فدوى موسى

حبيبي يراني جنوبية!


[JUSTIFY]
حبيبي يراني جنوبية!

العشق يأخذنا في صمته المهيب قرب النيل.. لنزرع عظم المرق الذي أكلناه بعد تمليحه بالكسرة وبدرة الويكة، لعلنا في انتظار أن تصبح الحالة بذرة تنمو وتكبر لتشهد على ذلك اللقاء الآمل.. وحبيبي حينما تعجز به الكلمات يعبر عن حبه لي قائلاً «حبيبتي..انتي لي كأرض الجنوب.. نحبها.. نعشقها.. لكنها ليست لنا.. فهي لآخرين».. إذن حبيبي يراني جنوبية.. أبنوسية.. تماماً كما تبدو الآن مواقفنا من الأحداث الجنوبية.. نعشق أرضها ولا نملك لها من أمرها شيئاً.. والوقت تتسارع ساعاته لنهاية عام واستقبال عام قادم، كل الأماني متداعية وحاضرة.. الحب الأحداث الدامية هنا وهناك.. الوجوه البريئة، ودماء ذلك الطالب بزيه المدرسي وهو صريع الأحداث السبتمبرية.. وصورة وصورة لا تحتمل واقعاً ومماثلة ودنيا ودنيا.. وأنا أحتفي بأيامي الماضيات واتعشم في الغد.. أعد العدة والزاد لرحلة جديدة لا أعرف حدودها.. ولكني فرحانة أن حبيبي يراني جنوبية.. والجنوبيات «جميلات وفاتنات» إذن هو مفتون بي وأنا سعيدة لهذا الافتتان.

٭ هديتك عندي..!

حبيبي على خواتيم العام.. والناس «المتفائلون» قد ابتدعوه موسماً للهدايا وقالوا الحب مربوط بالهدايا.. اسألك سؤالاً بريئاً «ماذا ستهديني هذا العام».. قارورة عطر باريسي أم دب وردي.. أم خاتم قلب ذهبي.. لا تقحمني بمقدمة بؤس اقتصادي و«تركب مكنتك الكبيرة» مدعياً أن البلاد تمر بظرف اقتصادي، وأنه لا بد من التقشف فتهديني بموجب ذلك بعض السلع الغذائية.. أو كرتونة «جدب المشاعر» الحاوية على العدس والشاي والبقوليات.. أخرج من هذا القمقم.. طور مشاعرك نحوي.. أهديني شيئاً مختلفاً.. لا.. لا.. لا تقل وردة أو ذلك الثوب الأحمر مع البنفسج.. أهديني شيئاً مختلفاً.. «أقول ليك قولة.. أهديني كلمة» أرددها في خاطري ألف مرة وأنا أجابد الشوك والحسك من الطريق.. قلها ولا تبالي فقد صار الرجال يقولونها ولا يبالون.. وأنا أعشق أحياناً هذا المقام الغريب.. ولا تسألني أي سؤال لأن هديتك عندي.

٭ وجهك صبوح

لا استحسن التقاءه.. فقسماته قاسية ومحتوى نظراته مفلس إلا من بعض وميض الغل والغلواء.. لا أظن أن «الخالق» قد حرمه من جمال لا يبديه إلا مضطراً.. ذات العيون الغاضبة يمكن أن تقول غير ذلك.. فهي قادرة على الرمق بود فارط ومحبة مكنية في الجوى.. فإن كان بالإمكان أن ينظر إليّ بزاوية أفضل وروح تفاؤلية ففي تلك اللحظة تستحق مني عبارة «وجهك صبوح».

٭ آخر الكلام

في دنيا المحبة يبدو الجمال خلاف ما يراه الآخرون.. فالمحبوب بعيني الحبيب دائماً اشراق وإصباح وإن بدت منه بعض قسمات مخالفة.. عام مفعم بالمحبة شمالاً وجنوباً.. ازرعوا ذلك الأمل ولا تقولوا إنها تقاوى غير صالحة.

مع محبتي للجميع

سياج – صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]