منصور الصويم

“شخصيات غير قلقة” في التشكيل الوزاري


[JUSTIFY]
“شخصيات غير قلقة” في التشكيل الوزاري

يحكى أنه وبعد طول مخاض، تم المراد وانتهت الحكومة (الرشيدة) من شك أوراقها وأعلنت قبل أيام مضت التشكيل الوزاري الجديد – القديم، وكما يعرف الجميع بمن فيهم راعي الضأن في الخلاء؛ فإن هذا التشكيل شهد لأول مرة منذ ربع قرن خروج بعض الوجوه من كابينة الاستوزار، حتى ظن البعض أن هذه “الوزارات” فصلت على مقاسهم، وأنها لا يمكن أن تمضي وتنجز (مهامها) بعيدا عن بصماتهم، ولا يمكن أن تتشكل البتة الصورة الإعلامية بعيدا عن العرض الدوري لصورهم وهي تزين صفحات الصحف، أو وهم يطلون مبتسمين من شاشات الفضائيات يدلون بالتصريحات ويقصون (أشرطة) المعارض والمهرجانات والتدشينات التي تنسب إلى إنجاز أو دونه أو إلى اللا شيء (عديل كدا)!
قال الراوي: بالطبع، خرجت شخصيات (تاريخية) من التشكيل الوزاري الأخير، ويتوقع أن يأخذ بعضها الآن (انجمامة كاملة تريح الروح والنفس)، كما يتوقع أن يدخل البعض الآخر في ما يشبه (استراحة المحارب) تهدئ قليلا من مناسيب القلق وتعيد ترتيب الأشياء في أبعادها المختلفة زمانا ومكانا، قبل الالتفاف والعودة مرة أخرى إلى دست الحكومة والعمل العام، وبالطبع هذا بعد إجراء القليل – أو الكثير من (الميك آب) حتى تستقبل الصفحات الأولى من الصحف والقنوات الفضائية المنتشرة، وجوها ذات (نيو لوك) وسيمة مستبشرة!
قال الراوي: في الاتجاه الآخر الأول، استمرت بعض الشخصيات الاستوزارية في مناصبها ربع القرنية؛ أو أبدلت مواقع وبوابات الوزارات فقط، وذلك في حالة من الاطمئنان والانسجام النفسي التام مع المتغيرات العديدة والكبيرة التي تطرأ على السودان، وعلى المحيطين الأفريقي والعربي، وعلى مستوى المناخ العالمي حتى.. فكل شيء مرتب وفي مكانه وليس هناك ما يدعو لإقلاق العباد، وستمضي الحياة مرة أخرى صوب ربعية جديدة قد تحقق اليوبيل الذهبي الاستوزاري بامتياز.
قال الراوي: على مستوى القواعد الوزارية العريضة، هنا وهناك، على امتداد أرض السودان ذات الكثافة الولائية، ستتعرض الكثير من الشخصيات المساعدة وذات الصلة الوثيقة بالمناصب الوزارية، سواء من الجهة الحزبية أو الصلة العائلية والقبلية، إلى موجة من القلق المزعزع نفسيا واجتماعيا، هذا في حال إن كانت تقع في تلك الجهة (من خرجوا وأخلوا الكراسي)، أو إذا كانوا في هذه الجهة (الإبدال والإحلال)، فالتغييرات كبيرة و(النية) تبدو جادة لأن تشمل التغييرات الكثير من الأشياء؛ فالقلق منبعه أنهم أشياء!
ختم الراوي؛ قال: ليس من شيء مقلق فالوزارات ليست سوى مناصب دنيوية زائلة!
استدرك الراوي؛ قال: وما أكبر قلق النفس على الدنيا الزائلة.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]mansourem@hotmail.com[/EMAIL]