رأي ومقالات
صلاح حبيب : كيف نحمي الوطن من الشائعات؟!
فالطفلة التي نقلت على عجل من ولاية الجزيرة وأدخلت مستشفى (إبراهيم مالك) بسبب النزيف الحاد الناتج عن إصابتها بالملاريا وهي نوع خطير من الملاريا التي تهلك الإنسان، ولأن البلد مليئة بالشائعات خاصة بعد وفاة السوداني بألمانيا بعد إصابته بمرض (الإيبولا) القاتل، ظن البعض أن هذا المرض يمكن أن يدخل السودان ويفتك بأي مواطن، لذا فالأعراض التي صاحبت مرض الطفلة التي أدخلت مستشفى (إبراهيم مالك) ظن المواطنون أنها أعراض الإصابة بـ(الإيبولا)، ففزع المواطنون والمرضى والمرافقون لا لشيء إلا لانتشار شائعة (الإيبولا) القاتل، فالشائعة من الصعب نفيها، لذلك من المستحسن أو المفترض أن تقتل الشائعة في مهدها قبل أن تتطور وتصبح حدثاً يتناقله الناس بالخارج قبل الداخل.. وفي حالة هذه الطفلة سرى الخبر أو الشائعة حتى وصلت أصقاع العالم، خاصة بعد التطور في مجال وسائل التواصل (فيسبوك) و(واتساب) وغيرهما من الوسائل الحديثة التي لا تحتاج إلى عناء في نشر المعلومة.
إن الذين يطلقون مثل تلك الشائعات لا يدركون مدى خطورتها على الوطن حتى ولو كان هناك جزء من الحقيقة، فمرض مثل (الإيبولا) إذا تعامل الإعلام معه بطريقة الشائعة وبثها بالتأكيد سيكون للأمر مردود سالب.. فكل من يرغب في السفر إلى أية دولة عربية أو أوروبية سيخضع إلى تفتيش دقيق كما تتعامل دولة مصر مع السودانيين في حالة عدم حمل المسافر السوداني كرت الحمى الصفراء، فكل من يرغب في السفر إلى دولة مصر لا بد أن يطعم ضد مرض الحمى الصفراء مع إصدار الكرت نفسه، ويطالب المواطن بأن يضعه ضمن جواز السفر، وكم من مواطن سوداني تعرض إلى الحظر بمطار القاهرة بسبب عدم حمله كرت الحمى الصفراء، فيظل في (الكرنتينة) المصرية لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع إلى حين التأكد من عدم حمله للمرض.. فرغم عدم وجود مرض الحمى الصفراء لكن لعشرات السنين السلطات المصرية تطالب المسافرين بإبراز كرت الحمى الصفراء.. ولا ندري كيف سيكون الحال إذا ظل الإعلام السوداني يبرز أخبار (الإيبولا) وغيره من الأمراض التي تؤثر على الاقتصاد السوداني وعلى الوطن بأكمله؟!
إن الشائعة مرض قاتل أكثر من (الإيبولا).. فكم من سياسي قتل بسبب الشائعة التي تطاله في شرفه أو ذمته أو عرضه أو أسرته.. لذا لا بد أن يعي الجميع خطورتها حتى لا تحدث ضرراً على الوطن أو المواطن.
المجهر السياسي
خ.ي