الذكرى التالتة
أنا في أمبدة.. وحبيبي ساكن أبروف
تمشياً مع الموضة.. موضة الأثرياء البقو مبدعين.. الواحد لملم الدنيا كلها وختاها تحت أباطو وكوّع وعمل فيها شاعر أو ملحن أو الاتنين مع بعض..
الشيء البستغرب لو الناس ديل بيلقوا وقت وين عشان يكتبوا شعر ويقعدوا يلحنو؟.. هم فاضين من مساككة قروشهم؟.. لكن يظهر عندهم ناس قاعدين يسكوها ليهم.. وهم متفرغين للإبداع..
في الغربة واحد أخونا حلاق لما قروشو كترت مشى جاب ليهو سبورة وعلبة ألوان وعمل فيها رسّام.. وبفضل الله كنت أنا أحد الذين يقيفوا على اللوحة ويقعدوا يشكروا فيها..
والله ما طالبني حليفة أنا دافنشي عندي فيهو راي وراي كبير.. لكن بشكّر للزول دا لوحاتو عشان ما يناصبني العداء ويزيد عليّ معاناة الغربة بالرغم من إنو لوحاتو هي واحدة من كبريات معاناتي في الغربة.. هو وأخونا الفنان الكتبت عنو قبل كدا الكان معانا هناك برضو شايل عودو أربع وعشرين ساعة ويزنقك في زقاق ويقعد يغني ليك.. وتاني سيدي الحسن ما يحلّك منو.. المصيبة هو ألجن.. وانت مطلوب منك الاستماع وأي كلمة ينطقها غلط مضطر تصلحها في سرك.. وقد ذكرت غنيتو والتي كانت غنية الموسم وهي غنية القطر والتي كان يرددها كدا: الدتر.. الدتر ودعتا حبيبي ودلبي اتسكر يشهد الله قد كرهت هذه الغنية حتى تمنيت إنو السكة حديد تموت وأي قطر يدشدش حتة حتة.. ونشوف الزول دا تاني ح يغني لي شنو؟
قلت الجماعة المقرشين ديل ما دايرين أي زول في الدنيا يسوي معاهم حاجة.. هم العندهم القروش وهم البسكنوا البيوت السمحة وهم اليركبوا العربات السمحة وهم البيألفوا أغاني وهم البيلحنوا الأغاني وهم البيستمعوا ليها..
صاحبي عثمان أصبح ثرياً فجعة.. وهو مخلوع ونحن برضو مخلوعين.. خلفية تاريخية علمية عن عثمان: إنو زمان طيلة سنوات المرحلة الابتدائية كانت سورة (قل يا أيها الكافرون) قاعدة تجهجهو وتتور نفسو.. جاني وقال لي أنا بكتب شعر غنائي وداير يشاورني يديهو منو من الفنانين.. وسمعني قصيدة مطلعها:
أنا في أمبدة وحبيبي ساكن أبروف
هو راكب الركشة وأنا بي وراهو بي كرعي قايم صوف
قال لي القصيدة دي رايك شنو أديها عصام محمد نور؟.. لأنها مقاسو وخصوصاً حتة الصوف دي.. وأردف قائلاً: أسمع القصيدة دي حأديها ندى القلعة:
ناكل باسطة ناكل بسبوسة إنتي البسبوسة
ما القُراصة هرتنا وبهدلتنا وسوت لينا يابوسة
هنا أنا فكرت وقدرت.. وقلت ليهو أنا بشوف القصيدة بتاعت أمبدة تديها ندى وبتاعت اليابوسة دي تديها عصام..
*التحية للفنان الأستاذ عصام محمد نور مقرونة بتحية تانية للأستاذة ندى القلعة.
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي