عشقها وأحبته فأنجبا عمودا
في هذا الأيام تمر ذكرى فاجعة، يعود زمانها لخمس سنوات مضت. فقد مضت روح حيوية طلقة لرحاب خلود أبدي. صعدت روح حسن ساتي وانطلقت نحو السماء جزلة. ورسفنا نحن في قيد الحزن المتجدد.
ولد حسن ساتي ليكون صحفيا ولم يكن له أي خيار سوى هذا البلاط، لم تكن تلك المهنة بمشيئة، كانت مستحقات الغرام، ومطلوبات العشق، والالتزام بخيار المحبة.
أقوى قصة حب عاشها حسن ساتي في حياته هى حبه اللاهب للصحافة، كان يرويها خبرا ويكابدها قصة صحفية، ويتضوعها تحقيقا وينزفها عمودا، وكانت هي الأخرى تبادله ذات العشق صباباته، وتتفوق بفضلية الغيرة، كانا يلتقيان كل يوم سرا بمنزل الشيخ نور الدايم العجيمي “بالخرطوم تلاتة” لا يراها أحد ولا يراه، كانا يتبادلان كل أحاديث الغرام الشجية دون أن يشعر به الهادي العجيمي ولا يحس بذلك الجيران، كانت تلك هى البداية العذرية الأولى لعاشق مدخله الخبر، ولعاشقة تدخل من بوابة الفكرة.
لما استبد العشق بحسن ساتي حين التهبت عاشقته بتلك النار الصديقة، تزوجها وأقيمت الافراح عام73 بدار الأيام، وكان مولودها الأوحد عمودا أطلقا عليه اسم “سيناريو”!
كان يقابلها قبل الزواج “تحت عمود النور” ويرسل لها الخطابات الغرامية، وتهديه المناديل المرشاة بالقلب النازف والسهم الطاعن وتبرق أسنانها بابتسامة تزلزله وتخلخل كل أعضاء جسده الحية، القلب، والكبد وأقواس الأظافر.
حين تزوجا وأنجبا مولودهما الأوحد “سيناريو” غادرا دار العشق للقاهرة وكان سيناريو قد بلغ سن المدرسة الابتدائية فدرس بداياتها بحي الدقي ثم أكملها بجدة حيث كان العاشقان المتزوجان يعملان لصحيفة المدينة السعودية.
انتقل سيناريو مع أبويه لإنجلترا وأقام مع أسرته المكونة من عاشق وعاشقة في شقة صغيرة جدا مكونة من غرفة واحدة ومطبخ صغير ومنضدة، بحي “رويال اوك” وسط العاصمة البريطانية.
في تلك الرحلة اللاهبة من عشقها، تمدد حسن ساتي وفاض بالمحبة ووسقها فانتقلت من الكتابة للتعليق السياسي الرصين الشيق العبارة والجملة والإلماح على القنوات الفضائية فكان معلقا ثابتا للجزيرة والعربية وقناة دبي. يتحدث في كل شيء وعن أي بقاع. الانتخابات الأمريكية، نرجسية ساركوزي. مكر بلير ونوايا الاتحاد الأوربي، ثم يتوغل في آسيا قطرا قطرا حتى مضارب طوكيو!.
ماكان لهذا الفيض مثل هذه الينابيع لولا العشق وفضيلة العشق هنا، أنه يكون فياضا حين يصير العاشق ثرا.
كنت أزور هذه الأسرة العاشقة بلندن كثيرا أبادل العاشق الأحاديث الجزلة، لكنني لا أرى العاشقة فهي تختبئ فيه حين يزورها ضيف أما ولدهما “سيناريو” فكنت لاعبة في الحديقة الخلفية للشقة الأرضية.
عاد العاشق للسودان فعادت المعشوقة والعاشقة طوعا معه لكنهما افترقا بلا طلاق في “آخر لحظة” فأقسمت ألا تتزوج سودانيا بعده!!.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني