فدوى موسى

شلل.. عطب!


[JUSTIFY]
شلل.. عطب!

إذا ما قدر لنا التجوال على قطاعات حيوية ومهمة لبلادنا في حزائنية وتحنان لحالها في الماضي، نبدأ من حيث انتهى الأمر لنطوف على السكة الحديد.. مشروع الجزيرة.. الخطوط الجوية.. السفن.. المصانع.. الغزل والنسيج.. الـ.. الـ.. لنتأكد بأننا في حالة شلل وعطف تام، وأننا أصبحنا مستهلكين لا نعرف الإنتاج.. بل نفرخ داخل الاستهلاك هذا برامج «السمسرة والكمشن والفساد».. وإننا نخرج العاطلين ولا ننظر بعين الاعتبار لقانون العرض والطلب في سوق العمل، وكل أبنائنا وبناتنا يريدون أن يلتحق بأسمائهم حرف الدال والميم.. وشللنا نحمله في جينات ولاداتنا لواقع غير موجود لذلك يطش ويفر الكثيرون بحثاً عن واقع آخر، بينما يتسلل الينا من دول الجوار فارون آخرون.. نحدث فراغاً سكانياً يملأوه هؤلاء وربما كانت لهم المسالب والفوائد.. وحالة الشلل هذه تحتاج منا لبعد نظر وإعادة ترتيب لأولوياتنا.. «صغيرتي» التي أرى فيها نبوع التعامل مع الحاسوب والأجهزة الاتصالاتية وعدم الميل الأكاديمي، تستاء جداً مني حينما أدارسها أن تنضم للمساق الفني، وأن قدراتها ستتفجر لو اتخذت ذلك الطريق لتهب عليَّ كما الاسد الهصور، فأمسك وأحجم وأحادث نفسي، أننا المخطئون في تربيتنا حيث أعلينا جداً من التوجه للمسارات الأكاديمية وغلفنا التوجهات للتعليم الفني بالدونية.. وها هو ذات الأمر يتمدد في العالم كله.. حيث يقال إنه في أمريكا «أم الحاضر» عندما تطرح على أحدهم ادخال ابنه في المسار الفني اأو التقني يقول لك «هذا النوع من التعليم ينفع لابن جاري».. المهم أنني ألم اقتراحي عليّ وادعو الله لها التوفيق في مسارها.. وفي خاطري مشهد لسفينتين متبقيتين هناك في الميناء ببورتسودان في حالة شلل في انتظار البيع، وخاطري يحادث نفسه لو أن لنا قدرات فنية علمية لكانت من منطلق الحرص على الوطن لتمكنت من إحالة الوضع لهما الى ضجيج وحراك دون الوصول لحالات العرض والبيع كخرد.. ثم اتطوف في الخيال لواقع رحلة لم تكن بعيدة بعمر الزمان للقطار وهو يشق الطريق الى الغرب.. في رحلة دراسية بدأناها من الرهد وتوغلنا في عمق الغرب حتى الوصول الى نيالا.. والوعد الآن يحمل بشرى عودة القطار للمسار.. ولأن العطب كبير لابد من استراتيجية واضحة وصريحة تنتهج هذه المرة تحت بند «إعادة النشاط لمرافق الحيوية التي انهدت خلال العشرين عاماً ونيف الماضية..» وربما كانت هذه بداية معقولة في ظل الركام العام الذي نستثني منه بعض الطرق حتى وإن كان طابعها «خلوها مستورة».. فليكن توجهنا القادم إحياء موات هذه القطاعات.. اشتقنا لخروج أبناء الوطن في أثواب الإنتاج والعطاء.. دون الخنوع لمبدأ الاستهلاك والتضعضع أمام الاستهلاك.

آخر الكلام..

نتمنى أن يكون كل صباح جديد.. أمل جديد.. طابعه ختم على ظهر اي منتج يحمل عبارة «صنع في السودان» دايرين جلدنا «جلد حيواناتنا» في حذاءنا يلبسها العالم أجمع.. خضارنا وفاكهتنا في أجواف الجياع لتتسع فكرة سلتنا لغذاء العالم أجمع..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]