أبشر الماحي الصائم

أخبرني عن وزارة زراعتهم.. أخبرك

[JUSTIFY]
أخبرني عن وزارة زراعتهم.. أخبرك

*أرجو أن أكون مخطئاً وأنا أتخيل السيناريو الآتي، بحيث أن القوم، قوم الشيخ بكري حسن صالح، قد تنفسوا الصعداء، وهم كما لو أنهم يكتشفون فجأة بان السيد إبراهيم حامد محمود وزير الداخلية السابق هو بالكاد (مهندس زراعي)، فصاح رائدهم بأن قد وجدتها وجدتها، هنالك وزارة متبقية هي بطبيعة الحال وزارة الزراعة، وكما يقول أهلنا في البادية، في نهاية المراح دائماً تجيء الفترانة)، وهناك وزير برغم أنه قد مضت عليه سنة الأولين الوزراء الذين رحلوا، فهو (نديدهم في الإنقاذ) ثم لم يعد شاباً، ولكن نسبة للحفاظ على الوزنة الإثنية والجهوية لا بد من الحفاظ عليه، إذن فقد حلت المشكلة فعينوا سعادة الوزير المتبقي في الوزارة المتبقية وان حاجكم أحد فقولوا ربما كانت المرة الأولى أن نضع زراعياً على رأس وزارة الزراعة، فعلى الأقل أن الوزير المنصرف إسماعيل المتعافي لم يكن إلا طبيباً. انتهى الأمر الذي تستعينان وإلا قولوا لي بربكم لماذا لم تنجح الجدارة في إعادة وزراء في وزن الدكتور عوض أحمد الجاز والمهندس أسامة عبد الله.. وا أسفي على أسامة! ثم تنجح في إعادة سعادة المهندس إبراهيم محمود!
*وليس عيباً أن يجد أهل كسلا والشرق سفيراً لهم في المركز بجدارة المهندس ابراهيم محود الذي أثبت كفاءة في زارة الداخلية في أكثر الأوقات تعقيداً وتأزيماً، لكن العيب كل العيب أن تقدم الوزارة الجديدة سعادة الوزير المهندس إبراهيم حامد محمود كمهندس زراعي بإمكانه أن ينتشل الزراعة من وهدتها التاريخية المزمنة، وذلك لسبب بسيط جداً، هو أن سعادة المهندس عمل في كل المجالات إلا الزراعة، فلقد عرفناه والياً ووزيراً وبرلمانياً وسياسياً كبيراً كما لم نعرفه مزارعاً وتربالاً هذه هي الأزمة.
*فلو استقدمت حكومة ما بعد المتعافي من أمرها ما استدبرت لوقفت شهراً ثلاثين يوماً بلياليها تبحث عن وزير الزراعة وذلك قبل تسمية أي وزارة أخرى، لأن قصتنا المنسية هي الزراعة ولا شيء غير الزراعة أن نحرر قوتنا قبل كل شيء، فكل مواردنا ومكتسابتنا وناتج صادراتنا تهلك في فاتورة القمح والدقيق والزيوت والأغذية وكل الأشياء والوزارات الأخرى بعد ذلك مقدور عليها.
*لكن أزعم أن شيئاً من ذلك لم يحدث ففي لحظة الاختيار ليس في خلد القوم إلا تسكين الرجال أولاً وأن للزراعة رب يحميها.. إنها آخر الوزارات والخيارات.
*للذين يقرأون بتطرف أنا هنا أشفق على الباشمهندس إبراهيم محمود الذي هو جندي في هذه المنظومة، أين ما يقبل يذهب ويطيع، أنا مشفق على الزراعة وعلى تاريخه السياسي والخدمي المديد، إنها وزارة التقاوى وزهرة الشمس والقطن المحور وراثياً!
*وكما فاجأنا سعادة المهندس ونجح في إدارة وزارة الداخلية هناك فرصة للنجاح والمفاجأة أن يبدأ الرجل بقراءة الملفات والرجال والمشروعات، ثم يتوكل على الله، ويبدأ لعل الله يجعل بعد ذلك فتحاً قريباً.
*سيدي الوزير مرحباً بك في أم الوزارات نعاهدك بأن نبرز كل مكتسباتك ونجاحاتك ونمنحك بعض الأمل والوقت، وإلا سنقومك بأقلامنا ومناجلنا.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي