الطاهر ساتي

الدار ليست …( كل الحل ) ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]الدار ليست …( كل الحل ) ..!![/ALIGN] ** أنا أول مرة أزور هذه الدار، رغم أنني أزور هذه المنطقة كثيرا، حيث لى فيها أهل وأصدقاء ..هكذا تحدث السيدرئيس الجمهورية عقب زيارته لملائكة المايقوما ، وبعد أن قضى معهم وقتا طيبا يوم الأربعاء الفائت ، وسط حفاوة أهل الدار وبراءة أطفالها – حفظهم الله ورعاهم من كل سوء وشر- وأحسب أن حديث الرئيس يعد بمثابة عتاب غير مباشر لمن حوله من المستشارين وغيرهم ، حيث كان – ولايزال وسيظل – عليهم واجب تخطيط وتنظيم زيارات لسيادته وللسيد النائب الأول والسيد النائب إلى مثل تلك الدار وغيرها..وهى الأمكنة التى تدثر يتامى التاريخ بالرعاية والعناية ، وكذلك هى الأمكنة التى تأوى أخطاء المجتمع ..ونأمل أن تفتح تلك الزيارة الطريق للآخرين ، وزراء وولاة وكل أهل البر والإحسان ، نعم يجب ان يتحمل الكل – قيادة وقاعدة – المسؤولية ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة أو مسح شعرة تجاه هؤلاء الصغار الذين لاذنب لهم فيما هم فيه ، بل نحن الذنب ما لم نبسط لهم جناح الرعاية ..!!
** وبصدق تلك الأرقام التى خرجت من الدار عقب الزيارة ، أرقام مزعجة ..قالت الإحصائية : تستقبل الدار ما بين ستين إلى ثمانين طفلا كل شهر،أى بمعدل يتجاوز السبعمائة طفل كل عام .. هكذا تحدث البعض عقب زيارة الرئيس ،وأتمنى صادقا أن تكون أرقامهم مجافية للحقيقة والدقة .. وعدم دقة هذا النوع من الإحصاء وارد وغير مستبعد، خاصة حين يليها ذكرا أو طلب للميزانية المطلوبة لتلافي ما فى الإحصاء ..وسبق ان وثقت الصحف أرقاما سابقة للبعض فيها قدر من المبالغة الفلكية ، وكان المقام يومئذ مقام توزيع الميزانية .. ولا أعني فقط حكاية الكم وأربعين فصيلا مسلحا التى قيلت فى البرلمان قبل عام ،وكذلك لا أعني حكاية أرقام مؤتمرات الإيدز التي تخاطب المنظمات الدولية كل عام ، بل هناك أرقام أخرى كثيرة ومثيرة وخطيرة تخرج من الأفواه بلا أية دراسة أو أحصاء ، تطلقها الأفواه في لحظة فيها العيون تحدق في خزينة ميزانية عامة أو القلوب تخفق حول مسؤول عام ..!!
** المهم ..أيا كانت تلك الإحصائية ، صادقة كانت أومبالغة ، فإن وجود مائة طفل – ناهيك عن سبعمائة – بدار من دور اليتامى ، يجب أن يشغل الناس والولاة بالبحث عن معرفة الأسباب وإيجاد الحلول ..الدار ليست حلا ، حتى ولوسلمتها الدولة كل ميزانيتها وميزانيات الدول المجاورة كل عام ..ولكن الحل هو : تخفيض أعداد أطفال تلك الدار وغيرها كل عام ،حتى نصل عاما لا تستقبل فيه الدار ولا طفلا واحدا لا في الشهر ولا في العام ..تشجيع الزواج المبكر قد يكون حلا ، وذلك بمحاربة العادات الضارة التي تصاحب مراسم زواجنا ، وقبل تلك المحاربة توفير أبسط مقومات الحياة الزوجية للشاب ،وهي الوظيفة التي تؤمن له بعضا من هواجس ما بعد الزواج ..!!
** وتشجيع الشباب على الزواج بدون توفير فرص عمل يواجهون بها الحد الأدنى من العيش الكريم ، يعد بمثابة دعوة لهم بأن يرموا بأنفسهم في عالم مجهول ..وكذلك الحل في بث الوعي في المجتمع بلا حياء أو توجس ، ولا يزال في الخاطر صدى المقترح الذى أقترحته وزيرة الصحة في البرلمان لمكافحة الإيدز ، وللأسف الصدى لم يكن إيجابيا في البرلمان ، حيث البعض ذهب به الظن بأن المقترح دعوة للرذيلة ، بيد أن المقترح كان دعوة للحد من مخاطر وآثار الرذيلة ..!!
** وعليه ، أمام أمر كهذا يجب على الكل أن يلعب دورا إيجابيا وفق تخصصه وموقعه ، للشيوخ والعلماء وكل رجال الدين دورهم الدعوي في نشر تعاليم الدين الحنيف والقيم الانسانية السامية ، وللأساتذة في المدارس دورهم التربوي ، وكذلك لمنظمات المجتمع والأندية والاتحادات والروابط الشبابية والطلابية دورها التثقيفي بنشر الثقافة المكافحة والوعي المضاد للآثار والمخاطر ..ومحزن جدا أن تقول ذات الإحصائية : إن هناك أكثر من 200 طفل يرمون في الشوارع والأزقة المظلمة تنهشهم الكلاب الضالة ..بتلك الحقائق المؤلمة يجب أن نواجه هذه القضية ..بإحساس أنها قضية لا تمس فقط الفاعل والفاعلة واليتيم ، بل بأنها قضية تمس الجميع ..والكل شركاء في إيجاد حلولها ..الله الموفق ، فتقربوا اليه بالبر والتقوى ثم بالعمل الذي ينفع …( مجتمع البلد ) ….!!
** خارج النص :
* سردت لك الخميس الفائت ، صديقي القارئ ، مأساة الأخ سالم موسى وزوجته عقب اختطاف مولودتهما ذات الاسبوع من عمرها من مستشفى الأبيض الخميس قبل الفائت.. بفضل الله ثم بجهد مقدر من شرطة محلية شيكان ضبطت الشرطة المتهمة صباح أمس ومعها المولودة بعد 9 أيام من البحث..والمولودة بخير وعافية كما أبلغني والدها ظهر أمس سعيدا وشاكرا شرطة شيكان ..الحمد لله من قبل ومن بعد ..ثم التقدير لشرطة شيكان على هذا النجاح الذي أعاد البسمة والفرح للام والأب اللذين عاشا أسبوعا ونيف فى بحر الحزن والتوجس والصبر الجميل ..وصدقا إن الله مع الصابرين ……
ساتي
إليكم – الصحافة الاحد 22/02/2009 .العدد 5623 [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. وهكذا عهدنا فرق البحث والفريق الامنى بمحافظة شيكان ولكم كل التحايا وللامام
    😉