أبشر الماحي الصائم

أحلام الرفاق


[JUSTIFY]
أحلام الرفاق

مدخل أول.. هاشم صديق
أذن الأذان
وحنصليك يا صبح الخلاص حاضر
ونفتح دفتر الأحزان
من الأول إلى الآخر
ونتساءل منو الكاتل منو المكتول
منو الربحان منو الخاسر
*مدخل ثان.. أحمد مطر
عودنا الدهر على تعاقب الفصول
ينطلق الربيع في ربيعة فيبلغ الذبول
ويهجم الصيف بجيش ناره
فيسحب الزيول
ويعتلى الخريف مد طيشه
فيدرك القفول
ويصعد الشتاء مجنوناً إلى ذروته
ليبدأ النزل
أقول لكل فصل دولة لكنها تدول
*متن أول… ورق الفلين
أحتاج هذه الايام أن استدعى كثيراً هذه العبارة من مرقدها الشريف، وهي قول أحد الإخوة الجنوبيين بين يدي الانفصال (الاستقلال) لا فرق، قال “إن الشمال بالنسبة لنا كورق الفلين الذي يوضع بين ألواح الزجاج حتى لا تتطاقش وتتكسر”. مع العلم والحديث لمؤسسة الملاذات الآمنة، لم ولن يستنكف الشمال أن يقوم بدور الفلين طالما كان ذلك يعصم إخواننا هؤلاء من الاصطدام، غير أن بيوت الزجاج هي التي اختارت التخلص من الفلين بنسبة 99 وتسعة من عشرة بالمائة، فأصبحت أحلام الرفاق بيوتاً من زجاج.
*متن ثان.. حيرة سري..
قدمت قناة البي بي سي الأخ الرفيق مصطفى سري من مدينة مانشستر البريطانية بصفة خبير في شؤون دولة جنوب السودان، فتجاوز الرجل المفجوع أتون الأزمة ومحرقتها وطفق يحدثن عن الأماني والأشواق (بأن الرفاق حتماً سيحتكمون إلى صوت العقل”، فهناك كثير من الحكماء أخي مصطفى لم يعد سراً، فهناك أيضاً كثير من الحمقى فأين قطاع الشمال ليقطع المسافة المرهقة ما بين جوبا وجونقي ما بين الانتصار إلى الفكرة والسقوط في بحيرة الاثنية.
*متن ثالث.. حراس رزق!
كان الزميل خالد عويس في قناة العربية أكثر ذكاء أم هو غباؤنا نحن لا أدري، سئل الرجل عن سياسة بسمارك الداخلية، فطفق يحدثنا عن سياسته الخارجية بمعنى أن تستعين بالمائة من تقرير الرجل المصور يتحدث عن (خسارة الشمال) على أن النفط أصبح تحت مرمى نيران الثوار!
أذكر أني في إحدى تغطيات قناة العربية الجانحة شكوت إلى رجل كبير في الحزب عدم قدرتهم في جعل هذه القناة تستقيم وترشد قال لي إن الأزمة كلها تتجسد في عداء أحد المحررين، فعرضت لحظتها أن هؤلاء الإخوان (خارج الشبكة) لأنه ببساطة أن الذي يحدد سياسة القناة هو الذي يدفع الرواتب، أما المحررون فهم (حراس زرق)، وقديماً قيل إن خادم الفكي مجبورة على الصلاة العربية يا سيدي هي (النظام الخليجي الرسمي)، فليس القصة على طريقة محرر ضد دولة من يقنع الأخ عويس أن الحرب التي تدور الآن ليست في الخرطوم ولا كسلا، إنها يا سيدي في بور والبيبور وجونقلي!
*مخرج أول
وا اسفي على جموع الجوعى والجرحى والخوفى الذين عجز الرفاق عن إطعامهم وتأمينهم لتنتهي تلك الأحلام الوردية إلى صداع حول الكراسي!
*مخرج أخير..
لا أعرف أن كانت عبارة الرفيق الصيني ماو تصلح لرفاق غابات افريقيا.. قال الرجل في أربعينيات القرن الماضي “الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفدها الأبطال وتستغلها الجبناء”..

ملاذات آمنه: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]