إلى قادة (الحركة الشعبية)
* رغم أن الفينا مكفينا وأكثر، إلا أن ما حدث في جارتنا الشقيقة التي خرجت من رحم دولة السودان الكبرى دولة جنوب السودان، لابد أن يشغل إهتمامنا لأنه يؤثر تأثيراً مباشراً على السلام في السودان الباقي كما أثر الإنفصال على اقتصاده.
* ما حدث كان متوقعاً ليس لهشاشة الحكم في الدولة الوليدة، وإنما لكون الخلاف القبلي الذي كنا نعتقد أن الانخراط في الحركة الشعبية التي كانت تضم مختلف ألوان الطيف السوداني القديم قد عززت الروح القومية اللازمة لاستقرار الدولة وسلامها وأمنها، لكن للأسف الخلافات عادت بها للسطح من جديد.
* الخلافات السياسية التي لا تخلو من أطماع وتطلعات ذاتية أعادت القبلية إلى الصدارة من جديد مدفوعة بمن يؤججونها بغباء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، رغم أنهم يدركون أن عدم الإستقرار في الجنوب سيلقي بظلاله السالبة على السودان الباقي أيضاً.
* حسناً فعلت الحكومة بموقفها المحايد من النزاع الذي نشب في دولة الجنوب، إلا أننا نبارك المساعي الحميدة الساعية لوقف هذا النزاع وإخماد نيران الفتنة التي ليس من مصلحة أي طرف تأجيجها، ونثمن الدعوة للحوار التي أطلقها رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول ركن سلفاكير ميارديت، ونرى أنها المخرج الآمن من تداعيات هذا النزاع الكارثي.
* لقد أثبتت التجارب أن النزاعات المسلحة في الوطن الواحد لا تخدم لأي طرف قضية، وأن الخسائر تعم كل المواطنين بلا طائل، لذلك فإننا ندعو الأشقاء الفرقاء في دولة جنوب السودان لوقف نزف الدم السوداني، والجلوس على مائدة مفاوضات يتم فيها التراضي على صيغة للخروج من هذا المأزق بلا شروط مسبقة.
* إن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق قادة الحركة الشعبية الذين استطاعوا إنجاز حلمهم في قيام وطنهم، لكي يحافظوا على وحدتهم وتماسكهم، ودفع الجهود الدولية والاقليمية لوقف هذا النزاع وإعلاء صوت العقل وتكثيف الجهود نحو البناء بدلاً من هذا النزاع الدموي الذي لا يبقي ولا يذر.
*إن الفرصة مازالت مواتية للحوار بين الفرقاء المتنازعين في دولة جنوب السودان، وهذا يتطلب مرونة من الجانبين ومراجعة الذات لتعزيز مناخ التراضي وقبول الآخر بدلاً من محاولة إقصائه بالقوة.
*آن الأوان أن يتنادى قادة الحركة الشعبية إلى كلمة سواء بينهم لتجاوز أسباب الخلافات والفتن والعمل سوياً من أجل مصلحة وطنهم ومواطنيهم جميعا.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]