عالمية

حسابات البشير في ليبيا تختلف عن السيسي


[JUSTIFY]آثر الرئيس السوداني عمر البشير عدم مجاراة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بشأن الموقف من الأزمة الليبية، حين دعا الأخير في مؤتمر صحفي جمعهما بالقاهرة إلى “ضرورة تنسيق الجهود من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا ودعم خيارات الجيش الليبي”.

ولم يتطرق البشير في المؤتمر الصحفي إلى الوضع في ليبيا وتجنّبَ التعليق على تصريحات السيسي بهذا الشأن، مكتفيا بالحديث عن رفع مستوى العلاقات بين القاهرة والخرطوم من مستوى لجنة وزارية إلى لجنة رئاسية، الأمر الذي دفع محللين سودانيين إلى القول إن هناك مواقف لم يشأ البشير البوح بها على الأقل في الوقت الراهن، وأشار البعض إلى” وجود اتهامات مسبقة للسودان بدعم المجموعات التي تقاتل الجيش الليبي”.

تناقض
[/B][/COLOR] واعتبر المحلل السياسي أمين مكي مدني لقاء الرئيسين “لقاء علاقات عامة تجنبا فيه مناقشة الأمور العالقة بين بلديهما فتُركت من غير حسم، وما خرجا به لا يعكس حقيقة ما توصلا إليه داخل الغرف المغلقة”.

ويرى مدني أن البشير والسيسي يقفان على طرفي نقيض، “فمصر تؤيد وتناصر جماعة خليفة حفتر بينما تساند الخرطوم الطرف المناوئ له”. لكنه لا يستبعد وجود “اتفاق غير معلن تجنبا لرد فعل من جهات تساند هي الأخرى طرفي المعادلة في ليبيا”، معتبرا ما أعلنه الرئيسان “كلاما فضفاضا لا يتخطى كونه شعارا يبحث عن مؤيدين له”.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين حسن الساعوري إن موقف السودان مع الجماعات الإسلامية الليبية “لم يتحول، مما يجعل مساندة مصر في دعم قوات حفتر أمرا مستبعدا”.

ويرى أن مساهمة السودان في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بدعم ثوار ليبيا “دفعت بعض المجموعات الحالية إلى توجيه أصابع الاتهام إليه باستئناف ذات الدور ضدها، وصمتُ البشير ربما يكون محاولة لتأمين موقف بعد الهجمة الإقليمية على الإسلاميين في المنطقة”.

بانتظار التطمينات
وذكرالساعوري أن السودان “لن يعلن أي موقف واضح ما لم يتلق تطمينات كافية من مجموعة حفتر التي تجد الدعم من كثير من الجهات العربية منها والدولية، ومن المستبعد وجود اتفاق أو مقايضة لأجل التنسيق حول مسألة ليبيا”.

ونبه إلى أنه “من المستحيل على الرئيس السوداني التوافق مع السيسي في محاربة الثوار بعدما كان السودان هو الداعم الأبرز لهم في إنهاء حكم القذافي”، مشيرا إلى أنه لا يمكن للسودان دعم نظام قد ينقلب عليه في أي لحظة.

أما الخبير في شؤون القرن الأفريقي حسن مكي فيقول “لا يوجد في لقاء الرئيسين غير تحريك ملف التكامل بين القاهرة والخرطوم”، مشيرا إلى استحالة توافق الطرفين في الرؤى بشأن ما يجري في ليبيا.

وأضاف مكي أن السودان “لن يقبل بالتضحية بنظام ساهم في إقامته ويتوافق معه في كثير من الرؤى”، مشيرا إلى إدراك مصر وداعمي حفتر عدم قدرة سلاح الجو في حسم المعركة لصالحه طالما ترجح قوة الثوار على الأرض كفة من يدعمهم السودان ولو معنويا، حسب تعبيره.
[/SIZE][/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] الجزيرة
م.ت
[/FONT]