أبشر الماحي الصائم

ثمة رحيل مضنٍ


[JUSTIFY]
ثمة رحيل مضنٍ

*مدخل أول
كنت إذا جئت جئت لعلة
فأفنيت علاتي فكيف أقول
لي بارضك كل يوم حاجة
ولا لي كل يوم إليك وصول.
*متن أول
بات في حكم المؤكد رحيل الفريق الهادي عبد الله والي ولاية نهر النيل، وذلك في سياق عملية التغيير الشاملة التي تنتظم الحزب والحكومة، فالمعلومات التي تدفقت من القصر الجمهوري منذ نحو أيام قد أشارت إلى مغادرة خمسة ولاة مناصبهم على أقل تقدير، بحيث ذهبت كل الترشيحات والقراءات إلى أن سعادة الفريق الهادي أبرز هؤلاء المغادرين.
*متن ثانٍ
فهنالك على الأقل حزمة من الحيثيات تتضافر لتشكل منصة مغادرة ومسوغ رحيل لرجل قدم وما استبقى شيئاً منذ (البيان الأول) لثورة ضبط يونيو، تقلب الرجل في عدة مهام ووظائف أمنية كبيرة أفضت به إلى موطنه (دامر المجذوب) في خاتمة المطاف، ولاية من أعقد الولايات وأخطرها ادارة، لما كان أحد الولاة يرسل من المركز إلى الدامر ذات تغيير جهير، قال الرجل، إن مهمتي تزداد صعوبة وأنا أذهب إلى ولاية كل أبنائها يصلحون أن يكونوا ولاة، وذلك في أشارة إلى نسبة التعليم العالية مقارنة مع درجات النمو والازدهار المتدنية، على أن سعادة الفريق قد أتى مرهقاً إلى هاهنا من كثرة المهام والجولات والوظائف وجهاز الأمن.. الداخلية، وزارة مجلس الوزراء.
*متن ثالث
ولاة كثيرون مروا من هنا ومن كل التخصصات المهنية فعلى الأقل أذكر أساتذة الجامعات البروف قنيف والبروف أحمد مجذوب، ومن الصيرفيين دكتور غلام الدين عثمان، ومن العسكريين الفريق الهادي واللواء الجيلي وآخرون، ومن الكوادر الحزبية الأستاذ (الإصلاحي) حسن عثمان رزق ورجل الرزيقات القوي المهندس عبد الله مسار وإبراهيم محمود وآخرين، وتحت عنوان (مقبرة الولاة) كتبت ذات يوم أن الولاة المسترجعين من الدامر لا يصلحون إلى أي وظيفة إلا التقاعد والمعاش، فيكفي أن يرسل أي كادر إلى الدامر لتستنزف كل طاقاته ويفقد كل صلاحياته.
*متن رابع
ومنذ أن رشح من أخبار وتسريبات رحيل (رجل الموسياب) التاريخية سعادة الفريق وإلا نشطت بعض دوائر الترشيحات، يتردد بقوة في صالونات أبناء الولاية بالخرطوم اسم اللواء عمر عبد المطلب محمد أحمد أحد أبناء الولاية الشباب الخلص، ثم اسم الكادر القوي عبد المحمود عثمان الذي أدار المؤتمر الوطني بالولاية على أيام ولاية المهندس عبد الله مسار وآخرون.
*خروج أول
يفترض أن نضع أولاً (الحصان أمام العربة) بطرح سؤال مفتاحي مشروع، ماهي المهمة التي يراد إنجازها في الولاية حتى لا نقع في فخ (اختيار الرجل المناسب في المكان غير المناسب)، فكم من ولاة مناسبين لم ينجحوا لأن المكان غير مناسب، واعتقد أن أزمة الولاية التارخية تكمن في عدم نجاحنا في (استقطاب استثمارات خارجية) تليق بمقومات الإنتاج الرهيبة في ولاية الأمن والذهب والأرض البكر والخدمات.
*خروج ثان
تعتبر أكثر الولايات أمناً، فضلاً عن شبكة الطرق التي تربطها بالعاصمة والميناء وأعماق مناطق الإنتاج ثم الاتصالات والخدمات الكهربائية.
*خروج أخير
بطبيعة الحال عكير الدامر
ما بنخدر البسوقها بعد النعشفة
وقت الروح ترح طعن الآبار ما بشفي
يا رمز الوفا النادر عريس الكشفة
مع المعدودة ما بنفع دواء المستشفى

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي