تحقيقات وتقارير

(حلايب) دائرة جغرافية ولكن! لماذا لا يتم اختيار نائب لها بالتعيين؟

[JUSTIFY]سألني الزميل/ أحمد طه الصديق عن مستقبل الإجراءات ذات الصلة بدائرة (حلايب) الجغرافية فقد أعلنت المفوضية القومية للانتخابات أن (حلايب) دائرة جغرافية قومية ولكن لا زال الدخول إليها يستلزم الحصول على بطاقة (المثلث) التي تصدرها القوات المصرية وتمنحها بأجل محدد لمن يريد الدخول لمثلث (حلايب) أو الخروج منه فهل و(القول لأحمد طه) في ظل هذه الظروف أن يجري التسجيل ونشر الكشوفات وما يليها من خطوات لضمان اكتمال العملية الانتخابية؟ انتهى (أحمد طه) من إبداء ملاحظاته ولكنه طرح سؤالاً ظللنا لسنوات طوال في (برلمان الشرق) نطرحه ولا مجيب فنحن على صلة بهذا الملف منذ سنوات وأعدنا القول مراراً وتكراراً بضرورة النظر في أزمة (حلايب) بجدية وعزم ولا بأس هنا من استعراض تاريخ حلايب كدائرة جغرافية في كل الانتخابات التي قامت في السودان منذ العام «1953م» وحتى انتخابات نوفمبر من العام «2000م» وتم إحصاء السكان منذ الاستقلال وقد أظهر الإحصاء السكاني في العام «1993م» أن تعداد سكان محافظة حلايب يقارب المائة ألف نسمة وكان سكان المثلث حينها ثلاثين ألف نسمة وبعد الاحتلال المصري للمنطقة تم نزوح آلاف المواطنين من خارج المثلث بسبب الخدمات التي قدمها الجانب المصري حتى وصل العدد إلى مائة ألف نسمة في مدن (شلاتين) و(حلايب) و(أبو رماد) ولهم نائب بمجلس الشعب المصري رغماً عن أنفهم في الوقت الذي تواجه فيه المفوضية القومية للانتخابات بعض المصاعب المسكوت عنها بسبب وجود القوات المصرية في مثلث حلايب واصرارها على أن يكون الدخول والخروج من مثلث حلايب بموجب تلك البطاقة اللعينة ويزداد عجب القارئ الكريم أن أجل هذه البطاقة لا يتعدى أسبوعين من تاريخ إصدارها فإن دخلت وتجاوز بقاءك أكثر من المدة المحددة فيها ليس هناك من سبيل للعودة إلا عبر طرق وعرة بين الجبال الشاهقة والوديان وقد هلك العديد من الناس جَراء المخاطرة في العودة إلى (حلايب) أو الخروج منها وهناك قصص مأساوية تحكى في هذا المجال لا يتسع المجال لإيرادها كاملة ولكن لا بأس من الإشارة إلى أن النساء الحوامل حين يذهبن بموجب هذه البطاقة لذويهم في الجانب الذي تحتله القوات المصرية ينتهي أجل البطاقة لأن تضع مولودها ولكنها لا تقوى على مغادرة فراشها وبمولودها الصغير بعد انقضاء المدة ومن الطبيعي أن تنتظر حتى تكمل شهرين أو ثلاثة وفي سبيل العودة تدفع روحها ثمناً وقد ماتت نساء كُثر وسقط مواليد صغار من تلك الجبال الشاهقة ولقي العديد من الرجال حتفهم.
إذن دعونا ننتظر أن تصدر السلطات المختصة قرار بأن يكون مقعد دائرة حلايب الجغرافية بالمجلس الوطني عبر التعيين وبذلك يكون لحلايب نائباً بالمجلس الوطني يعمل على حفظ حقوقها في التمثيل والمشاركة في قضايا الوطن فقد ظلت قضية حلايب وأهلها معلقة منذ العام «1958م» في المحكمة الدولية بلاهاي!.

الانتباهة[/JUSTIFY]