منصور الصويم

الرعب: أطياف السحر المديني “3”


[JUSTIFY]
الرعب: أطياف السحر المديني “3”

يحكى أن المدينة التي تبدلت وتحولت على حين طفرة من سكانها الغافلين؛ أن المدينة طفرت مئات السنين وانضافت إلى مدن العالم المسمى الأول، كل ذلك حدث وكأنه سحر أو سفر في الزمن، أو عودة أسطورية لزمان السندباد. كانت المدينة كما ذكر – تهب سكانها السعادة بينما الطائر السكيورتي يظللها بالظلال الرمادية والهالات الزرقاء الخفيفة، يتابع شاشاته الكمبيوترية ويوصل يوسبيهاته ووصلاته التقنية، ويتأمل في تبصر المآلات، إلى أن قال: (يوجد خلل)، وذلك بعد أن لاحظ وتمعن- أن هناك خروجاً ما؛ في بقعة ما من بقاع المدينة؛ التجريبية السحرية، ذات الظلال والهالات السكيورتية حداثية التطور. قال الطائر السكيورتي: (هناك خلل). ثم انحنى على شاشاته وأخذ يتأمل البقعة المختلة عن بقاع المدينة وهي (تعرض) خارج رتم إيقاع المدينة التي من سحر.. مدينة الرعب المتحقق حثيثاً.
قال الراوي: لم يحس سكان المدينة بالتراجع الطفيف الذي طرأ زمنياً على مدينتهم المسحورة وأعادهم لزمانهم الواقعي المغييبن عنه ظلالاً وهالات.. كانت تلك البقعة المتراجعة والمتمردة على سحر الطائر السكيورتي؛ كانت تقع عند أطراف سوق شعبي غارق في زمانه الواقعي في الفوضى والانفلات، يمثل ملتقى آمناً لشماسة ومشردي المدينة من الأولاد الصغار، المنسيين في زمانهم الواقعي، السوق الذي تبدل سحراً وظلالاً في الزمن السكيورتي إلى سوق شعبي بنكهة التراث والتاريخ والفلكلور، حيث صار السكان (المسحورين)، يشترون منه ما يذكرهم بذلك الزمن؛ الذي هو الآن تغلفه الظلال وتخفيه.. تلك البقعة أضاف الراوي بدت للطائر السكيورتي وكأنها شرخ زجاجي حين أبصرها أول مرة والشماسة الصغار يخرجون منها بثيابهم البالية المهترئة، ليجدوا أنفسهم في زمن الظلال والهالات السحرية بثياب أنيقة وألعاب حديثة (تعليمية) وطعام (شهيييييي)؛ ثم يرتدون ضاحكين في صخب وسخرية شماسية حارقة إلى (البقعة/ الشرخ) مرة أخرى ليجدوا بأيديهم بدلاً عن السندوتشات الصحية خرق السلسيون والبنزين الطرية.. كانت بالنسبة لهم لعبة سينمائية واقعية أضفى عليها السلسيون وطعم الأطعمة الشهية أبعاداً أسطورية أنستهم كل شيء.. كانوا شرخ السحر السكيورتي للمدينة الآمنة.
قال الراوي: في البقاع الأخرى من المدينة؛ البقاع المسحورة بسحر الهالات السكيورتية، كان السكان يمارسون سعادتهم المتوهمة، غير آبهين لذلك (الخرم) القصي في أطراف المدينة، حيث المنبوذون في الزمن المخفي، المكرمون في الزمن الآني؛ السحري، الذي من هالات وطفرة تقنية مستحدثة.
كانوا في كامل أناقتهم، يستمتعون بالقفزة المدينية، متنقلين في يسر من مكان لمكان، تظللهم الصحة والنظافة وتحوطهم البهجات المفرحة، يتأملون في حب مستقبل مدينتهم الحضارية؛ وهي تسابق مدن العالم الأول في تطورها ونمائها وقفزاتها الحضارية.. كانت السعادة هي تلك المدينة التي في حب تحتضن سكانها.
ختم الراوي، قال: في غرفته الكمبيوترية لم يكن وحده، كانت معه مجموعة من الطيور السكيورتية المساعدة، يتأملون في وجل ورعب الثقب الشماسي وهو يتسع
ويتسع ويتمدد باتجاه بقية بقاع المدينة؛ والشماسة الصغار يسابقونه في فرح وحبور، نصفهم بثياب بالية وخرق سلسيون لزجة، والنصف الآخر بثياب أنيقة، يحتضنون لعباتهم التعليمية ومشروباتهم المغذية.. تساءل الطائر السكيورتي: أين الخلل؟
يتبع

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]mansourem@hotmail.com[/EMAIL]