التشكيل الحكومي الجديد.. بانتظار من؟
يحكى أنّ (المواطنين الأحرار) ظلوا طوال الأيام الماضية يتابعون بشغف وترقب كبير، الأنباء التي تتحدث عن شكل التشكيل الحكومي المرتقب للحكومة السودانية (المبجلة)، وخلال الأيام الخمسة أو الستة الماضية انتشرت عشرات القوائم التي تشير إلى توزيع الحقائب الوزارية الجديدة، التي طال انتظارها لأكثر من عامين منذ اللحظة التي بشرت فيها الرئاسة بتغيرات كبيرة ستطال المناصب الوزارية، مع الوعد بإتاحة (الفرص) للكوادر الشبابية، انتهاجا لما يعرف بضخ الدماء الجديدة في الجسم الحكومي، وإنفاذا لسنة الحياة المبنية على (الإبدال والإحلال) البشري، في كافة مناحيها.. انشغال واهتمام كبير وسط (المواطنين الشرفاء) أوضحا إلى أي حد يعلق هؤلاء المواطنون آمالهم في (التغيير) الذي – ربما يبدل الأحوال (الكابوسية) التي يحيونها بأوضاع (طبيعية) تعيد الروح إلى حيواتهم المعطوبة.
قال الراوي: بلا شك، شهدت منابر التواصل الاجتماعي (الإعلام البديل) حوارا ساخنا حول التشكيل الوزاري الجديد، كما أنزل في صفحاتها الإلكترونية أكبر قدر من (التسريبات) التي تؤكد جميعها على أن الحكومة القادمة تتكون من (الآتية أسماؤهم).. ومن ضمن أحد الأسئلة التي أثيرت في أكثر من (منبر إلكتروني)، هذا السؤال: هل تأتي الشخصيات بالتغيرات (المختلفة) والمطلوبة التي ستحقق (الإنقاذ) المطلوب ضمن المنظومة (الحزبية) الواحدة، أم أن (الخطط) و(السياسات) المرسومة سلفا داخل المنظومة (الحزبية) هي التي تحقق هذه النقلة المرجوة؟ وذات السؤال بصيغة مقاربة: هل تحقق عملية الإبدال (العمري) – لو تمت القطيعة البرامجية مع السياسات التي سبقتها، وبالتالي تنقل البلاد من حالة الركود إلى خانة الإنجاز والتحقق، أم أن (الأمر) سيتبدى فقط وكأنها إعادة تاريخية لما عرف بحقبة (سلاطين الظل)؛ لكن في إطار الحزب الواحد؟
قال الراوي: أسئلة متواترة وملتهبة أنتجتها (الحكومة الجديدة) قبل أن يتيقن أي شخص من الملامح الحقيقية لها، بعض هذه الأسئلة ركز على سؤال وصف ضمن الجدل الإلكتروني البديل؛ بأنه سؤال مركزي و(عميق) وأن (مشكلة البلد) تكمن في الإجابة عليه! والسؤال كان كالتالي: هل أزمة السودان الآن، تتركز في إبدال الوزراء (الحاليين) بوزراء جدد من ذات المنظومة السياسية، أم أن التغيير المطلوب يحتم ويتطلب اتساع المشاركة لتشمل كل الأطياف السياسية الموجودة في الساحة السودانية حتى يتحقق لهذا البلد (الممكون) الخروج من هذا النفق (التاريخي) المظلم؟
ختم الراوي؛ قال: أما المواطن فينتظر وينتظر.
استدرك الراوي؛ قال: بانتظار من؟
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]mansourem@hotmail.com[/EMAIL]