فدوى موسى

جوبا رائعة


[JUSTIFY]
جوبا رائعة

أنغام ذلك النشيد في وجدانياتنا.. «جوبا رائعة» ولكن الأيام تقول بغير ذلك لأهلها.. وهم الآن على شفى أتون حرب قبلية.. شاء قادتها أم أبوا فإنهم أجهضوا حلم افريقيا بوجود دولة مستحدثة وفقاً لمعايير الحاضر التقدمي باعتبار أن هذه الدولة الحديثة تجد حظها من الدعم الدولي الذي راهن عليها وسلطت عليها القوى العالمية الكبرى كل إطارات المساندة والتعضيد.. «أمريكا» القطب الأكبر تجد نفسها مهمومة بمصير ما يجري الآن في «جنوب السودان» باعتبارها صاحبة التدخلات الكبرى في مسارات الوصول لانفصال جنوب السودان وقيام الدولة المهددة الآن بكل الاحتمالات.. لا يجدي الجدل حول «هل هو انقلاب أم أنه صراع سياسي» فالواقع يقول إن القبلية حاضرة في كل تفاصيل هذه الدولة مهما قالوا وحصروا حدود التداعيات فقد خرج الأمر من ثكنات الجيش إلى المدنيين الذين يمارسون الآن رحلة البحث عن الأمن في مقار الأمم المتحدة أو تحت الفِّرار ويبقى هناك بعض أمل لو أن «قادة الحركة الشعبية» على طرفي الاقتتال الانصياع إلى حل وسط.. حيث يبدو أن لعنة اقتسام السلطة والثروة ستصيب الدولة في مقتل.. وفود محمومة من دول أفريقيا أو خارج حدودها تطوافاً إلى جوبا حيث يحاولون في «بكائية» اجتماعية وانفضاضية يحاولوا أن يجرجروا الطرفين إلى مائدة حوار أو تفاوض.. يشكك البعض في قدرات الحسم الآني عسكرياً.. بل أن هناك من يقول إن «القائد قديت».. سيكون طرفاً ثالثاً في الأمر بقوته على أرض «المعركة»إان جازت التسمية.. المواطن البسيط هناك «محمد أحمد الجنوبي» أو قل «بيتر وليم بليبي» مذهولاً وهو الذي لفظ الدولة الأم مجبوراً على ضغوطات النخب.. التي لم تسترحمه في صراعات اقتسام كيكة السلطة تلك اللعنة الافريقية.. ولسان الحال انه موعود بالعودة للهجرة القسرية ما لم تسارع الأطراف المتحاربة إلى حسم الأمر سريعاً لصالح الحوار والتفا وض..

«صديقتي» الجنوبية التي تغيرت لغتها معي بعد الانفصال من نبرة ناعمة إلى بعض صلابة وجفاف باعتبار انها قد أدركت انني في زمرة المستعمر الذي تحررت بلادها منه.. رغم كل شيء لم أحس للحظة أن ما يجري الآن في الجنوب الا شراً على هؤلاء الأبرياء فهم في دولة خبرتها مرتكزة على الصراعات والدماء وفطرية الانتزاعات وفقه الغابات رغم ما يحفها من احتفاء عالمي كان يمكن ان يجعلها دولة مستقبل.. تستقبل القادمين إليها حتى من الدولة الأم.. لكنها دولة تأبى الخروج من عباءة الدينكا والنوير والشلك والاستوائيات و.. و.. والقبائل الأخرى.. انها القبلية التي تفرض هيبتها عندما تغيب معايير الدولة الحاسمة.

٭ آخر الكلام

التوافد للدول أو منسوبيها إلى جوبا يقول بأن هناك أكثر من احتمال للتأثير الدولي على الأمر.. ولكن بالنسبة للإطار العام فإن دولة جنوب السودان هي امتحان حقيقي للقارة السمراء.. وباباً للتدويل وأكثر من ذلك لأن جوبا رائعة.

مع محبتي للجميع

سياج – فدوى موسى :صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]