الانتخابات «مؤجلة.. مؤجلة» لا محالة فلنفكر في نجاح الحوار الوطني
حتى الأصوات العاقلة في المؤتمر الوطني ومنها العاقل الأكبر الأستاذ علي عثمان محمد طه صرح الأسبوع الماضي أو نشر على لسانه، ليس هنالك ما يمنع تأجيل الانتخابات لو رأى مشروع الحوار الوطني ذلك، وكذلك صدر ما يشبه ذلك من آخرين في المؤتمر الوطني منهم الدكتور قطبي المهدي وآخرون.
الحزبان الكبيران المشاركان في الحوار الوطني وهما الاتحادي الديمقراطي – الأصل – والمؤتمر الشعبي.. صدر من بعض قياداتهم ما يدعو لتأجيل الانتخابات وربطها بمخرجات الحوار الوطني رغم أنهما أي الحزبين الكبيرين.. لهما رجل مع الحكومة وأخرى مع المعارضة.. ومع حماسهما لتأجيل الانتخابات فإنهما وجّها قواعدهما بالتسجيل.. بل طلب المؤتمر الشعبي تمديد فترة التسجيلات وتمت الموافقة على الطلب.
انتخابات لا يشارك فيها الجميع «ناقصة» ولن يجد الفائز بها راحة.. فالذين سقطوا سيرفعون راية المعارضة، والمعارضون أصلاً.. حتى أولئك الذين لا يعجبهم العجب سيكون الأمر بالنسبة لهم قطع الطريق أمامهم لخمس سنوات قادمة في التداول السلمي وغير السلمي للسلطة. وهؤلاء الذين يهموننا أكثر.. ويمكن محاصرتهم بتحديد موقف واضح الى متى يودون أن تكون الانتخابات.. ولكنهم قد يهربون من المحاصرة برفع كرت حكومة انتقالية قومية.. وهذه أيضاً قد لا يكون عليها خلاف كبير، وقد صرح الرئيس عمر البشير بامكانية قيام حكومة موسعة للاشراف على الانتخابات يشارك فيها الجميع.
المتحمسون للانتخابات يرفعون شعار الدستور الذي يحدد منتصف العام القادم نهاية للوضع القائم وكأنما هؤلاء ينسون أن أسهل شيء في السودان هو تعديل الدستور.. وحالياً تجري خطوات لتعديله بشأن تعيين الولاة.. وهذه أكبر وأصعب من تعديل يسمح بتحديد موعد جديد للانتخابات كما برز اقتراح وجد القبول على نطاق واسع خاصة في الداخل. وهو أن تجرى الانتخابات الرئاسية وتؤجل البرلمانية، هذا الاقتراح مدعوم حتى من حزب الأمة القومي اضافة للحزبين الكبيرين الآخرين الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي. ومؤكد أن الاقتراح سيكون برداً وسلاماً على ناس المؤتمر الوطني.
نأمل تأجيل كثير الحوار حول الانتخابات وقيامها لأنها مؤجلة مؤجلة مؤجلة.. وليتواصل الحوار الوطني بصورة أكبر وربما إعلان تأجيل الانتخابات سيفتح الباب مجدداً لآخرين للانضمام.. ولا مانع كما قال الرئيس أن تكون آلية «7+7»، «8+8»، أو «10+10» وهلمجرا.
تقرير: كمال حامد
صحيفة الإنتباهة
ت.أ