أولاد وبنات.. في الشارع العام..سلام بالأحضان وعلى الخدود كمان!
قبل فترةٍ كانت الفتيات هن فقط مَنْ يتبادلن التحايا برسم القبلات على الخدود، لكن الجديد الآن هو امتداد هذا النوع من السلام ليشمل البنات والأولاد على حدٍ سواء!
تُرى: هل يؤمنُ هؤلاء بالمقولات العلمية -حسبما قالت به إحدى الدراسات العلمية حديثاً- من أنّ (العناق يُحسّن الذاكرة ويعمل على تخفيض ضغط الدم، كما يعمل على إبعاد القلق والخوف والصحة النفسية)؟
لكن الدراسة التي نشرها موقع فيينا الطبي قبل فترة – وضعتْ شرطاً أنْ يكون الأمر مرغوباً من الطرفين!
أمْ ترى: أنّ من يُمارس هذا النوع من السلام جاء نتيجة تربية وتنشئة، حيث يشار الى أنّ الكثير من هؤلاء الشباب والشابات، نشأوا خارج السودان، فحملوا معهم هذه الثقافات وهم في طريقهم الى بلدهم السودان؟
أم تُرى: هو تأثر بما تبثُّه الدراما والمسلسلات العربية والمدبلجة مؤخراً؟
كل هذه احتمالات ربما تصدُق كلها جملةً واحدةً، أو يقف أي واحدٍ منها باعتباره هو السبب، أو ربما لا تصدق البتّة!
(1)
عثمان عبد العزيز-الموظّف- بواحدة من شركات النفط الكبيرة، وهو أب لثلاث فتيات، وصف هذا النوع من السلام بـ (البايخ)، وبالذي لا يشبه ثقافتنا وأخلاقنا وتقاليدنا. وتذكّر أول مرةٍ يرى فتيات قدّر أنّهن من طالبات الشهادة العربية، وهنّ يُسلّمن على بعضهن البعض بـ (البوس) على الخدود في صوتٍ واضح. وأضاف عثمان ضاحكاً وهو يتحدث لـ (حكايات) بأنّه كان يعتقد في بادئ الأمر أنّ هذا النوع من السلام (حنكشة) ليس إلا، لكنّه تذكّر عند ذهابه واحدة من البلدان العربية قبل أشهرٍ قليلة في رحلة عمل سريعةٍ، أنّ الأمر ثقافة شعب تلك البلدان، وأنّ الأمر ليس فيه حرج. بل الحرج على من بناتنا اللائي يستلفن ثقافةً لا تخصهن.
من ناحيتها قالت سلمى (شهادة عربية) إنّها لا ترى أيّة غضاغة في أنْ تُسلّم على صديقاتها وزميلاتها على خدودهن، أو أنْ تُسلّم عليهن بالأحضان، بل إنّها تصفه بالأمر العادي والطبيعي. لكنها ترفض أنْ تقبل أن يسلم عليها ولد أو أنْ تُسلّم هي على ولدٍ بالأحضان.
فهذا الأمر – في رأيها- ضد الأخلاق والتقاليد، بل ضد الدين نفسه. وترفض سلمى وهي تتحدث لـ(حكايات) بالمقابل أنْ يقول الناس إنّ السبب في تفشي هذه الظاهرة هو بنات (الشهادة العربية) مشيرة الى أنّ البنات الآن كلهن صرن يُسلّمن بهذه الطريقة، منهن من هذه عادتها التي جاءت بها من البلد الذي ولدتْ ونشأتْ فيه، ومنهن من تأثّرت بما تبثه الفضائيات العربية، أو المسلسلات التركية المدبلجة، التي أدمنتها الفتيات منذ فترة طالتْ.
(2)
من جانبه يحكي الطيب علي، موظف، عدداً مهولاً من المآسي التي عاشتها أسرة أحد أصدقائه المقرّبين، كان السبب فيها هذا النوع الجديد من السلام، حيث قال الطيب لـ (حكايات):
هذه الأسرة لديها ابنة جاءت من حيث تقيم أسرتها خارج السودان للدراسة في إحدى الجامعات الخاصة، وتصادف أنْ سكنت هذه البنت مع مجموعة من البنات، حيث كانت مواظبة جداً في دراستها، ومستقيمة في علاقاتها مع الآخرين، لكن تصادف بعد فترة أنْ لاحظتْ الأسرة حسب متابعتها لابنتها عبر أسرة الجامعة أنّ ابنتهم صارت تتغيب عن دراستها، للدرجة التي رفضتْ فيها مواصلة الدراسة نهائياً، ودخلت في حالةٍ من التشنج والإعياء غير المعروف. وفي الآخر اكتشفت الأسرة أنّ ابنتها صارت مدمنة مخدرات!
