تحقيقات وتقارير

ما أشبه ليلة جبال النوبة بأمس الجنوب

[JUSTIFY]هل يحتضن المؤتمر الوطني عنصرية “جلاب” بدلاً عن تهريج “عرمان”؟؟
عندما وقعت الحكومة على اتفاقية السلام 2005م مع الحركة الشعبية وبعد فاجعة رحيل د. “جون قرنق” التي هزت الدنيا وكتبت السطر الأول في قصة انفصال السودان إلى دولتين.. كانت الحركة الشعبية تيارات متصارعة على الزعامة.. تيار السودان الجديد أو (أولاد قرنق) من دعاة وحدة السودان، لكن بشروطهم هم وطريقتهم ورؤيتهم.. وتيار آخر هو تيار الذاتية الجنوبية الجانح إلى الانفصال والرافض لمبدأ السودان الجديد فكرة ومضموناً.. ومن سوء حظ البعض وحسن الآخر أن صعد القائد “سلفا كير ميارديت” لرئاسة الحركة، وهو من غلاة الانفصاليين الذين يبغضون كل شيء شمالي حتى رؤية الحركة يعدّونها مثاليات لطموحات “قرنق” الشخصية التي تتعارض مع مصالح الجنوبيين.. وفي الخرطوم كان خيار المؤتمر الوطني الذي اختارته له النخبة الأمنية والعسكرية وبصمت عليه القيادة الفكرية والسياسية إن وجدت التحالف مع تيار الذاتية الجنوبية ودعمها وسندها، وبذل كل جهد لإضعاف تيار السودان الجديد وخوض حرب لا هوادة فيها لإقصاء التيار الوحدوي من المشهد التنفيذي والسياسي، وتسخير الآلة الإعلامية الحكومية والخاصة لدعم “سلفا كير ميارديت” ومن معه من الانفصاليين، وخوض معركة تكسير العظام في مواجهة الشماليين داخل الحركة الشعبية، حيث تم إقصاء “ياسر عرمان” والحيلولة دون دخوله القصر، ورفضت قيادات نافذة في بادئ الأمر دخول د. “منصور خالد” القصر مستشاراً، وكذا الحال د. “لام أكول”، وحاولت تلك القيادات أيضاً رفض تعيين د. “بيتر نيوت” الذي أصبح فيما بعد وزيراً للتعليم العالي.. وتم التضييق على الأمين العام للحركة الشعبية حتى غادر كرسي وزير شؤون مجلس الوزراء.. إضافة إلى الحملات الإعلامية التي تحملت وزرها صحيفة (الانتباهة) في عهدها الأول وهي تنهش في لحم وعظم اتفاقية السلام من خلال إستراتيجية تطفيش الجنوبيين وإرغامهم على التخلي عن أي توجهات وحدوية بإثارة النعرات العنصرية وتوظيف أي منبر في الإساءة للجنوبيين كبشر لا الحركة الشعبية كتنظيم.. وفي ذات الوقت التشكيك في الذين وقعوا اتفاق السلام من الشماليين ووصفهم بالمنبطحين والمتساهلين، رغم أن أولئك المنبطحين هم من حققوا للمجاهدين المخلصين والشماليين العروبيين من عنصريي منبر السلام أحلامهم وتطلعاتهم، مما جعلهم ينحرون الذبائح ويقيمون الولائم ابتهاجاً بانقسام السودان إلى دولتين.. ودعم وتماهي التيار الانفصالي الشمالي مع التيار الانفصالي الجنوبي هو ما أنجب دولة الجنوب الحالية، التي لم يكن لقادتها الحاليين أية رغبة في الوحدة، ووجدوا التشجيع من المؤتمر الوطني على المضي قدماً في ترسيخ أقدامهم.. وعجزت النخبة السياسية المتنفذة في المؤتمر الوطني في إقناع الرأي العام بدواعي وقوفها ومساندتها لتيار الذاتية الجنوبية الانفصالي على حساب تيار السودان الجديد.. وهو تيار وحدوي بشروطه الخاصة.
