الطاهر ساتي

لو تونس فازت نحن ح نصعد

[JUSTIFY]
لو تونس فازت نحن ح نصعد

:: ومن مشاهد التواكل الرياضي في بلادنا، بعد أن يُكمل منتخبنا الوطني مبارياته بالهزائم مع منتخبات مجموعته في منافسات الصعود إلى نهائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا، لاتعترف كوادر التدريب في بلادنا بالهزائم والخروج من المنافسة و( قفل الملف)..بل، تواصل تلك الكوادر في بث مسلسل أمل الصعود إلى نهائيات تلك المنافسة و يطل أحدهم على المشاهد من أستوديو الرياضة بالتلفزيون ويسهب في بث أمل الصعود رغم الهزائم بتحليلات من شاكلة : ( لو كينيا غلبت الكامرون نحن ح نصعد)، ( لو تونس هزمت الجزائر، و زامبيا اتعادلت مع مصر، نحن ح نصعد).. أوهكذا يُعلقون آمال جماهيرنا في أقدام لاعبي منتخبات الدول الأخرى رغم أنف المثل القائل ( ما حك جلدك غير ظفرك)..!!

:: وبالملعب السياسي أيضاً لاتزال أحزاب المعارضة تواصل بث حلقات مسلسل بث ذاك النوع من (الأمل) ، وهو الأمل المسمى في الفقرة أعلاها بالتواكل الرياضي، ليُسمى هنا بالتواكل السياسي..نعم، فالجدير بالإنتباه أن قوى المعارضة لم تراهن على برامجها ومناشطها وأفكارها في (التغيير)، بل راهنت على أحداث تصنعها الحكومة ذاتها..على سبيل المثال، إستسلمت الأحزاب للأمر الواقع (بعد المفاصلة)..ولكنها، بدلاً عن الإعتراف بالإستسلام أو بذل جهد عدم الإستسلام، شرعت في بث الحلقة الأولى من مسلسل التواكل السياسي بتحليل من شاكلة لو الترابي غلب البشير الحكومة ح تسقط، ونحن ح نصعد)..ولم يصعدوا، لأنهم علقوا آمالهم في نتيجة (مبارة البشير و الترابي)، بدلاً عن بذل الجهد في مبارياتهم..!!

:: وكذلك كان حال تواكلهم السياسي طوال سنوات نيفاشا..لم يبادروا بالبرامج والأفكار – والأفعال – التي تحول (الحكم الثنائي) إلى (حكم جماعي)..بل كالعهد بهم جلسوا على مقاعد إستديوهات التحليل السياسي بغرض بث الحلقة الثانية من مسلسل التواكل السياسي بتحليل من شاكلة ( لو عرمان غلب البشير الحكومة ح تسقط، ونحن ح نصعد)..ولم يصعدوا لأنهم بدلاً عن بذل جهدهم وطاقاتهم في مبارياتهم، علقوا آمال صعودهم في نتيجة مباراة ( البشير وعرمان)..هكذا حال تواكل زعماء أحزاب المعارضة، الرهان على (أحداث حكومية) وليس على برامجهم وأفكارهم و(أفعالهم).. وللأسف، لاتعظهم التجارب ولاتعلمهم الدروس بحيث يطبقوا تلك الحكمة على أنفسهم ( ما حك جلدك غير ظفرك)، بدلاً عن متابعة مباريات الحكومة بغرض الرهان على (نتائجها).. !!

:: ولذلك، لم يكن مدهشاً رد أحد أقطاب المعارضة الذي جمعتني به مناسبة عقد قران ظهيرة الجمعة الفائتة بالفتيحاب، عندما سألته عن برنامج التجمع المعارض وخطته الفكرية والسياسية والإعلامية في (العام 2014)..بعد السؤال، ذهب بي القطب النافذ بعيداً عن عيون الناس وآذانهم حتى حدثتني نفسي بأن العبد لله على موعد مع أخبار ( طازجة وخاصة)، ثم شرع في شرح البرنامج والخطة : (هي الحكومة دي عايزة خطط وبرنامج؟، إنت ما شايف الحاصل؟، في زول كان متوقع علي عثمان يمشي؟، ما خلاص تاني باقي ليهم منو؟، ووووو)..وبعد أن أسهب في التحليل، غادرته بلسان حال قائل ( مافيش فايدة).. نعم، لايزال القوم في محطة : ( لو تشاد غلبت نيجريا، والمغرب تعادلت مع ليبيا، نحن ح نصعد)..أيها الزعماء : يكتسب السياسي حيويته من (الأفعال)، وليس من (ردود الأفعال)..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. يا سلالالالالالالالالالالالالالالام عليك يا ود ساتي … والله كلامك يضرب في الصميم ويستفيد منه الجاهل قبل المتعلم كلامك كله حكم ودرر