مسيرتنا الظافرة
نشرت صحيفة (الرائد) الغراء قبل بضعة أيام خبراً مثيراً في صفحتها الأولى عن هروب شخص من ميناء بورتسودان إلى ميناء (جدة) بالمملكة العربية السعودية وفي معيته (خمسون) غزالاً.. وأكرر بلغة الحساب.. (50).. وإذا شئتم مرة ثالثة باللغة الانجليزية (fifty) .. حتى لا يعتقد أحدكم إنني أخطات في كتابة الرقم!
* (خمسون) غزالاً صادها هذا السائح وهرب بها إلى المملكة العربية السعودية، حسب الرائد، ولم أقرأ حتى الآن نفياً للخبر، أو تعليقاً عليه من الجهات المختصة!! وأقول ( لم أقرأ) لأن الجهات المختصة ربما تكون قد ردت، ولكن لم تتح لي فرصة الإطلاع على الرد، وربما تكون قد (صهينت) أو (طنشت) أو ردت بالحبر السري.. الذي لا أملك أمكانية الإطلاع على مايكتب به!
* وبعيداً عن هذا الخبر، ولكن قريباً من مضمونه، فقد وصلتني عبر البريد الالكتروني مجموعة صور فوتغرافية تعكس الانتهاك الكبير للبيئة والحياة البرية، ممثلة في (الغزلان) واصطيادها خارج الأطر القانونية التي تسمح بذلك.. وهي مأساة حقيقية سأعمل بإذن الله لتجد طريقها إلى القارئ والرأي العام عبر نشر هذه الصور لصحيفتنا في أقرب وقت،لأنني لن أفلح مهما كتبت ودبجت المقالات في توضيح هذا الواقع المأساوي أكثر من الكاميرا التي التقطته وضبطته!!
* ويقودني الخبر الذي نشرته الزميلة (الرائد) والصور الإلكترونية التي اطلعت عليها للسؤال.. (لماذا يحدث هذا وكيف يحدث هذا.. ولماذا نسمح أو يسمح القانون السوداني بهذا العبث في بيئتنا والحياة البرية التي تعيش فيها؟!)
* لا أريد أن أدخل في تفاصيل أو معلومات يعرفها الكل عن (التوازن البيئي) وخطر انقراض الحياة البرية واختلال التوازن البيئي على الحياة، والنتائج الضارة للأفعال الضارة بالبيئة والحياة البرية مثل الصيد الجائر وقطع الأشجار وإزالة الغطاء النباتي.. ومن الأمثلة التي تقف شاهداً على ذلك.. حظيرة الدندر في شرق السودان التي كانت ذات يوم من الحظائر المعروفة على نطاق العالم بتنوعها الاحيائي الفريد، وصارت الآن (شبه صحراء) بعد أن ماتت الحيوانات أو هربت وتراجعت نسبة الأمطار بسبب القطع الجائر للأشجار، والصيد الجائر!!
* ومن المؤسف ان تستمر هذه الأفعال الضارة تحت أبصارنا، بل وبموافقتنا وتشجيعنا وسماحنا بإبادة الحياة البرية تحت مسمى (السياحة).. والسياحة بريئة من ذلك، ومن أفعالنا وسلبياتنا!!
* لا أدري كيف يسمح القانون، أو (اللوائح) لقتلة الغزلان بالدخول إلى بلادنا، بل وتقديم التسهيلات التي تساعدهم على القتل والتدمير والإبادة .. والهروب؟!
* في كل أنحاء العالم، بل وفي البلاد التي يأتي منها هؤلاء (السياح).. فإن قطف وردة واحدة، أو ارتداء حذاء مصنوع من جلد حيوان بري، جريمة يعاقب عليها القانون وبأقسى أنواع العقوبات، فكيف نسمح لانفسنا أو غيرنا بكل هذا التدمير.. لدرجة أن سائحاً واحداً يصطاد خمسين غزالاً، ويهرب بهم على عينك يا تاجر؟!
* لماذا نقسو على انفسنا وبيئتنا وحياتنا إلى هذه الدرجة؟! وإلى أين نحن سائرون؟!.
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1178 2009-02-22
كيف مع الواسطات يا استاذ نعمل معاها شنو …
ياريت تفتح لينا موضوع ((للواسطات)) الحاصلة في البلد …
ولو ما عندك واسطة تموت دش 😡 😡
مع العلم أن الذي نقل الغزلان إلى دياره ممنوع اصطياد ارنب قاعد على كرسي عندهم …
انها جريمة بكل المقاييس، والمتهم الاول هو نحن وليس الذين يستبيحون بلادنا. يا عيب الشوم