منصور الصويم

البرد قارس والجوع قارص


[JUSTIFY]
البرد قارس والجوع قارص

يحكى أن موجة البرد الأخيرة التي اجتاحت العالم خلال الأيام الماضية لاسيما العالم الشرق أوسطي، وخاصة البلدان العربية، هذه الموجة التي يبدو أن السودان سيكون له منها نصيب كبير بدأت مقدماته هذه الأيام؛ حركت قدرا كبيرا من التفاعل الإعلامي العالمي والعربي نتيجة للظروف الحياتية القاسية التي يعيشها الآن الكثيرون من (العرب)، مما يضاعف معاناتهم مع هذا البرد القارس المصحوب بالثلوج ونضوب (الحياة)، كما في الحدود السورية مع لبنان وتركيا والأردن حيث يعلق الآلاف من اللاجئين السوريين في العراء الجليدي المميت، الذي بدأت مؤشراته بالفعل في اقتناص أرواح الأطفال وتجفيف منابع الحياة لدى الكبار.. ظروف مناخية قاسية ليس أقسى منها إلا الحرب (العبثية) التي تدور هناك وتراكم في كل يوم المزيد من الخراب والدمار.
قال الراوي: في السودان، البلد الذي يبدو في طريقه إلى أن يدار مجتمعيا و(إنسانيا) عن طريق منظمات المجتمع المدني الشبابية بعيدا عن (الحكومة) المشغولة بتبديل وزرائها وتكتيكاتها؛ تداعت هذه المنظمات إلى ضرورة الالتفات إلى فئات وشرائح مهمة من المجتمع السوداني تفرض عليها ظروفها الحياتية مواجهة موجة البرد المتوقعة وهي دون كساء أو دواء أو غذاء؛ وبلا شك ودون أدنى مبالغة هذه التشكيلة الثلاثية الكارثية إن تم تطبيقها بشكل عملي وعلمي ستغطي الطيف الأكبر من هذا المجتمع السوداني، الفقر لاحق الجميع، والجوع بدأ يلامس الكل، والعري نتيجة طبيعية لما سبقه.
قال الراوي: إذن بعيدا عن التغيرات المناخية الحادة التي تجتاح العالم وربما قد تبدل مناخاته نهائيا على المدى البعيد، وقريبا من الواقع العربي المأزوم في الحدود السورية، أو في قلب أفريقيا الوسطى ودول أفريقية أخرى، تصبح (نداءات) هؤلاء الشباب الذين يديرون مؤسسات مجتمعية خيرية بحتة، تسعى لبث الدفء و(الأمل) بين الناس، تحتم (علينا) جميعا أن نسهم بالقدر الذي نراه مناسبا وممكنا في تخفيف الآلام والأوجاع عن (بعضنا)؛ فكلنا الآن يحتاج إلى كلنا، والجميع يحيا في فضاء الصقيع والحاجة!
ختم الراوي؛ قال: ملابسك أو ملابس أطفالك الشتوية القديمة قد تقي أطفالا (ما) يسكنون قريبا منك في هذا البرد القارس، وعشرون جنيها أو تزيد قليلا قد تكمل سعر (بطانية) تبث الدفء في قلب رب أسرة (ما).
استدرك الراوي؛ قال: تلفت حولك وسترى، أو اسأل عنهم (الشباب الداعمين) وستجدهم عونا لك ولآخرين، تحرك فقط.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]mansourem@hotmail.com[/EMAIL]