أبشر الماحي الصائم

ثلاثية الموت البطئ


[JUSTIFY]
ثلاثية الموت البطئ

الأخ أبشر الماحي الصائم

تحياتي..

شكراً جزيلاً عن نشر موضوعي (تقاوي في الذاكرة) تحت إشراف عمودك المقروء ملاذات آمنة وثنائي على رسالتك على تلفوني.

ومن بين تخوم الذاكرة الصدئة وإشراقات المستحيل المفضي إلى الزهد في محاولة استرجاع عنفوان الماضي الموسوم بالتفكك والرؤى القاصرة استمحيك عذراً أن أدلف إلى بوابة الاستقراء والترصد والتربص محاولاً بمجازفة محفوفة بمخاطر عدم الاقناع وصعوبة الارتقاء إلى مصاف الشعراء وكتاب المقال، دعني أضع بين يديك مجموعة كتابات سمها محاولات أخيرة في مجال الشعر (المسادير) والحكي (المقال الاستراحة) علها تجد منفذاً إلى اليوم التالي ليبدأ طريق التواصل بيننا وقراء اليوم التالي المميزين من دون قراء الصحف والإصدارات الراتبة في عودة بعد أن توقفت عن النشر بالأيام عام 77 وقلب الشارع 2000 والأرض الواعدة 2011 وجداريات جامعة الخرطوم (آخر لحظة) 1975 و(آفاق) شمبات 1976 وكلمات بشمبات 1977.

“ثلاثية الموت البطيء”

بقلم: جعفر حسن الشريف

الهدام.. التصحر.. المسكيت..

الشمال هذا الغائب الحاضر في الوجدان، خزانة المعرفة وبوتقة الحضار ودهليز الآثار، رنة الطمبور وعطر الكلام الجميل وبكائية السفر الطويل لاغتراب والهجرة والنزوح، السرطان والنفايات وصحراء الذهب والطلل البالي..

ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل

وتلك الأيام الخوالي

حيران يفتش للكلام

حران ومنتظر الغمام

حردان وناقصن السلام

زعلان مفارق الابتسام.

يا أهلي في السافل من حجر العسل لي حلفا ومن وادي بشارة لي قرية أخونا المرحوم فتحي خليل.. شنو الناقصكم غير تتاوقوا بالشباك لو كان شباكن لسع ما قفلتو الرملة وبابكم ما خل سقاية الحلة الغادي وحتى زريبة البهم الفي طرف الحوش الرملة ملت أركانا والسخلات بيجضن كايسات الموية ودايرات المرقة من دي الزنقة، وعوينات الشفع الحصحاص قددها خلاص.. وحتى الشدر الكان بيحت واقف يابس مات تقول ما كان يسهو أساس.. ولسه الزحف منشري وماشي وماشي وبكرة النيل الكان بي يتسب ونهر الابترا يصبح مافي يجوا احفادكم يقلبوا في الكراسي يقولوا كان عندنا نيل كانت سيدون وكان كدباس، إن عندنا ناس الرملة انشرت زحفت في الوديان والحوش الكان مليان بالنيم الليلة صبح عريان والبلد الكانت خدرة وسترة رحلوا منها أولاد وفاتوها العربان.

يا ما كان نخل الباوقة في قيفة النيل شايل اصفر.. أحمر.. عجوة قنديل ورطباً زي السكر.. جا الهدام قلعوا وجدعوا جوا الموية وحتى البرسيم راح في شان الله ما بتتذكر والجدول ذاتو اتماص بي سبب الهدام وشوية شوية جزيرة ارتولي جوا الموية وجناين شندي نسوها خلاص.. الموية اتقطعت من ترع الري في الحصا وجاد الله وفي الزيداب المسكيت قفل كل الشرع ونحن بدون إحساس دي الحالة الما بتتشكر يا أهل النيل سوولكم في الحيكومة وزير للزحف الاخضر وختولكم للهدام مجلس مهتم والمسكيت جيبولوا خبير من ناس بربر وازعلا مني لو تاني نضم.. ولو سمعتوا كلامي بكرة الهدام بخلي وطاتكم موية والرملة تتم الناقصة تسوي أرضكم بور والمسكيت بيزاحم للوابور.. السقاية تغطي بيوتكم صد والجيل القادم ما برحمكم السودان حتتقص منو ولاية النيل.. والنيل ما برجي سمحكم بيفوتكم فر لا غنايكم بيطرب لا طمبوركم بيضرب لا دلوكة تدق لا فرسان بيعرضوا لا جنيات بتدقوا يبقى مواطن مواطن النيل خسران قرفان لا سد مروي بفيد لا حتى الخزان بيسد الفرقة وتبقوا فقدتوا مسوركم وتبقوا بي اصبعكم طبزتوا العين الواحدة ومديتوا القرعة شاحدين للقمحة.. حبيبة العيش من ناس غيركم..

ما تقولوا الغربة دي دايمة ماريالات المملكة صبحت صعبة دايرة اقامة وخبرة شهادات والهاجر عامل كايس الرجعة ومالا قيلوا طريقة اتمقلب اخر العشرة الصياعة كان أخوك حلقولوا أسرع بل رسك ما تقول دايمة لو كان دايمة ما كان جات للولدة النايمة يسفسفوا ما قايلين في قيامة قايمة وفاتت ناس دارسين حافظين عارفين لكن زينين ما بسوا الشين عايشين بالدين زاهدين في المال العام وفي حق المسكين لسع في بيوت الطين..

هامش..

سافرت مرة مع خواجية اسمها ايمي كروز لجبل البركل للوقوف على مسقط رأس الأديب الأريب الطيب صالح وشاهدت السقاية في الكاب ولما عندنا للخرطوم من الكاب، أبوحمد، شريك، عطبرة، كتبت شعر عامي بالانجليزي اترجم لكم منها

كلام ايمي الواعية ماها لئيمة لامجنونة

في طرف البلاد شفت البلاد مدفونة

السقاية قهرت للمشاتل بي منقتا وليمونة

وجناين الموالح الرملة قلبت لونا

في الكاب جزمتك تربطها في الكراب

وهدومك تقوم مليانة شوك وتراب

زحف الرمال بي سمكر الأبواب

مو كوريك دا شيتاً كبوابي قلاب

يا جعفر اخي سلم على الأحباب

ملاذات آمنه : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]