منوعات

الدعم المالي السعودي… عودة العلاقات إلى مجاريها بين السعودية والسودان


[JUSTIFY]على ضوء التطور الذى شهدته العلاقة بين المملكة العربية السعودية والسودان مؤخراً سيما بعد الشد والجذب الذي صاحب العلاقة خلال الفترة الماضية، يبدو أن العلاقات التاريخية والأزلية وعلاقة المحبة ما زالت مستمرة وتزداد قوة ومتنانة أكثر، وهذا هو الأصل والطبيعي والحالة التي ينبغى أن تكون عليها العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وعودة العلاقة الآن إلى سابق عهدها وأيضاً في أحسن حالتها بصفة عامة، ويعتبر مراقبون أنها قد تجاوزت مرحلة الخطر أو التوتر المكتوم، وانجلت الأمور تماماً. من هذا الإطار كشف الوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل يوم الثلاثاء عن حصول السودان على دعم مالي سعودي عقب الزيارة التي قام بها أخيراً الرئيس عمر البشير إلى المملكة، قائلاً إنها أفلحت في عودة العلاقات لمجراها الطبيعي. وقال إسماعيل في تصريحات صحفية إنه تم الاتفاق على التزامات في الجانب السياسي والاقتصادي. وأكد أن الاقتصاد السوداني سيشهد تحسناً بدءاً من اليوم، بيد أنه أشار إلى أن التحسن سيمضي بالتدرج وتوقع مزيداً من الانخفاض في سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه، وقطع بأن الانخفاض ليس مؤقتاً كما رآه البعض، وعزا ذلك لجهة تحسن علاقات السودان مع السعودية والإمارات والكويت والبحرين. وأبان إسماعيل أن الرئيس عقد لقاءات مع القيادات السعودية وتم تشكيل لجنة بدأت أعمالها للاستماع لحكومة السودان. وعبّر إسماعيل عن سعادته بعودة العلاقة مع السعودية بعد الفتور الذي لازمها، وكشف عن تدخل جهات خارجية فضل عدم الإفصاح عنها حالياً واعداً بالإعلان عنها فيما بعد.
إلا ان الخبير في الشأن الدولي عباس محمد إبراهيم أكد خلال حديثه لـ «الإنتباهة»، أن العلاقة بين البلدين ظلت متأرجحة وذلك لعدة عوامل أبرزها الضغوط الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة، وكذلك العلاقة بين السودان وإيران، إضافة إلى الدعم أو تأييد السودان لجماعة الإخوان المسلمين في الفترة الماضية ما حدا بالمملكة أن تنتقد أي تقارب أو تأييد للإخوان. حديث إبراهيم يؤكد صحة تقارير سعودية تحدثت عن مواقف السعودية تجاه حكومة الإنقاذ، فمن الواضح أن السعودية لم تغير مواقفها تجاه البشير إذ أنه ظل يزورها باستمرار ويعبر أجواءها دون اعتراض، لكن ظلت الرياض تعترض على زيادة التقارب بين الخرطوم وطهران، إلا أن الحكومة قد أوضحت أن علاقاتها بإيران ليست موجهة ضد أحد، مشيراً إبراهيم إلى الدليل على صحة الحديث موقف الحكومة من إيران كان واضحاً من خلال إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، أما عن دول الخليج العربي فقد اتضحت مطامحها حول علاقات إستراتيجية مع إيران، وإن كانت السعودية قد اعتبرت أن موقف السودان هذا يؤكد وجود هذه العلاقة مع إيران التي تثير غضب الرياض، وأوضح ذلك حينما منعت السعودية طائرة الرئيس البشير عبور أجوائها في طريقه لإيران، يمكن أن يكون ضمن الأسباب التي أغضبت المملكة خاصة بعد أن سمح السودان لـ «سفن إيرانية» أن ترسو في أحد الموانئ السودانية. على كل تبقى علاقة الخرطوم بالرياض لا تشوبها أية شائبة سوى علاقة السودان بإيران التي تراقبها السعودية ودول الخليج عموماً، وإن كانت الحكومة قد أقرت بوجود توتر بين البلدين بعد قرار السعودية الرسمي بإيقاف التعامل المصرفي معها في شهر مارس المنصرم، لكن ظلت الحكومة تطلق تصريحات بمثابة تهدئة للحد من أي توتر ربما يؤدي إلى زيادته وقد يصب في صالح جهات ودول لها مصلحة في ازدياد هذا التوتر. فقد قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني نافع علي نافع فى تصريح صحفى بهذا الصدد إن ما أثير مؤخرًا حول قطع السعودية علاقاتها مع السودان ما هي إلا أماني يتمناها الكثيرون للسودان، وأن الاعتقاد بأن تلك أمانيهم وأماني أهل الكتاب. إذاً إلى أين يمضي مسار العلاقة بين بلدين كانا في وقت سابق إخوة وأشقاء إلا أن المواقف السياسية بين البلدين خلقت جفوة وفتوراً في العلاقة جعل من مستقبلها لا يبدو واضح المعالم ربما على الأقل في الوقت الحاضر، إما بزيارة الرئيس الأخيرة للسعودية استعادت صفو العلاقات إلى طبيعتها مجدداً وفى تقديرى الدعم المالي السعودي سيسهم في انتعاش الاقتصاد السوداني.

الانتباهة[/JUSTIFY]