جديرون بالشفقة

المرور من امام المستشفى الكبير مرهون بالتصادف الكبير مع اعداد هائلة من حاملي الروشتات وهم يشكون عدم القدرة على شراء العلاج.. دس بعضهم الجنيهات في ايدي بعضهم بعد استفتاء الضمير بانهم جديرون ببعض المساهمة.. تجاوز الاشارات الحمراء وتدافع الباعة المتجولين في رزم عالي «لملص بعض معروضاتهم عندك» تبدأ التفاهمات حول السعر بمبالغ عالية لتنتهي عند فتح اشارة المرور الى أقل من نصفها.. النسوة في شوارع العاصمة تحت بند الاضطرار للبحث عن الرزق يتحلمن «رذالات البعض» وهم يشترون منهن «سلعتَّي» الشاي والقهوة بعد ان يستفرغون امعاء فهمهم للحياة في كلمات بالية وسخيفة وربما متجاوزة. المارة يمارسون «بَلْه الحياة» فمن يتحرك في ايقاعات جادة ومن تحس انه بلا واجهة أو مقصد أو حتى هدف محدد.. السابلة والقاصدة كأنهما غير واصلتان.. الطريق محشو بتفاصيل بائسة.. الكل يحاول أن يحرر صكاً ليومه.. المواقف.. تزدحم بالواقفين والواقفات وفي بؤس البؤس يمارس البعض «الرذالة والدَّمامة» فمن يتجرأ ويمد يده ويخطف «شنطة الآنسة المحزوقة الملابس» أو يخطف «موبايلها» ويفر ولا أحد يوليه اهتماماً فقد صار أخوان البنات واصحاب المروة باردين كما الخواجات، فالأمور لا تعنيهم أو تحت بند وفقه «ليه ادخل نفسي في برنامج جرجرة وسيبك يآخ» الصعود الى جوف المركبات العامة عند الذروة يستعصي على نساء العاصمة الحضارية حيث تجاهد «اخوات نسيبة» ضد بعض رجالات المروة والنصرة على أبواب المركبات حتى ان هؤلاء البعض من الرجال لا يجدون حرجاً في ازاحة النسوة جانباً بكل وقاحة واقتدار ثم لا يجدون في الأمر اي غضاضة.. بل يمكن ان ينافح هؤلاء بأيديهم ولسانهم.. دع عنك بعض الممارسات السالبة التي يجد فيها بعضهم ضالته.. ثم الهبوط الى المحطات والتعرض لبعض المضايقات التي تلازم بعضهن خاصة صاحبات المظهر المميز «سلبياً» من لابسات المحزوق والذي يكشف اكثر مما يستر.
دعنا من كل ذلك وفي جوف الجوف في المواقع الاخرى تتبدى بعض الجنوحات لتفكك لا يدركه الا من يقرأ صفحات الجريمة بعمق وتركيز.. حيث يسوح «ابليس مع غنم الناس» في سلاسة وتماهي.. قتل.. ضرب.. اغتصاب.. سرقة وانحرافات نفسية متجذرة.. بعض المناطق الطرفية باسمها ورسمها له ميزات التخندق في ألوية جرائم بعينها.. ثم نظرة «لديموقراطية» العاصمة التي تتحول رويداً رويداً تحت وطأة العابرين الينا بلا شرعية أو أحقية.
آخر الكلام
مسح ميداني عميق لواقع الحياة الآن يقول إن حالات من التوجس تصيب الناظر بعين الحنو والأمل.. كثيرون هم الجديرون بالشفقة في هذه البلاد حتى وإن كانوا أقوياء..
مع محبتي للجميع
سياج – صحيفة آخر لحظة [/SIZE][/JUSTIFY]