من دهشة الأسرة رفضت الاقتناع بهذا الأمر، لكن بعد البحث المتواصل تبين لهم أنّ بعض الفتيات اللائي يُشاركنها المسكن كُنّ يضعن المخدرات مع المساحيق التي كانت تستعملها! السبب في كل ذلك- والحديث للطيب علي- يقع على السلام على الخدود الذي تمارسه الفتيات، وليس غيره!
على خلافه تشير نجاة عثمان (الطالبة الجامعية) وهي تتحدث لـ(حكايات) إلى أنّ هذا النوع من السلام والتحايا بين الفتيات ليس بالعيب ولا الخطأ، وليس كذلك نتيجة تأثير من الخارج، فهو موجود بكثرةٍ عندنا في السودان، وترى نجاة بأنّ هذا النوع من السلام سلوك وممارسة سودانية، لها سندها في ثقافاتنا السودانية. وتستدل نجاة بأنّ حبوبتها كانت تُسلم عليها في خدها كنوع من إظهار محبتها لها، بل وتُسلّم على بقية أفراد أسرتها بذات الطريقة. وهي بدورها تُسلّم على حبوبتها على رأسها كنوعٍ من الاحترام والتقدير.
(3)
(كيف يُسلّم رجلٌ على امرأةٍ لا تحلُ له باحتضانها وهي ليستْ من محارمه؟ وإذا كان هناك خلافٌ حول مصافحة الرجل لامراةٍ غريبة، فكيف بحضن رجل أو امرأةٍ بعضهما البعض، وهما لا يحلان لبعضهما؟)
أسئلةٌ كثيرةٌ قذفها في وجهنا الشيخ الصدّيق يوسف، إمام مسجد البركة بشرق النيل، واستدلّ وهو يتحدث لـ(حكايات) بالحديث الشريف الذي وصفه بـ(الواضح)، الذي لا لبس فيه، وهو: لئن يُطعن أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ، خيرٌ له من أنْ يمس امرأةً لا تحلُ له.
ويواصل الشيخ الصدّيق وهو يسأل: كيف لرجلٍ كامل الرجولة، وكامل الإسلام أيضاً أنْ يسمح لنفسه أنْ يحضن رجلٌ آخر أخته أو زوجته أو إحدى قريباته أو أنْ يُسلم عليها ويُصافحها ويحضنها رجلٌ آخر لا تحلُ له؟ وقطع الشيخ يوسف بأنّ هذا الأمر لا يخلو من (دياثةٍ) واضحةٍ، وهو بالقطع سيُحاسبُ عليها!
(4)
أما أبو القاسم خليفة، باحث اجتماعي، فقد أشار في حديثه لـ(حكايات) إلى أنّ هذا النوع من السلام والتحايا ليس جديداً على مجتمعاتنا السودانية، كما أنّه بالمقابل ليس قديماً في ذات الوقت. وأوضح بأنّه قصد بكونه: ليس جديداً باعتبار أنّ أمهاتنا الكبار وآباءنا في محيط الأسرة، كانوا يسلمون على بعضهم البعض بهذه الطريقة، صحيح أنّها لا تصل مرحلة (البوس) والسلام بالخدود، لكنها تصل في أحايين كثيرة مرحلة الأحضان، لكن هذا الأمر ليست له أي أبعاد سيئة بأي حالٍ من الأحوال، فهو سلام أخوي، وسلام ومحبة مطلقة!
أما عن كونّه ليس قديماً في ذات الوقت فأنا أشير بشكلٍ واضح الى سلام القبلات على الخدود الذي تمارسه الفتيات الآن وأمام الرجال، وهو أمر قبيح جداً ووافد من الخارج، وليس من ثقافتنا في شيء. الأمر الآخر- والحديث لخليفة – هو سلام الأولاد والبنات بعضهم البعض بالأحضان، وهو أمر غاية في الغرابة، وضد مجتمعنا وثقافته وتنشئته وما قامت عليه بنيان وركائز هذا المجتمع. وختم أبو القاسم بأنّ هذا الأمر وافد نتيجة نشأة العديد من الأجيال والأسر خارج السودان.
(5)
الفكي عثمان، الذي أمضى سنوات طويلة مغترباً بين أكثر من دولةٍ عربية، أظهر امتعاضاً كبيراً، وهو يُحدثنا عن عدم قبوله هذه الطريقة من السلام، التي استشرتْ بين السودانيات. واصفاً تلك الطريقة بـ(البايخة) وغير الصحيّة. مواصلاً بأنها طريقة في مراتٍ كثيرة تُمنع، مستدلاً بما حدث في فترةٍ ما بدولة الإمارات. وقال الفكي بأنّه ظلّ يستهجنها في أسرته، عندما تمارسها بعض الفتيات في أسرته. خاصة الفتيات اللائي ما زلن يدرسن في الجامعات.
ونفى الفكي وهو يتحدث لـ(حكايات) وجود هذه الظاهرة من السلام في السنوات الفائتة. وعدّها واحدة من تأثيرات الاغتراب وتنشئة الأبناء خارج السودان. لكنه استدرك بأنّ هذا الضرب من السلام، الذي يصل التقبيل، كانت تُمارسه فقط النساء الكبيرات في السن (الحبوبات)، وهو إظهارٌ لقدرٍ كبير من المحبة، تُكنها هؤلاء الحبوبات لأبناء وبنات أبنائهن.
Photo: أولاد وبنات.. في الشارع العام سلام بالأحضان وعلى الخدود كمان! ليس أمراً مستغرباً، ولا مدهشاً أنْ تقع عيناك، على شابٍ وشابة إلتقيا على الطريق العام، أو في أحد المراكز الأجنبية والثقافية أو غيرها من الأمكنة التي يلتقيان فيها يسلمّان على بعضهما البعض عناقاً وبالأحضان! الجديد في هذه الظاهرة ليس العناق والأحضان لوحدهما، وإنّما ما بدر حديثاً من أمر بعض (الشلليات) التي يُسلّم أفرادها على بعضهم البعض عن طريق الأحضان والسلام على الخدود! قبل فترةٍ كانت الفتيات هن فقط مَنْ يتبادلن التحايا برسم القبلات على الخدود، لكن الجديد الآن هو امتداد هذا النوع من السلام ليشمل البنات والأولاد على حدٍ سواء! تُرى: هل يؤمنُ هؤلاء بالمقولات العلمية -حسبما قالت به إحدى الدراسات العلمية حديثاً- من أنّ (العناق يُحسّن الذاكرة ويعمل على تخفيض ضغط الدم، كما يعمل على إبعاد القلق والخوف والصحة النفسية)؟ لكن الدراسة التي نشرها موقع فيينا الطبي قبل فترة – وضعتْ شرطاً أنْ يكون الأمر مرغوباً من الطرفين! أمْ ترى: أنّ من يُمارس هذا النوع من السلام جاء نتيجة تربية وتنشئة، حيث يشار الى أنّ الكثير من هؤلاء الشباب والشابات، نشأوا خارج السودان، فحملوا معهم هذه الثقافات وهم في طريقهم الى بلدهم السودان؟ أم تُرى: هو تأثر بما تبثُّه الدراما والمسلسلات العربية والمدبلجة مؤخراً؟ كل هذه احتمالات ربما تصدُق كلها جملةً واحدةً، أو يقف أي واحدٍ منها باعتباره هو السبب، أو ربما لا تصدق البتّة! الخرطوم: حكايات (1) عثمان عبد العزيز-الموظّف- بواحدة من شركات النفط الكبيرة، وهو أب لثلاث فتيات، وصف هذا النوع من السلام بـ (البايخ)، وبالذي لا يشبه ثقافتنا وأخلاقنا وتقاليدنا. وتذكّر أول مرةٍ يرى فتيات قدّر أنّهن من طالبات الشهادة العربية، وهنّ يُسلّمن على بعضهن البعض بـ (البوس) على الخدود في صوتٍ واضح. وأضاف عثمان ضاحكاً وهو يتحدث لـ (حكايات) بأنّه كان يعتقد في بادئ الأمر أنّ هذا النوع من السلام (حنكشة) ليس إلا، لكنّه تذكّر عند ذهابه واحدة من البلدان العربية قبل أشهرٍ قليلة في رحلة عمل سريعةٍ، أنّ الأمر ثقافة شعب تلك البلدان، وأنّ الأمر ليس فيه حرج. بل الحرج على من بناتنا اللائي يستلفن ثقافةً لا تخصهن. من ناحيتها قالت سلمى (شهادة عربية) إنّها لا ترى أيّة غضاغة في