عندما يموت هؤلاء لا يهم زيد أو عبيد!!
وأنا أكتب زاوية و(ضاعت أمل) قبل أيام من الآن.. والتي حكيت فيها قصة الطفلة البريئة التي «قبرت» لأنها ما وجدت مستشفى يمنحها «صك الحياة» لأن أهلها لا يملكون مبلغ الخمسة وثلاثين مليون جنيه حق جهاز الاكسجين المنقذ للحياة.. وأنا اكتب هذه الزاوية كنت أتخيلها قمة التراجيديا والمأساة لما يمكن أن يصل إليه حال المواطن.. وهو يبحث عن حقه في العلاج والتعافي.. لكن ما حدث أمس الأول جعلني أشعر أن أرخص ما في هذا البلد هو انسانها وحياته لا تساوي عند مسؤوليها «فكة» من ملاليم حمراء. ودعوني أروي الرواية واستحملوني أن احكيها بتفاصيلها التي بدأت وهاتفي يرن بلا انقطاع.. وأنا لحظتها داخل استديو فضائية الخرطوم اقدم برنامجاً على الهواء مباشرة وأزعجني الاتصال غير المنقطع لأنه كان من ابني وهو يعلم انني على الهواء ولن أرد عليه فقلت لابد أن كارثةً قد حدثت ليصر على الاتصال..! وما أن انتهت الحلقة إلا وهاتفته ليخبرني أن «عم محمود» وهو الرجل الذي نأتمنه على أولادنا وأبوابنا حارساً للمبنى الذي نسكن فيه.. وهو يستحق أن نأتمنه لأنه طيب وصادق وعفيف وحنين يشبه كل أعمامنا الطيبين الذين آلوا إلى معاش.. فاختار هذه المهنة التي تؤمن له المأكل والمسكن وراتباً معقولاً ..أخبرني أن عم محمود صدمته عربية مسرعة وهو يقطع الشارع الرئيسي في شمبات.. وأنه الآن موجود معه بمستشفى حاج الصافي.. وطالبنا بالحضور بسرعة لأنه على حد قوله (الرجل مرمي على نقالة لمدة أربعين دقيقة) لم يمر عليه أحد أو يسأل فيه زول وانهم الآن سيحملونه إلى «فني الاشعة» كدا براهم دون توجيه من أحد ليسبقوا المصيبة ويتأكدوا انه من غير كسور.. وبعد حضورنا إلى المستشفى لم يتغير في الأمر شيء.. والرجل المسن يتأوه بألم مكتوم.. والطبيب ومعه شابتين يقلبون فيه كمن يكتشفون كائناً جديداً هبط من السماء..! وعندما وجدنا أن الأمر كما هو عليه.. طالبناهم بنقله بالاسعاف إلى مستشفى آخر.. واقترحوا علينا بحري لأنه به قسم للعظام.. لكن كانت الكارثة ونحن نسأل عن سيارة الاسعاف التي قالوا إنها موجودة في بحري ولن يتم استدعاؤها إلا بواسطة المدير الطبي غير الموجود أصلاً وطالبناهم بالاتصال به.. فقالوا إنهم لا يعلمون هاتفه.. طيب يا أخوانا نسوي في الزول ده شنو!؟ وكل دقيقة تمضي تقصر من عمره لأنهم اشتبهوا في نزيف داخلي في البطن والرأس.. وعندما لم نجد مخرجاً اتصلت على الأخ مأمون حميدة، وحكيت له الحاصل.. ووعدني بالاتصال بالمدير الطبي ليحضر الاسعاف بعد انتظار قاتل ويذهب الرجل إلى مستشفى بحري لكنه وصل «منتهي»س وفارق الحياة.. ليضاف رقماً جديداً للكم المهمل في البني آدم السوداني!! قصصت هذه القصة لأنني كنت شاهد عيان على تدهور مستوى الصحة في هذا البلد.. والمستشفى الجديد الذي يرأس مجلس أمنائه وزير تخطيط إستراتجية الولاية، وافتتحه النائب الأول للرئيس ووالي الخرطوم ونقلت مبانيه ومعداته كاميرات التلفزيون.. والمستشفى الآن وفي أقل من عام مغارة ينعق فيها البوم، لا يوجد فيها ادنى مستوى رعاية طبية، هو عبارة عن مباني تستهلك الكهرباء ومكيفات ومراوح مدورة بلا عائد ولا طائل هذا هو مستوى المستشفى الذي صُرِّفت فيه المليارات لينطبق عليه مثل «سماحة جمل الطين»!! هذا هو المستشفى الذي يرتاده معظم سكان مدينة بحري.. ويفترض أن يكون مركزاً للطواريء والحوادث..ولا ينضبط مديره الطبي أو من ينوبه ليرعى شؤون المرضى والغلابى!!
ربما تستغربون أنني لم أكتب عن التعديل الوزاري باعتبار انه حدث اللحظة.. لكنني أقول طالما يموت أمثال عم محمود اهمالاً وظلماً .. فلا يهمني أن أتى زيد أو فات عبيد.
٭ كلمة عزيزةجاء في الأخبار أمس أن عراكاً وصل مرحلة الضرب بالكراسي حدث بين عضوية اتحاد المرأة بولاية النيل الأبيض ادى لتدخل الشرطة لفض «دق النسوان» وبحسب المصدر الذي نقل الواقعة أن الأمين العام لاتحاد المرأة د. إقبال جعفر تعرضت للاعتداء نشكركن سيداتي الكريمات أن أكدتن «أنها هي لله»!!
٭ كلمة أعزأعجبني حديث الأستاذ علي عثمان محمد طه عن استعداده للعطاء بعيداً عن المناصب واعجبني أكتر قوله إن البعض إما في السلطة أو في المعارضة.. واعتقد أن طه كمفكر يستطيع أن يلعب دوراً وفاقياً على الخارطة السودانية منعه عنه المنصب الحكومي الرفيع الذي يجعله مهماً قال هو عند الآخر يتحدث بلسان الحكومة.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]
اول حاجة يجب ان يوقفوك عن الكتابة والاعلام كله لانك عديمة الانسانية
كان يجب عليك علاج الرجل على حسابك وانقاذ حياته واخذه لمستشفى حميده الذى تعرفينه وبعدين اكتبى العايزاه بدل استغلال الحالة لموضوع صحفى
انهار السودان حتى فى المروه والشهامة حتى باقرب الاقربين.