من المؤكد أن التاريخ يحوي الكثير من الدلائل على مكانة الخيل في المجتمعات العربية. فالحصان بالنسبة لهم المال والجاه حتى عنتره ابن شداد بلغ حبه لحصانه إلى الحد الذي كان يذود عنه في أثناء القتال. وإبداع الشعراء العرب في وصف الخيل ومنهم إمرئ القيس قائلاً«مكر مفر مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علٍ». ثم أتى الإسلام ليعزز من مكانة الخيل، فذكرت في القران الكريم «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل». كما أوصى عمر بن الخطاب قائلاً «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل». في هذا التقرير «الإنتباهة» حاولت أن توثق للخيول
أنواع الخيل:
لمعرفة الكثير عن الخيول وأهميتها التقت«الإنتباهة» بسكرتير اتحاد الفروسية السوداني رأفت عبد الرحمن بلة وأفاد قائلاً: احتل إقليم دارفور في غرب السودان، مكاناً مرموقاً على مستوى العالم فيما يلي عدد الخيول، وترفد دارفور رياضة الفروسية العريقة في السودان بأجود سلالات الخيل الأصيلة. وتنتشر سباقات الخيل في إقليم دارفور وهو المورد الأساس لمركز الخيول في السودان، وتأتي قيمته أعلى من بقية الحيوانات مقارنة مع الأبقار والإبل على المستوى الشعبي بشكل لافت، ويعتبر امتطاء صهوات الجياد رمزاً للفروسية بين الدارفوريين. وحسب إحصاءات الأمم المتحدة قبل ثلاثة أعوام، فإن دارفور تحتل المركز الثالث عالمياً من حيث عدد الخيول، التي تصل إلى مليون وسبعمائة ألف رأس. وأكد أن دارفور أكثر المناطق التي ترفد مضامير السودان بالخيول نسبة لوفرتها من جهة وعراقة سلالتها من جهة أخرى. ويعد الحصان الدارفوري، بحسب رأفت، أجود سلالات الخيل بالسودان، وتصل قيمة الحصان الرياضي الواحد من تلك السلالة إلى ثلاثين ألف دولار إلا إن فشل في السباق، وتأتي أهميته في التقاط الأوتاد ورياضة البولي والفروسية بالإضافة إلى الحنطور. ومن الأسماء التي اشتهر بها في جبل مرة قيلي وديوتي وخرطومي وجافلة وأم الكرام وفية وأم دخن والحبة السوداء وتقوى وهدير والياسمين وصيالا وقرة، وتأتي كل هذه الأسماء من ظروف الزمان أو المكان. وذكر أن هنالك بعض الأسماء القبيحة على سبيل المثال أتان وكيريشمة عاصفة الصحراء.
الأغاني السودانية تتغزل في الخيول
أغاني الحماس والسيرة ضرب من ضروب الفن التي يتفرد بها شعراء وشاعرات السودان دون غيرهم، ولايفوتنا أن نذكر الأغاني السودانية لم تغفل الدور الكبير الذي تقوم به الخيول، فقد تغنى له العديد من الفنانين وأنشد له الشعراء. منها على سبيل المثال لا الحصر أغنية الفارس الجحجاح للشاعر عمر الحسين وتغني بها الفنان الراحل سيد خليفة، و شدو لك ركب فوق .. مهرة الجماح ضرغام الرجال الفارس الجحجاح. والجماح تعني إذا غلب فارسه وركل هواه فلم يمكن رده. والفنان الكابلي غنى فرتيقة أم لبوس لويعة الفرسان.. الليل بابلي عنزة وقرونه سنان، وأم لبوس تعني خيل الحرب المسرجة. وكتب الشاعر عمر البنا الجنيات يابقارة شدو خيلهم للمغارة، وتعني وضعوا السروج على خيولهم استعداداً للحرب. وفي قصيدة أخرى الخيل روقن مرقن بواديهن… والشوق للحرب والموت بناديهن.. وقت الخيل يجن مارقات على العرضة. وفي قصيدة ثانية يقول خيول المحاص الكرفن لي ريحة الدم هن بتصاهلن وعقيدن إتقدم .. قوم شوف الخيول يا خوي عدادن كم… قودهن للحرابة وفيهن اتحكم.[/SIZE][/JUSTIFY]
الانتباهة – عائشة الزاكي
