فدوى موسى

الطيران.. أين يذهب


[JUSTIFY]
الطيران.. أين يذهب

إن كان الرائع الراحل (الطيب صالح) قد وضع سؤاله ومضى لقدره المحتوم حين تساءل (من أين أتى هؤلاء) إننا اليوم نستلف منه هذه الطريقة التساؤلية قائلين- ونحن نرى حال العالقين في قضية الطيران المدني- موجهين السؤال للسيد محمد عبد العزيز (أين يذهب هؤلاء؟).

لأيام وليالي يحتشد حوش الاتحاد العام لنقابات عمال السودان بهؤلاء الباحثين عن حل لقضيتهم حلا لا يضيمهم.. وجوههم كالحة وإصرارهم بادياً على الوصول الى نهاية يرتضونها مهما حدث، بالتأكيد هناك حل قادم ولكن دائماً هناك سؤال باق (لماذا استلاب الحقوق من أول؟) لا أحد يرضى بظلم الآخر، خاصة إن كان مرمى وهدف القضية متعلقاً بالرزق والعيش والبقاء.. لابد من التنازل والأخذ في الاعتبار مظلمة هؤلاء.. من حق الطيران المدني أن يحدث ما يراه من تحديث وتطوير إن كان الأمر كذلك، ولكن ليس من حقه أن يتضرر هؤلاء العاملون العالقون.. المسألة تحتاج لانصاف وإحقاق لمبدأ (حق الجميع في اقتسام الأوضاع في هذه البلاد في عامها وخاصها)، ثم ما هي المعايير والمواصفات التي بموجبها تم تحديد مبدأ تعليق هؤلاء العاملين.. الغضب يشتط بهم والأوضاع قاسية والبرد شديد شديد.. لكنهم لا يجدون وسيلة لرفض هذه الأوضاع، لا عبر سابقة الاعتصام في حوش اتحاد عمال السودان، وما زالت الاجتماعات والمناقشات ما بين الجهات التي يلوذ لها هؤلاء المظلومون عبر لجنتهم الخاصة، ولجنة اتحاد العمال تمارس الاجتماع والانفضاض رغم أن هناك اتفاقاً على استيعاب معظم العالقين في الشركات ذات الصلة إلا أن ذلك لم يدخل الطمأنينة في قلوبهم، فهم في حالة التوجس خيفة حيث يخشون أن تكون تلك الحلول مجرد وعود بلا ضمانات، وتبقى فكرة الاعتصام بحوش اتحاد العمال من الطرق التي عبر بها هؤلاء عن قضيتهم، رغم أن الأصل أن تكون هذه الاعتصامات داخل مواقع عملهم أو حول مكتب السيد محمد عبد العزيز.

ليت هذه القضية تجد حظها من الحل وينتهي أمر تزعزع هؤلاء ما بين البحث والأمل وما يضير كيان الطيران المدني الذي أصبح في مخيلة هؤلاء كالبعبع المخيف أن يجلس اليهم وحل معضلتهم وانهى بؤس لأنه ارتيط بقطع أرزاق أسر كريمة خلفها ما خلفها وأمامها ما أمامها، دون الاعتزاز بالرأي أو التمسك بالمواقف..

آخر الكلام: حلوا مشكلة هؤلاء العالقين واقعدوا (واطة) شوفوا القضايا الحقيقية دون أن تعمدوا للمسكنات والعلاج المؤقت.. عالجوا الأمور بما تستحق يرحمكم الله..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]