فدوى موسى

عمالتنا الأساسية


[JUSTIFY]
عمالتنا الأساسية

قد يبدو الأمر أحياناً في ثنايا سؤال بسيط وسط لمة منسية.. وأنا أشارك في محفل ما.. أقامته منظمات ذات وزن إقليمي ودولي.. طفح فجأة لسطح رأسي سؤال بليد لم أجد له إجابة إلا أن أقول إننا (ناس طيبين قدريين.). فالشيء الذي تولت أمره تلك الجهات يتعلق بكيفية وضع سياساتنا للعمالة الوطنية في البلاد.. والأصل أن هناك كيانات موجودة معنية بهذا الأمر البديهي.. فلماذا لم تقم بواجبها تجاهه من (بدري) وفي وعي أن تلك المنظمات التي تعد وتقدم الدراسات تستقي معلوماتها من داخل البلاد أي ان لا عوائق في ذلك ففي نفس المحفل تم الغاء تقديم ورقة لدراسة تتعلق بشركاء العمل الثلاث في السودان.. أجزم وأكد خبير وطني مخلص في حجة وبرهان أنها بها الكثير المغلوط من المعلومات مما حدى به لوصف الورقة بأنها (لا تشبه تلك المنظمات العالمية).. المهم قرائي الأعزاء.. إكتشفت أننا كثيراً ما نمارس في أمساكنا بالملفات مبدأ الارتجال وعدم المطابقة ما بين الاستراتيجيات الطويلة المدى أو القصيرة التي يفترض العود إليها في مرجعية الوطن الكبير.. وها هي المنظمة تقول في إحدى دراساتها (توصلت الدراسة إلى أنه من الضروري للسودان أن يتم وضع سياسات وأهداف العمالة في صميم عمل واضعي السياسات وعدم اعتبارها نتيجة ثانوية .. التنفيذ القوي والمستقر للاصلاحات الاقتصادية الكلية التي يجري الدعوة لها من خلال حزم الاستقرار في عامي 2012-2013م هو بالتأكيد أمر حاسم لتعزيم آفاق النمو على المدى المتوسط ولكن يجب توازنها مع الاستثمارات المتزامنة لخلق فرص العمل والنمو الشامل. والخبير الأجنبي يقول إن تحديات جمة تواجه سياسات العمالة الوطنية بدءاً من ضوابط الاستثمارات وقضايا المهارات وبئات العمل في البلاد خاصة، وأن معظم العمالة تقع في زمرة القطاع غير المنظم وتقوم بأعمال هشة مربوطة بإطارات متعلقة بالنوع والعمر والريف والمدن..

رغم أن الخبير قدم أفكاره مسنودة بأرقام إلا أنها يمكن أن تؤخذ على أنها مؤشرات وليست أرقام قاطعة حيث تجادل الحضور حول النسبة الضئيلة التي أبدتها الدراسة لواقع عمل المرأة بالريف التي أظهرها على أنها (خاملة) والحقيقة تقول إن المرأة الريفية هي عماد مهن وحرف كثيرة جداً بل في معظم المواقع هي الأساس وقد شكك في تلك الأرقام المستقاة ربما من الذين (أعدوا الإحصاءات) وملأوا الفضاءات أنهم امتلكوا المعلومات.المهم أن خارطة الطريق أكدت أنه (يحتاج السودان بشكل واضح إلى مستوى أعلى من الاستثمارات الرأسمالية في القطاعات غير النفطية الناشئة لتشجيع النمو الاقتصادي ونمو التوظيف عبر تنشيط قطاع الزراعة لتحويلها من إنتاج الكفاف إلى مرحلة الاستجابة للسوق).وقد قطع الخبير الوعد بالتوصل لسياسات استراتيجية قاطعاً لبلادنا فيما يخص العمالة الوطنية خلال مدة 12 إلى 18 شهراً لتعزيز محتوى العمالة المحتملة في النمو في السودان..) إذن هذا دعم فني غير محدود (أريد قرائي رغم منطقية النضم والكلام إلا أنه حالة من الحسرة الداخلية أنتابتني بأننا لا نحسن رسم الخرائط والمسارات ودائماً ما ينبهنا ويدخل علينا بها الآخرون مداخلهم الداعمة.

آخر الكلام: ترتبط الاستراتيجيات الناجحة للانتقال إلى الشكل المنظم بإطار الاقتصاد الكلي المؤاتي وبالإطر الاجتماعية والقانونية والسياسية المؤاتية ضمناً في الاستراتيجيات الإنمائية الوطنية.. إذن أعزائي الأمر مردوداً للمعايير الوطنية الداخلية (أها من دقنو وأفتلوا)
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]