الاستقلال ووحدة الوطن
* يصادف اليوم ذكرى يوم من أيام تأريخنا الوطني المجيد الذي يحاول البعض إهالة التراب عليه وعلى رموزنا الوطنية بلا حياء، وهم يقللون من الحدث العظيم الذي توحدت عنده إرادة الأمة السودانية لتعلن الاستقلال من تحت قبة البرلمان.
* للأسف يجيء هذا اليوم وجزء من بلاد السودان القديم يشهد نزاعات مؤسفة يسعى البعض أيضاً إلى تأجيجها قبلياً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، رغم علمهم بأن استقرار دولة جنوب السودان يؤثر إيجاباً على استقرار السودان.
* لذلك عندما نحتفل بذكرى استقلال السودان فإننا لا ننسى أنه كان استقلالاً للسودان الكبير قبل أن تمزقه الخلافات والأطماع السياسية، وأن للسودانيين من أبناء الجنوب دورا مقدرا في إنجاز الاستقلال منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، إلى أن توجت في ثورة اللواء الأبيض عام 1924م.. وحتى تحقيق الاستقلال.
* لذلك نأسف للنزاعات المفتعلة التي حدثت بين أبناء الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان، وننبه في نفس الوقت إلى خطر تنامي هذه الفتنة وتحويلها إلى صراع قبلي يهدد أمن واستقرار الدولة الوليدة.
* تذكرت وسط هذه الأحداث المؤسفة عضو مجلس قيادة الإنقاذ العقيد مارتن ملوال أحد أبناء الجنوب الثلاثة الذين كانوا في هذا المجلس، وقوله الأشهر عندما كان الحديث يدور عن اللون السياسي لهم، عندها أعلن بوضوح وصدق: أن لونه هو الكاكي في إشارة إلى انتمائه إلى القوات المسلحة السودانية التي نحرص دائماً وأبداً على تأكيد قوميتها.
* وبهذه المناسبة نذكر أبناء الحركة الشعبية الذين كانوا يحرصون على تأكيد قوميتهم بضرورة الإسراع في إطفاء هذه الفتنة التي تؤجج النزاعات القبلية على حساب الحراك السياسي الأهم للتراضي الوطني والاتفاق القومي اللازم لهم كما هو لازم لنا، من أجل تأمين الاستقلال ووحدة البلاد هنا وهناك.
* إن محاولة الهيمنة بالقوة على الآخرين والتضييق على الحريات وإضعاف روح الإنتماء والمواطنة لن يخدم للحكومة في الدولة الوليدة قضية، وإنما سيفتح عليها أبواب النزاعات المكلفة التي ستعطل مسيرة البناء والتنمية والنهضة المبتغاة.
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]