أبشر الماحي الصائم

عذراً ود الرضي


[JUSTIFY]
عذراً ود الرضي

(من الأسكلة وحلا) هذه القصيدة الوطن، أو قل القصيدة الجراح رأيت أن أغوص في أعماق الانترنت لأستخلص المدن الجنوبية الجريحة النازفة ونعيد قراءتها في سياق تلك الرحلة التاريخية والتي لم تكن بحاجة إلى جواز سفر..
زاد من بعدك الانكال
قلبي الفي الهموم انكال
شاطري العاصمة يا ملكال
هنئاً حان وفد زهاك
الرنك احتفل ببهاك
يا كاكا الحبيب طلاك
بعد زاد نفوسنا هلاك
يا ملوط حليل نزلك
يا زمن الطرق نسلاك
من دم الهم ما بنجا
حبيبي الليلة في تونجا
يا خالق الخلق تنجا
تركاكا حلن العنجا
البدر الخف الانجاف
اليوم شرف الرجاف
*هذه مواسم الأزهري ومراسم ومواجع شاعرنا ود الرضي كما مقولة ذلك الفارس (اليوم نبكي كالنساء ملكاً لم نحافظ عليه كالرجال) هي تراجيديا (صحن الصيني) بكل بكائياتها فقد قال الازهري يوماً (تركت لكم بلداً كصحن الصيني لا فيه شق ولا فيه طق)!
*سيدي الزعيم الأزهري وأنت في مرقدك الشريف والآباء المؤسسون للاستقلال نعتذر اليكم اليوم، فاليوم نرفع رايات اخفاقنا واعتذاراتنا، فلم ينكسر (الصحن) فحسب، بل لقد نكسر المرق واتشتت الرصاص وانهد الركن الكان بلم الناس.
*كما سميح القاسم الشاعر الفلسطيني الراحل الذي قال يوماً نحتاج لسنين باكملها لكي ننقي الشعر الفلسطيني من الحجارة ولا أعرف كم سيحتاج السودانيون شمالاً وجنوباً لفرز المدن وتصنيفها حسب أدب الانفصال وهي مهمة شاقة جداً.
*من يستطيع أن يفصل هذه المدن السودانية التي غزلها شاعرنا ود الرضي في قصيدة واحدة، لما كان الجرح والقصيدة والوطن واحد، يوم يرتحل الشاعر من الأسكلا على ضفاف النيل الأزرق إلى مدينة الرجاف لا يخاف إلا الله وبعض النقاد على شعره.
*لما كان الشاعر والناقد الضخم العباسي يبدي بعض الملاحظات على هذه القصيدة قال لهم ود الرضي يومها (أنا وصلتها الرجاف أعيدوها إلى الخرطوم)!
ولا أعرف ماذا كان سيقول ود الرضي لو أنه بين ظهرانينا (وتركاكا) وأخواتها ينزفن في هذا الشتاء الساخن!
*(عاد لا حول لا قوة ) والحال هذه يفترض أن تبكي (الكوه) ملكال والرنك وأن يبكي (عشاء القطينة) وليلها الشفيف تنجا والرجاف فلا يعقل أن تزيح مدن أعالي البحار ولا تتداعي لها مدن (بحر أبيض) القريبة والبعيدة.
*عزيزنا ود الرضي طيب الله ثراكم فاليوم ربما يحتاج شعراؤنا إلى (تأشيرة عبور) أن أرادوا الدخول في مغامرة شعرية بين شطري السودان الجريحين، فلقد تقاسمنا النفط والجغرافيا والتاريخ وحتى الديون الخارجية بينما بقيت (قصيدة الأسكلا) وحدوية في أزمنة التجزئة ولا أعرف إن كان القوم سيعلنون عن (مفوضية أدبية) أم لا تفرق بين مدن هذه القصيدة الوطن وإن لم نستطع ولن نستطع سيظل هذا الانفصال سياسياً!
*مخرج.. بالتأكيد لن تحجبنا (عشرات التصاريح) اللئيمة التي نحفظها (لصناع الانفصال) عن معاناة ملايين الإخوة الجنوبيين الأبرياء والمدن النازفة حكاية تصلح لها مواساة دمعي للثياب بلا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ملاذات آمنه : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]