رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: بعض برامج التلفزيون السوداني هي بمثابة دواء ناجع لي ..اذ انني أستغلها في محاولة رفع ضغط الدم عندي

فن الاعلان هو احد الفنون الراقية والتي تحتاج الى خيال واسع ومقدرة عالية على تجسيد الفكرة وامكانية ايصالها في قالب خفيف الظل سهل الهضم في وقت وجيز لا يتعدي عدة ثواني هي عمر الاعلان..

في الحقيقة كنت انوي الكتابة عن شئ مختلف تماما ولكن حظي التعيس جعلني افتح تلفزيون السودان لأعرف نتيجة مباراة القمة فاذا باعلان عن حملة تطعيم ضد شلل الاطفال..تظهر فيه امراة كبيرة السن (حبوبة) تتحدث مع ابنتها عن وجوب تطعيم الاطفال وتلقي علينا ما حفظته من عبارات …

ما ان شاهدت الاعلان حتى قفز الى ذهني الاعلان الذي تبثه الفضائية المصرية عن ذات التطعيم وياتي فيه عدة اطفال يتقافزون في سعادة وهناك اغنية جميلة في الخلف تقول (ولادك هم احبابك وبكرة اللى انت مستنيه..ساعدهم يكبروا قصادك ويحلموا باللي نحلم بيه )…تامل وقارن …

المباشرة في القاء المعلومات لا يزيد المشاهد الا نفورا فهي تذكرنا بحصص المدرسة ولا يتبقى لاصحاب الاعلان الا أن يطالبونا بتكتيف الايدي والصمت التام … لا ادري لماذا يتعهدنا الاخفاق في هذا الجانب ولا نستفيد من تجارب القنوات الاخرى في هذا الفضاء المفتوح…

اذكر انه كان هناك في احدى القنوات العربية اعلانا عن سيارة من نوع جديد تنزل الى الاسواق ..الاعلان يبدا بامراة تصعد الى السيارة وتبدا في اصلاح زينتها ومكياجها وهي مندمجة في النظر في مراتها تقول لرفيقها الذي يجلس على عجلة القيادة (ماذا تنتظر؟)..ومن ثم تنتقل الكاميرا الى وجه الرجل ويظهر وهو يبتسم ابتسامة خفيفة ..وينتهي الاعلان ويتركنا نحن في قمة الاستمتاع بالفن الذي ترك مساحة لعقولنا وراهن على ذكائنا لنفهم ان السيارة تحركت بهدوء وبدون احداث ضجة حتى ان راكبتها لم تشعر بها… وبان وسائل الراحة داخلها مكن تلك السيدة من اكمال وضع زينتها وكانها داخل غرفتها ….

تشاهد هذا الاعلان وتقارن باعلان سوداني عن احد زيوت العربات …يظهر فيه احد الرجال مخاطبا مجموعة (جاهزين ؟؟) …يردون بالايجاب بعد جمل من التحدي نفهم منها انه حاول قبل الان .ثم فجاة تتحول العربة العتيقة الى سيارة سريعة ..وبس خلاص …عندي انا وهنا اتحدث عن نفسي ( فقط) ..

فترة الاعلان في اي قناة فضائية غير سودانية فترة ممتعة وانتظرها بشغف ولهفة واكاد احفظ كثير من العبارات المميزة لبعض الاعلانات المؤثرة والمعبرة ..وفي المقابل فترة الاعلان في القنوات السودانية مجملا تمثل عندي فترة التلفونات ومتابعة التعليقات على مقالي اليومي في الفيس بوك…

واخيرا قررت الاستفادة منها في صلة الرحم ..فما ان تبدا الاعلانات السودانية افتح الموبايل واختار احد الاسماء من الاهل لالقي عليه التحية وأسأل عن احواله …وهي فكرة دلتني عليها لمبة عبقرينو عندما شاهدت تململي وتوتري اثناء فترة الاعلانات السودانية …

وعلى ذكر لمبة عبقرينو اود ان انقل الى التلفزيون السوداني تحياتها وهي تساله (هل حدث ان اجريت أي استطلاع لتحديد ما يود المشاهدين رؤيته ؟؟) ام ان هذا الامر لم يخطر على بال من يعمل هناك؟؟؟

في النهاية اتمنى ان يصل صوت شكري للقائمين على امر التلفزيون بمساعدتهم لي في شيئين اولا : صلة الرحم خلال فترة الاعلانات ..اما الشئ الثاني فهو بعض البرامج التي هي بمثابة دواء ناجع لي ..اذ انني أستغلها في محاولة رفع ضغط الدم عندي فانا (بعيد عن السامعين ) اعاني من هبوط الضغط المزمن واكتشفت انه لا يمكن رفعه الا بمشاهدة برامج محددة وانا ما بفسر واكيد ما بتقصروا …

ومسجل ادم خالفني اليوم فهو يصدح مع مجذوب اونسة (اقدار يا نور عيني ..وانا كنت فاكرك لي )…وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

تعليق واحد

  1. دليل على التسطيح وعدم المعرفة بالكتابةالصحفية الله يهديك
    انا متبرع لكي بكتابة لمدة اسبوع لو سمحتي فهل تأذني لي لأقدم لكي خدمة لوجه الله