[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]عبدو محتار[/ALIGN]
كثرت علي (عبدو) التصاريف والأحداث فتارة ينظر بعين السياسة المضطربة الى ما يجري فيعمد بعدها لتغيير زوايا بؤرة العدسة الى دنيا المباحثات والمفاوضات, فيكتشف أن بلاده غارقة في (اللت والعجن) داخل مواعين الخلاف والاختلاف والاتفاق والسردبة أحياناً فشخصية (عبدو) عاطفية في مكوناتها العميقة تتشبث بالأمل في هدوء الجو العام واستقرار الحياة عمومها.. نظر (عبدو) الى التلفاز فشاهد ذلك السيل من الحركة الدؤوبة على صالات المباحثات وقيام وقعود المفاوضين, وازدهر وتفاعل (عبدو) مع أحلامه الوردية بأن تحل معضلة (دارفور) عبر هذه المفاوضات الأخيرة, ولكنه أحس انه لم يستطع أن يتبين خيوط الأشياء هل ستؤدي الى درب الحوار الجاد أم أن تسلسل الوضع يدور في حتمية وقدرية الصراع المفرغ الدوائر وعندما لم يفهم خلاصة المشهد عمد الى تغيير القناة لأخرى تمتلئ جلبة وضوضاء و(كليبات) تشد النظر بحركات (البهلوانيات) التي تحفل بها دنياوات القنوات وحتى لا تلحظ صغيرته إحباطه المتنقل عبر الفضائيات أخفى القناة الى أخرى جادة أكثر مما يتطلبه مزاج وهوى أهل داره, أخذ يخلط ما بين مداعبة الصغيرة وأحلامه المتغولة في الأعماق بالمستقبل المتقدم, وعندما غم عليه المشهد العام تصايح بأعلى الصوت (العشا يا ولية) ولم تكن الولية بذات الوتيرة المتحمسة بالدوائر المتسعة لنطاق الحالة العامة والمزاج الأكبر فقد (تبرمجت) على حدود إطار البيت إدارته-نظافته- واعداد الوجبات والمجاملات الاجتماعية ولكن ما تجلبه القنوات الفضائية من أخبار ساخنة لا تهمها كثيراً بذلك يكون (عبدو) قد تغيب عن حدود وسياجات المدام المنحصرة تماماً في فلك راحة وهدوء وتحسين أوضاع العائلة, ولأنه أحس أن المدام (فرايحية) جداً ولا تحب (التكشيرة) لجأ اليها لتحيل حالة (الربكة) التي تحاصره من اتساع أحلامه المختلطة ما بين الوضع الخاص والوضع العام, اكتشف فجأة انها ليست بالبعد الذي تخيله عن دنيا السياسة والتنظير عندما ابتدر افتتاح (ونستها) معه قائلة: (أها يا أبوهند دايرين نتفاوض في موضوع مدرسة هندوية) فعرف أن المدام دخلت في فلك التفاوض, وبعد قليل دفعت إليه بكلام (كبار كبار) عندما قالت له (يا أبوهند تعال نحدد الأطر والطرق الممكن نخطط بيها لثلاثة أعوام عشان نقدر نتم بناء قطعتنا) فعرف أن المدام بدأت في وضع الخطط الثلاث وعندما قالت له: إن (الوضع الراهن ظروفنا الاقتصادية تحتاج لدعومات من ايجار بيت والدته..) عرف انها عرفت الدعم اللوجستي وآثار الأزمة الاقتصادية فازدادت حيرة (عبدو) ما بين تشابك الخاص والعام.
آخر الكلام: لم تنفصل تفاصيل حياة (عبدو) عن مرامي ما يأمله في داخل (حوش) عائلته وما يدور في المحرابات العامة ولا فكاك البتة..
سياج – آخر لحظة [/ALIGN]