رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله : نبحث لنستخرج الصفات السودانية الجميلة المخادعة ثم نقتلها وندفنها ونكتب على شاهد القبر «هنا يرقد السودان القديم «السودان الشجاع.. في زمن الشجاعة فيه ليست هي الحل .. و السؤال عن «لماذا نحن هنا.. والعالم هناك»


[JUSTIFY]والسياب تمطى من الحسرة حتى تمددت عظامه
> والسياب
«منطرحاً أمام بابك الكبير
أصيح.. أصرخ.. استجير
أريد أن أموت يا إله»
> والسياب «يصل الحد»
> وفي «البحث عن بيت شعر»
الشاعر السوداني الفذ يقول وهو يهدر
«على حد السنا أمهيت سيفي
فرفت شفرتاه كما ابتغيت»
يقول إنه «سنّ» سيفه على خيط الضوء
> هل تسمع أنت الآن هسيس السن؟!
> والشاعر السوداني يصل الحد
> وزوربا.. أشهر بطل رواية في الستينيات .. عندما يموت ابنه ويصل الحد من الألم يفرد ذراعيه في شارع الله أكبر.. عريانا تماماً.. ويرقص.. يرقص.. من الألم الذي وصل الحد
> و…
> ونحن نصل الحد
وفي البحث.. بحثنا عن السؤال الصحيح.. السؤال عن «لماذا نحن هنا.. والعالم هناك» في البحث هذا نرصف ونركم ونردم ونعفص ونلطم ونهرد ونعجن كل شيء .. كل شيء.. ونعيد تشكيله من جديد
> وفي البحث نستخرج الصفات السودانية الجميلة المخادعة بت الكلب.. ونقتلها كلها وندفنها كلها ونكتب على شاهد القبر «هنا يرقد السودان القديم «السودان الشجاع.. في زمن الشجاعة فيه ليست هي الحل
> والكريم.. في زمن الكرم فيه ليس هو الحل
> و…و
> والشجاعة هذه والجمال والذكاء أشياء .. مقبولة؟؟؟
: نعم.. فهي من صفات الدين الكريم والإنسان الجميل..
> لكن «حوار» الصفات الجميلة هذه «موقع كل صفة من كل صفة» الصفات هذه هي شيء مثل حروف الكلمة
> وأنت كلما بدلت مواقع الحروف في الكلمة جاء معنى مختلف
> ونحن حتى نصل اليوم إلى إجابة عن «لماذا نحن هنا في الدرك الأسفل من جحيم الأرض ..»
> وحتى نصل.. نحتاج نحن إلى إعادة ترتيب حروف الكلمة
> وإلى إعادة ترتيب حوار صفاتنا الجميلة
فاللبن جميل. ومشروب.. نعم والعنتب مشروب جميل.. لكن شربهما معاً هو سم قاتل
> خلط الصفات شيء شبه هذا
> ونعيد التفسير.. وإعادة الفرز بين «الإسلام» مثلاً نصوصاً.. وبين «فهمنا» نحن للنصوص هذه.. نعيد الفرز
> .. ونعيد الفرز بين قولنا البلد مريضة.. عالجوها وبين قولنا البلد مريضة أدفونها
> وتفسير الماء بعد الجهد يجعلنا نعرف أننا لا نعرف
> فنحن نفاوض التمرد.. ونحن نعلم أن التمرد لا يملك من أمره شيئاً
> ومشهد عرمان خارج وداخل غرفة المفاوضات هو هذا
> ومشهد فلان وفلان هو هذا
> وفي الفهم نجد أن الخراب الاقتصادي شيء يتجاوز كسب المال إلى هدم الدولة
> وأن تصرفات كثيرة جداً من «جهة محددة» تحمل التفسير ذاته
> وفي الفهم هذا نجد أن رعباً «مثل حمى القش» يصنع الآن بحيث يسري في عظام المجتمع.. دون أن يشعر المجتمع
> وبحيث تجد الشرطة أن عملياتها لا معنى لها.. والأمن الاقتصادي مثل ذلك والأمن السياسي مثل ذلك.. والأمن الثقافي مثل ذلك.
> والمعلومات الكثيفة التي تركم يومياً عن تخريب كل جهة تصمم بحيث تجعل الأمن الذي يعرفها يصبح مثل من يحمل بندقية فوق ظهره.. ثم مدفع معها فوق ظهره ثم دبابة مثلها فوق ظهره
«2»
> إعادة تعريف كاملة نبحث عنها إذن للتعامل مع الأمر
> ولعل الأمر يصلح حين نبدأ تعاملنا الآن مع كل جهة بقلة أدب كاملة
> فإعادة تعريف معنى الأدب في التعامل.. شيء يكشف المسافة الهائلة بين الغباء والجبن والضعف وبين العزة التي تعرف متى تلطم الأدب ذاته
> ولعل «كف واحد» جامد تهرد به الدولة وجه جهة واحدة يغني الدولة عن معارك كثيرة جداً
> ونفصّل.. بكل «أدب»

إسحق أحمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. هلا جلستم مرة واحدة وكنتم صادقون مع أنفسكم ومع ربكم وسألتم أنفسكم – يا معشر الكيزان- من فعل كل ذلك بالسودان الذي كان ؟؟؟