تحقيقات وتقارير

( أي قرش طلع مشى وين)..لا خير فينا إن لم نقلها..!

[JUSTIFY]في تصريحات صحفية لرئيس لجنة النقل والطرق بالبرلمان قال الأستاذ عبد الله مسار إنهم بصدد رفع مقترح لرئيس الجمهورية لتكوين آلية رقابية مستقلة من مجلس الوزراء لمتابعة البرنامج الاقتصادي، ومنحها سلطات عليا للتأكد من أوجه صرف المال العام.. وأن الآلية المقترحة من شأنها مراقبة أداء وزارات القطاع الاقتصادي والإشراف على الخطط ..وعلق بعبارة في التصريح.. لمعرفة( أي قرش طلع مشى وين)..!

تخيلوا معي أن يصدر مثل هكذا مقترح من لجنة في البرلمان.. النواب المفترض أنهم على دراية عالية وإيمان بما يسمى المؤسسية والسستم في الدولة ..وهذه المؤسسية وهذا السستم له آليات تتنقل عبرها كل معاملات الدولة المالية بصورة تؤمن لنفسها الحماية والكنترول دون الحاجة لتشكيل لجان من خارج السستم لفرض الرقابة ومعرفة( أي قرش طلع مشى وين) على حد تعبير رئيس لجنة النقل والطرق بالبرلمان.. لقد تم إنشاء وزارة بكاملها على رأسها وزير وبعدد لا يستهان به من الإدارت وأرتال من الموظفين لتقوم بمهمة الرقابة على المال العام وكما ذكرت لها آليتها في ذلك.. وهناك ما يسمى بديوان بالمراجعة العام للدولة وأيضاً هو عبارة عن مؤسسة كاملة بعدد لا يستهان به من المراجعين على رأسهم المراجع العام مهمتهم معرفة( أي قرش طلع مشى وين)..!

منذ أن تخطت الحكومة بمساعدة بعض أذرع المجتمع الرسمية النظام المؤسسي للدولة.. وتم ابتداع مثل هذه اللجان خارج السستم أصبح للفساد جذور متينة وأذرع أخطبوطية صعب اجتثاثها، بل إن الاتجاه لتشكيل مثل هذه اللجان هو الفساد عينه..إذا سلمنا لهذا المقترح من وجهة نظر هذه اللجنة( البرلمانية.!)ما الضمان على عدم تواطؤ هذه اللجان مع قيادات هذه الوزارات المراقبة وبدلاً عن(الخمش) مرة يصبح مرتين..وخاصة إذا منحت سلطات عليا حسب مقترح السيد مسار..؟
فقدنا الأمل في إصلاح الحكومة ووعي نواب البرلمان وإيقاظ ضمائرهم منذ سنوات طويلة..ولكنا كدنا نصدق الثورة الإصلاحية(الخطابية) التي نظمتها الحكومة خلال الفترة الماضية بعد الاعترافات التي سجلتها في إخفاقها بالقيام بمهامها وإعلان مسؤوليتها عن ما يحدث في البلاد..ونيتها التغيير وإصلاح المنهج..ولكنا نفاجأ كل صباح بأحداث تؤكد أن الحكومة ماضية في ذات المنهج، بل هناك (مجاهرة) بالفساد وتخطي النظم والقوانين.. ويا للعجب .. جسد البلاد المتهالك أصبح لا يحتمل هذه(المراهقة) المتأخرة..الوطن ينهار بتتابع مخيف ..انظروا إليه هل هذا هو السودان ..؟؟ السودان مشروع الجزيرة الذي كان يغذي المصانع البريطانية بالأقطان(طويل التيلة وقصير التيلة).السودان مشاريع ومصانع السكر في كنانة وعسلاية والجنيد والدندر والرهد التي كانت تفيض خيراتها على دول الجوار وكانت تدعم الاقتصاد السوداني واقتصرت اليوم في كنانة البقرة الحلوب ومركز أنصار الحزب الحاكم..السودان الصحة والتعليم والخدمات التي أصبحت كلها في(خبر كان).والأهم ..السودان الإنسان الذي ينضح بالوطنية والشرف والأمانة وعزة النفس وحامي حمى الأسرة والمجتمع وأصبح الآن الشاطر منهم من يستطيع اللعب بالبيضة والحجر..!!

البرلمان الجهاز الرقابي والتشريعي حينما يصبح جزءاً من السلطة الحاكمة يغيب فيه صوت الضمير ويأتمر بأوامرها..وحينما يتقبل الشعب هذا العبث الذي يجعل الجهاز الرقابي التشريعي هو عينه الجهاز التنفيذي.. يصبح إصلاح الحال من المحال.. ولا خير في انتخابات ترجعنا من حيث انتهينا.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

هويدا سر الختم
صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]