د/ عادل الصادق المكي

مُخدرتي.. حسناء الزمان

القاهرة:
غيبني عن الكتابة الشديد القوي.. وما زلت في رحلتي العلاجية.. أساسق على الدكاترة وعلى المختبرات.. إلى الآن تلاتة وعشرين حقنة.. وحوالي نص كيلو حبوب.. وخمسمية مللتر “نص لتر” دم يمرقن من جتة العدو شالوها للفحص.. يملوا الهنبوبة يكونوا دايرين منو شوية يشيلوهو يدفقو الباقي.. جنس غتاتة وجنس بذار وبعزقة.. أما صور الأشعة عيييك وحيث أنني أعاني من علة بالصدر أصبحت حريف في حضن بورد أشعة الصدر.. أجي من خشم الباب وأدخل راسي عديل عليها وآخدها بالاحضان.. وآخد نفس طويل واكتمو..!!.. وأردد: “ولم أدر ما طيب العناق على الهوى.. حتى تأود ساعدي فطواكي”..
في مقال سابق قلت إنني أول ما ختيت كراعي في مصر أخدت رتبة الباشوية.. أي زول يقول لي يا باشا.. حتى إنني كدت أمرق من الليد واركّب مكنة باشا.. لولا لطف الله عليّ.. وعلى عباده من باشا نزهي كان حيحميهم القعدة.. لكن صراحة لما يقولوها لي قاعد أشعر بي شوية عظمة.. لو كنت ماشي مشيتي القمت عليها أغيرها واقدل.. ولو كنت قاعد أخلف كراعي وانجعص في الكرسي وارفع النضارة شوية.. وانفخ باقي جضومي واقول: “أووووف.. دا إيه الأرف دا؟” ويكون مافي اي قرف لكن باشا وزهجان!!!!.. لكن أول ما اتذكر المرض تطير لي الباشوية في راسي.. واريت باشويتكم طايرة عليكم، ما دايرها وما عندي ليها قُدرة شيلوها وادوني العافية..!!!
قرر الأطباء عملية جراحية ببنج كامل.. وهي اول مرة في حياتي أخضع لعملية.
وأنا أجهز للعملية.. خلعوا عني كل المخيط.. بعد ملاواة شديدة.. ومحاولة إقناع مني باءت بالفشل.. وتوكلت على الله.. وسلمتهم أمري..
أدوني فوطة خدرا.. قالو لي أستر بها.. أستر؟ أنا والسترة اتفرقنا.. ما عرفت أتستر واللا أمشي؟.. أصعب موقف يمر على فيك يا مصر يا أم الدنيا.. ومنها علمت أن السترة والفضيحة متباريات..
رقدوني.. فيهم تلاطاشر من ضكر لإنتاية.. وأنا راقد وقابض قوي في فوطتي جاءت مخدرتي.. سمراء الجبهة كالخمرة في النور المذاب..
وقفت تتامل فيّ وعيناها تقول “إنها مومياء..”!!.. نعم إنني كذلك هدني المرض فأصبحت جلدا على عضم.. وعروقا مشتتة وتنتح تعلن عن حياتي.. رأيتهم فاستحضرت توت عنخ آمون كنت أنا.. وهم كهنة معبد آمون.. وخطوات التخدير كالتحنيط.. دست الإبرة في وريدي.. غبت عن الوعي بعد أقل من دقيقة..
انتهوا.. ما بعرفهم سووا علي كيفن.. واللا اتفرجوا على شنو؟ غايتو إن اتفرجوا ما عافي ليهم.. وإن شاء الله يقعدوا فرجة من الليلة ليوم القيامة..
صحيت.. بين البنج والوعي.. دكتور كورك للمخدرة: “خلاص صحا يا دكتورة زليخة؟”
جاتني نطة لكن ما قدرت.. قلت في سري يا قول عادل امام: “دي الحكاية وسعت أوي.. زليخة؟.. بعد يا باشا يا باشا.. جايبين زليخة تخدرني؟.. زليخة؟.. امرأة العزيز شخصيا؟..”.. ثم حاولت أن أهدد: “اسمعي يا امرأة العزيز.. إن كان قميصي قد قدّ من دبر الله قال بيقولك.. وشيلي شيلتك.. وليلتك مطينة بستين نيلة”..
وشهد شاهد من أهلها أن “الفوطة اللبسوك ليها للعملية، يخربا ما عندها دبر”!!!

تعليق واحد

  1. الف سلامه ليك يا دكتور وربنا يديك العافيه ويطول عمرك بقدر اسعادك لنا عبر عمودك وكتاباتك اللذيذه التى لا تخلو من الشقاوه الحلوه .. قادر ياكريم يا رب.