رأي ومقالات

صلاح حبيب : انتصارات الكرة السودانية كلها تأتي بالصدفة!!


[JUSTIFY]غادر شبابنا محطة هلال مريخ وأصبحوا مهتمين بالرياضة العالمية، لأن الرياضة العالمية تقدم المتعة والإثارة عند المشاهدة ولا أظن أن شبابنا مولع بهلال مريخ وما يحدث فيها، لأن الرياضة في السودان أصبحت أبعد من لعبة كرة القدم التي يهاجر لها المواطن من نيالا أو كسلا أو القضارف.. عندما كانت تقام بطولة قمة طرفاها هلال مريخ. وأذكر فيما مضى أن أحد عشاق الرياضة خاصة الهلال كان يقطع تذكرة طائرة من نيالا أو كسلا للخرطوم لمشاهدة مباراة هلال مريخ، عندما كانت تلك الفرق مليئة بالنجوم من “كسلا” و”الدحيش” و”قاقارين” و”سبت دودو” وغيرهم من أفذاذ الكرة في السودان. الآن الكرة أصبحت (عك) والمصيبة عندما ينتصر المريخ على الهلال أو الهلال على المريخ تسمع الضجيج والصخب والمناوشات هنا وهناك، وكأنما انتصرنا على ريال مدريد أو برشلونة أو شلس أو حتى فرق الكامرون أو غانا أو حتى يوغندا.
فالكرة السودانية لا تفرح بل تصيب المفتونين بها بالضغط والسكري والذبحات الصدرية.. الآن الاتجاه كله لمشاهدة المتعة والإثارة في الكرة الإنجليزية أو البرازيلية أو الأسبانية أو الإيطالية، أو غيرها من البطولات الرياضية عدا السودانية، فمعظم الشباب يحفظون عن ظهر قلب أسماء اللاعبين بالفرق الأجنبية الأخرى، ولا أظن إذا سألته عن لاعب سوداني في الهلال أو المريخ يحتفظ باسمه في ذاكرته. طفلي الصغير يحفظ “ميسي” وغيره من اللاعبين، وعندما سألته عن لاعب اسمه “ضفر” قال لي يا بابا في لاعب اسمه”ضفر” (الضفر) دا بتاع الرجل كيف يسمو لاعب اسمه “ضفر”.. لا أدري لماذا كل هذه الهيلمانة للكرة السودانية التي نجاحاتها كلها بالصدفة، الواحد يمد ركبته فتضرب فيها الكرة فتدخل قوون والناس تقوم تنطط وتكورك، ولا يدرون أن الكرة لوحدها ضربت في ركبة اللاعب ودخلت قوون ولم تكن لقطة بارعة أو محاولة إبداع قدمها اللاعب ليخدع بها حارس المرمى، كاللقطة البارعة التي حولها أحد لاعبي الفرق الأجنبية قبل أيام، عندما مررت له الكرة فاندفع وطرح الحارس ومررها بطريقة ذكية سكنت الشباك، وأصبح الهدف من أجمل أهداف الأسبوع، وتم تكرير اللقطة عدة مرات، ولكن كيف تكرر لقطة كرة ضربت في ركبة لاعب ودخلت قوون.. ألم أقل لكم كل انتصاراتنا الكروية تجئ عن طريق الصدفة فلا إبداع ولا متعة في الكرة السودانية، ولذلك لا أحد يفرح بالانتصار ولا يحزن بالهزيمة فالصدفة اليوم على هذا الفريق والصدفة الثانية للفريق الآخر، وما أكثر الصدف في الكرة السودانية.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. أخى صلاح حبيب : والادهى والامر من ذلك تجد فى هذه الفرق لاعبين مجنسين وأجانب يصرف عليهم مئات الالاف من الدولارات دون أى مردود منهم يوازى ماصرف عليهم وينطبق علينا المثل الذى يقول ” نسمع صوتا ولانرى طحينا ” وياحليل زمن جاركم رشيد المهدية