أنْ تُسلّم على صديقاتها وزميلاتها على خدودهن، أو أنْ تُسلّم عليهن بالأحضان، بل إنّها تصفه بالأمر العادي والطبيعي. لكنها ترفض أنْ تقبل أن يسلم عليها ولد أو أنْ تُسلّم هي على ولدٍ بالأحضان. فهذا الأمر – في رأيها- ضد الأخلاق والتقاليد، بل ضد الدين نفسه. وترفض سلمى وهي تتحدث لـ(حكايات) بالمقابل أنْ يقول الناس إنّ السبب في تفشي هذه الظاهرة هو بنات (الشهادة العربية) مشيرة الى أنّ البنات الآن كلهن صرن يُسلّمن بهذه الطريقة، منهن من هذه عادتها التي جاءت بها من البلد الذي ولدتْ ونشأتْ فيه، ومنهن من تأثّرت بما تبثه الفضائيات العربية، أو المسلسلات التركية المدبلجة، التي أدمنتها الفتيات منذ فترة طالتْ. (2) من جانبه يحكي الطيب علي، موظف، عدداً مهولاً من المآسي التي عاشتها أسرة أحد أصدقائه المقرّبين، كان السبب فيها هذا النوع الجديد من السلام، حيث قال الطيب لـ (حكايات): هذه الأسرة لديها ابنة جاءت من حيث تقيم أسرتها خارج السودان للدراسة في إحدى الجامعات الخاصة، وتصادف أنْ سكنت هذه البنت مع مجموعة من البنات، حيث كانت مواظبة جداً في دراستها، ومستقيمة في علاقاتها مع الآخرين، لكن تصادف بعد فترة أنْ لاحظتْ الأسرة حسب متابعتها لابنتها عبر أسرة الجامعة أنّ ابنتهم صارت تتغيب عن دراستها، للدرجة التي رفضتْ فيها مواصلة الدراسة نهائياً، ودخلت في حالةٍ من التشنج والإعياء غير المعروف. وفي الآخر اكتشفت الأسرة أنّ ابنتها صارت مدمنة مخدرات! من دهشة الأسرة رفضت الاقتناع بهذا الأمر، لكن بعد البحث المتواصل تبين لهم أنّ بعض الفتيات اللائي يُشاركنها المسكن كُنّ يضعن المخدرات مع المساحيق التي كانت تستعملها! السبب في كل ذلك- والحديث للطيب علي- يقع على السلام على الخدود الذي تمارسه الفتيات، وليس غيره! على خلافه تشير نجاة عثمان (الطالبة الجامعية) وهي تتحدث لـ(حكايات) إلى أنّ هذا النوع من السلام والتحايا بين الفتيات ليس بالعيب ولا الخطأ، وليس كذلك نتيجة تأثير من الخارج، فهو موجود بكثرةٍ عندنا في السودان، وترى نجاة بأنّ هذا النوع من السلام سلوك وممارسة سودانية، لها سندها في ثقافاتنا السودانية. وتستدل نجاة بأنّ حبوبتها كانت تُسلم عليها في خدها كنوع من إظهار محبتها لها، بل وتُسلّم على بقية أفراد أسرتها بذات الطريقة. وهي بدورها تُسلّم على حبوبتها على رأسها كنوعٍ من الاحترام والتقدير. (3) (كيف يُسلّم رجلٌ على امرأةٍ لا تحلُ له باحتضانها وهي ليستْ من محارمه؟ وإذا كان هناك خلافٌ حول مصافحة الرجل لامراةٍ غريبة، فكيف بحضن رجل أو امرأةٍ بعضهما البعض، وهما لا يحلان لبعضهما؟) أسئلةٌ كثيرةٌ قذفها في وجهنا الشيخ الصدّيق يوسف، إمام مسجد البركة بشرق النيل، واستدلّ وهو يتحدث لـ(حكايات) بالحديث الشريف الذي وصفه بـ(الواضح)، الذي لا لبس فيه، وهو: لئن يُطعن أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ، خيرٌ له من أنْ يمس امرأةً لا تحلُ له. ويواصل الشيخ الصدّيق وهو يسأل: كيف لرجلٍ كامل الرجولة، وكامل الإسلام أيضاً أنْ يسمح لنفسه أنْ يحضن رجلٌ آخر أخته أو زوجته أو إحدى قريباته أو أنْ يُسلم عليها ويُصافحها ويحضنها رجلٌ آخر لا تحلُ له؟ وقطع الشيخ يوسف بأنّ هذا الأمر لا يخلو من (دياثةٍ) واضحةٍ، وهو بالقطع سيُحاسبُ عليها! (4) أما أبو القاسم خليفة، باحث اجتماعي، فقد أشار في حديثه لـ(حكايات) إلى أنّ هذا النوع من السلام والتحايا ليس جديداً على مجتمعاتنا السودانية، كما أنّه بالمقابل ليس قديماً في ذات الوقت. وأوضح بأنّه قصد بكونه: ليس جديداً باعتبار أنّ أمهاتنا الكبار وآباءنا في محيط الأسرة، كانوا يسلمون على بعضهم البعض بهذه الطريقة، صحيح أنّها لا تصل مرحلة (البوس) والسلام بالخدود، لكنها تصل في أحايين كثيرة مرحلة الأحضان، لكن هذا الأمر ليست له أي أبعاد سيئة بأي حالٍ من الأحوال، فهو سلام أخوي، وسلام ومحبة مطلقة! أما عن كونّه ليس قديماً في ذات الوقت فأنا أشير بشكلٍ واضح الى سلام القبلات على الخدود الذي تمارسه الفتيات الآن وأمام الرجال، وهو أمر قبيح جداً ووافد من الخارج، وليس من ثقافتنا في شيء. الأمر الآخر- والحديث لخليفة – هو سلام الأولاد والبنات بعضهم البعض بالأحضان، وهو أمر غاية في الغرابة، وضد مجتمعنا وثقافته وتنشئته وما قامت عليه بنيان وركائز هذا المجتمع. وختم أبو القاسم بأنّ هذا الأمر وافد نتيجة نشأة العديد من الأجيال والأسر خارج السودان. (5) الفكي عثمان، الذي أمضى سنوات طويلة مغترباً بين أكثر من دولةٍ عربية، أظهر امتعاضاً كبيراً، وهو يُحدثنا عن عدم قبوله هذه الطريقة من السلام، التي استشرتْ بين السودانيات. واصفاً تلك الطريقة بـ(البايخة) وغير الصحيّة. مواصلاً بأنها طريقة في مراتٍ كثيرة تُمنع، مستدلاً بما حدث في فترةٍ ما بدولة الإمارات. وقال الفكي بأنّه ظلّ يستهجنها في أسرته، عندما تمارسها بعض الفتيات في أسرته. خاصة الفتيات اللائي ما زلن يدرسن في الجامعات. ونفى الفكي وهو يتحدث لـ(حكايات) وجود هذه الظاهرة من السلام في السنوات الفائتة. وعدّها واحدة من تأثيرات الاغتراب وتنشئة الأبناء خارج السودان. لكنه استدرك بأنّ هذا الضرب من السلام، الذي يصل التقبيل، كانت تُمارسه فقط النساء الكبيرات في السن (الحبوبات)، وهو إظهارٌ لقدرٍ كبير من المحبة، تُكنها هؤلاء الحبوبات لأبناء وبنات أبنائهن.
الخرطوم: حكايات
أطلقوا يد بوليس الآداب ” أو أن يتم تجنيد أعمامنا من البطانة أو منطقة دار جعل أو من أهلنا الطيبين في غرب السودان – رجال حقانيين – ويزودوهم بسيطان عنج “من جلد فرس البحر ” شوفواتاني كان تشوفوا ليكم مظاهر سالبة في الشارع …. قلة أدب وكلام فارغ .. أين الرقابة من امن المجتمع والشرطة ،،، أين الحكومة “حكومة الإنقاذ الإسلامية ” التى لهذا السبب عاداها كل العالم … ؟ أم كلهم أبناء متنفذين لا يطالهم القانون وفوق الجميع …..
السلام بالاحضان بين الرجال و النساء موجود في مجتمعاتنا منذ السبعينيات من القرن الماضي !!! فهو ليس بجديد كما يدعي البعض منا !!! نحن علينا ان نعالج هشاشة المجتمع الذي يتقبل كل مستورد بعلاته و قبحه و ان كان يتافي الدين و الاخلاق الفاضلة!!!!! نحن نحتاج في مجتمعاتنا الى معالجات لتقوية جهاز المناعة ضد العادات الدخيلة السالبة و التي نتقبلها دوما بلا وعي او دراسة مسبقة!!! اين اهل الاختصاص من هذه المعالجات التي يجب ان تطال القديم و الدخيل من العادات التي تتنافى مع السلوك الاسلامي الذي نتمنى ان يعمنا و يعم غيرنا من الذين يبحثون عن الفضيلة في مجتمعاتهم!!!!!