سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: إمرأة تخشي على أولادها من شر إخوانهم من أبيهم وتمنعهم من التواصل ما حكم ذلك؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺄﺟﻮﺭﺓ ﻟﻮ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺑﺒﺮ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻭﺻﻠﺔ ﺭﺣﻤﻬﻢ؛ ﺑﺈﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻤﻠﻬﻮﻑ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺘﺠﺪ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ “ﻣﻦ ﺳﺮَّﻩ ﺃﻥ ﻳُﺒﺴﻂ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻪ، ﻭﻳُﻨﺴﺄ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺭﺣﻤﻪ ” ﻭﺳﻴﺼﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ؛
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ” ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﻢ
ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺋﺬ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﻭﺻﻠﻚ ﻭﺍﻗﻄﻊ ﻣﻦ
ﻗﻄﻌﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻚِ” ، ﻭﺳﻴﻜﺜﺮ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺅﺩ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ “ﻭﺇﻥ ﺃﻋﺠﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺛﻮﺍﺑﺎً ﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﺠﺮﺓ ﻓﺘﻨﻤﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻋﺮﻭﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﺻﻠﻮﺍ .” ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﺪ،
ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺭﺣﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻰ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﻴﻦ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ
ﻫﺪﺍﻳﺘﻬﻢ ﻭﺳَﻮْﻕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﺍً ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻌﻮﻻ، ﻓﻴﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺰﻱ؛ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺊ، ﻭﻗﺎﻝ ﻷﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﺷﻜﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺃﺭﺣﺎﻣﺎً ﻳﺼﻠﻬﻢ
ﻭﻳﻘﻄﻌﻮﻧﻪ ﻭﻳﺤﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ” ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺗﺴﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻞ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﻬﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ
ﺩﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ” ، ﻓﻼ ﺗﺄﻣﺮ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﺑﻞ ﻣﺮﻳﻬﻢ ﺑﺼﻠﺘﻬﻢ ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺇﺳﺎﺀﺗﻬﻢ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ؛ ﻭﺛﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻮﺽ
ﻭﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ي.ع
[/JUSTIFY]