جعفر عباس

السجن لقاتل مع سبق الإصرار والترصد؟

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] السجن لقاتل مع سبق الإصرار والترصد؟ [/B][/CENTER]

في إحدى الدول العربية الأفريقية، نال رجل تجاوز الأربعين حكما بالسجن، رغم أنه من الثابت أنه قتل شخصين على الأقل عمدا ومع سبق الإصرار والترصد.. تبدأ الحكاية عام 1988 عندما التحق الرجل (س) بالجامعة لدراسة الأحياء.. ولأنه يحمل الجينات العربية فقد كان أهله يؤملون ان يدرس الطب.. المهم ان «س» رسب في الامتحان بنهاية سنته الدراسية الأولى، يعني كل مؤهله الأكاديمي هو الشهادة الثانوية، ووقع في حيص بيص: ما يصير.. الوالد ينتظرني كي افتح عيادة في بلدتنا وأنا لم أفلح حتى في دراسة علم الأحياء، لابد أن أتصرف حتى أرفع رأس العائلة.. وهكذا قرر ان يصبح طبيبا «بالعافية»، وهو لا يدري أنه بذلك سيجعل رأس العائلة «واطيا» أي منكسرا، ولتنفيذ مخططه الإجرامي، ظل بعيدا عن أهله لسنوات ليوهمهم أنه يدرس الطب، خاصة وأنه من المعروف أن دراسة الطب تستغرق سنوات أطول من أي نوع آخر من الدراسات في الجامعات. ثم صار طبيبا عموميا! كيف؟ التقى ذات مرة بطبيب كان يحلم بالسفر إلى الخارج لنيل الدراسات العليا، ولم يكن مسنودا من قبل «رأس كبير» في الحكومة أو يملك المال الذي يجعله يدرس على نفقته الخاصة، فقال له: بسيطة.. أنا عندي واسطة قوية في كل وزارات الدولة.. أعطني شهاداتك وسأخدمك لوجه الله، كلها كذا يوم وأوراقك تكون جاهزة ومعها تذاكر السفر، وكانت تلك اولى خطواته لممارسة الطب.. فقد تلاعب بشهادات ذلك الطبيب فصارت تحمل اسمه، وعليها أختام حقيقية، ولأننا قوم نعشق الورق الملون والمبروز فقد صار بمقدور صاحبنا ان يسجل اسمه في وزارة الصحة كطبيب.. ولكن ذلك لم يكن ليرضي طموحه: طبيب «حاف»/ عمومي/ ممارس عام؟ لقب ما عنده قيمة.. إذن لابد ان أصبح اختصاصيا.. وبكل سهولة اقنع طبيبا يملك ويدير مجمعا طبيا بأنه اختصاصي في أمراض النساء والولادة.. غير ان صاحب المجمع شك في أمره، فاضطر «س» إلى الهرب ثم اصطاد اختصاصيا حقيقيا في مجال أمراض النساء والتوليد، بعد أن أوهمه بأن له صلات بمنظمة الصحة العالمية وأنه سيضمن له بعثة دراسية في أوروبا، لينال تخصصا «دقيقا»، وهكذا وضع يده على شهادات هذا الاختصاصي وبقليل من التلاعب وضع «س» اسمه على تلك الشهادات، وصار اختصاصيا «رسميا».. ولأن الرك على الورق الملون والمبروز فقد تم تعيينه رئيسا لقسم النساء والولادة في مستشفى بعاصمة إقليمية.. وسارت أحواله تمام التمام، يقول لهذه: الحمد لله الجنين سليم بس خذي حبوب الحديد وحامض الفوليك.. ويطلب من تلك تصوير الجنين بالموجات الصوتية.. وشيئا فشيئا صدق «س» نفسه وقرر ممارسة تخصصه بالكامل، وجاء الدور على امرأة توجَّب توليدها قيصريا فشق بطنها، وماتت ومات الجنين.. ما فيها شيء.. تحصل في أرقى المستشفيات.. ولكنه تمادى وأدخل امرأة أخرى غرفة العمليات دون أن تكون أصلا بحاجة إلى عملية، وفتح بطنها، و.. ماتت.. وأدرك من كانوا معه من ممرضين وأطباء مساعدين أنه لا يملك حتى مهارات جزار/ قصاب.. وبدأت التحريات وانكشف أمره ودخل السجن.. واخد بالك؟ قتل امرأتين وانتهك أعراض عشرات وربما مئات النساء وعقابه فقط السجن!!
قبل سنوات قليلة تم القبض على طبيب أسنان آسيوي في عاصمة خليجية بعد أن ذاع أمره وكثر زبائنه: خلع الضرس بما يعادل خمسة دولارات وعلاج العصب بـ10 دولارات، واتضح أن مهنة الرجل الأصلية فني كهرباء.. فاشل.. لنا الله.
[/JUSTIFY][/SIZE]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. ياأخ جعفر-خلال حملة السعوديين لتصحيح أوضاع العمالة و ما صاحبها من تدقيق فى الشهادت العلمية والاكاديمية للعمالة الوافدة – أصدر مكتب العمل بالرياض أن هناك 30 ألف – أكرر 30 ألف – مهندس طلبوا تعديل مهنهم على الأقامة من مهندس الى مهن حرفية مثل سباك وكهربائى و غيره – يعنى ال 30 ألف دول تأكدوا بأن حالهم سينكشف لذلك سارعوا بتعديل مهنهم – كما أفاد مكتب العمل أن هناك اكثر من 3 الف طبيب يمارسون كل التخصصات الطبية بالمستشفيات – تم أكتشاف أن شهاداتهم مضروبة و مزورة – الجماعة دول كانوا يمارسون الطب طوال السنوات الماضية !!!!! و تقولى شنو و تقولى منو – يا أبو الجعافر .