثر حظاً وحظوة… لكن الإجابة ببساطة هناك من هم أكثر احتمالاً وحباً لهذا الوطن.. يرتجونه في محل الجفاف ويبحثون الأرض لأجله وينقبون أغوار الحجارة والصلد لمعدن أصيل.

٭ آخر الكلام

هموم الناس… صوت الناس… رهق الناس.. عرق الناس.. إحساس الناس.. هي المحك الحقيقي والإجابات الصادقة للسؤال الصعب… «ماذا قدمت للبلد وماذا سأفعل…»
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]