ومضى الجنوب إلى سبيله ولن يعود.. وكما قال الأديب المصري ابن الأستاذة “فاطمة اليوسف”، مؤسس صحيفة (روز اليوسف) الأديب “إحسان عبد القدوس”: (الماضي لا يعود).. نعم الجنوب ذهب ولن يعود مرة أخرى، لكن كيف نعتبر من تداعيات ذهابه إن كانت هناك رغبة في الحفاظ على ما تبقى من السودان، وقد احتفت أقلام ومواقع في خدمة التواصل الاجتماعي (واتساب) ومنتديات (فيسبوك) بالبيان الذي صدر عن الجنرال “خميس جلاب” القيادي في الحركة الشعبية، ومصدر الفرحة والغبطة والسرور التي انتابت قطاعات واسعة بسبب البيان الذي أصدره “خميس جلاب” أنه وجه فيه انتقادات حادة للسيد “ياسر سعيد عرمان” ويصفه بأقذع الأوصاف ويهدده بأن غضبة أبناء الجبال عليه ستزيحه من مقعده.. ولم ينس “جلاب” توجيه النقد إلى “التوم هجو” ويصفه بالانتهازي الذي يريد الصعود على أكتاف أبناء جبال النوبة ودمائهم وجراحاتهم لتحقيق أهداف أخرى.. وينتقد الجنرال “خميس إسماعيل جلاب” اتفاق باريس الذي وقعته الجبهة الثورية مع حزب الأمة، ويقول إنه خلا تماماً من الإشارة إلى قضية جبال النوبة.. لكن بيان “خميس جلاب” أنطوى على مواقف متشددة وطرح نفسه كانفصالي مثل “سلفا كير” وبقية قيادات الجنوب التي وجدت التشجيع والمؤازرة من المؤتمر الوطني.. والآن فلنقرأ بيان السيد “خميس جلاب” الصادر بتاريخ 24 نوفمبر 2014م.
(بيان هام إلى جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان.. إلى جماهير جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.. وإلى الصادقين والمخلصين من أبنائنا في الجيش الشعبي لتحرير السودان.. نعلن لكم جميعاً أيها الرفاق هذا البيان.
أيها المناضلون الشرفاء.. لقد ظللتم تتابعون وتراقبون عن كثب ما دار ويدور في أروقة المفاوضات بأديس أبابا من مسرحية هزيلة بطلها الرفيق المفضوح “ياسر سعيد عرمان” ومن معه من وفدنا المتواضع الخبرات، وشهدتم كيف يتلاعبون بمصير أمتنا العريقة، ضاحكين على عقولهم وعابثين بدماء شهدائنا الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل القضية والتحرير، ونؤكد لهم أيها الرفاق بأن فشل مسرحية ألف ليلة وليلة نتيجة طبيعية وملبية لرغبات طرفي التفاوض، وقد ذكرنا ذلك مراراً وتكراراً في بياناتنا السابقة بأن الطرفين متفقان على أن لا يتفقا (فرئيسا هذه المسرحية من طينة واحدة)- القوسان من عندي- ولا يهمهما ما يحدث من موت وجوع ونزوح ولجوء ومرض وهلاك لمواطني الولايتين، و”ياسر” ومن معه في القيادة الانتهازية يستخدمون أبناءنا في الجيش الشعبي لتحرير السودان لتنفيذ أجندة وبرامج لا علاقة لها بجبال النوبة والنيل الأزرق، وذلك من منطلق الموقف التفاوضي الضعيف المتواضع الذي قدمه عن الحركة الشعبية في خطابه أمام الوسطاء عند افتتاح الجولة الأخيرة الفاشلة كسابقتها، إذ قال إن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان عبر مؤتمر دستوري ذي مصداقية، وهو الطريق الوحيد لإحداث إجماع وطني وبرنامج بناء وطني حقيقي، وأضاف إن هذه الجولة ستفضي إلى طريقين لا ثالث لهما، الأول سيجيب عن السؤال كيف يجب أن يحكم السودان، وأن نصل معاً إلى الإجابة المشتركة كأساس للإجماع الوطني والاتفاق على الأجندة المستقبلية للسودان الجديد.. والثاني هو الطريق الذي نعرفه كلنا، وهو الاستمرار في الحرب التي شهدت الانتهاكات والإبادة الجماعية وأدت لانفصال الجنوب، فالمتمعن أيها الرفاق في طريق “ياسر عرمان” يجد الآتي: أن الطريق الأول لم يذكر فيه الحكم الذاتي كمبدأ ولا حتى عملية تقرير المصير الذي يرفضه جملة وتفصيلاً كغيره من حكام الخرطوم، وقد تأكدنا من ذلك حينما وقعوا على إعلان باريس مع الإمام “الصادق المهدي” والتزموا فيه بعدم ورود حق تقرير المصير للولايتين في برنامجهم، وأكدوا ذلك في اتفاق أديس أبابا مع (7+7) أمام منبر (إيقاد)، وبذلك ينحصر الموقف التفاوضي للحركة الشعبية في الالتزام بخارطة الطريق التي وضعت في الاتفاقيتين (باريس) و(أديس أبابا)، والذي تتضمن محاوره الأساسية معالجة الأوضاع الإنسانية وحل قضايا المنطقتين ضمن إطار قومي شامل من خلال عقد المؤتمر الدستوري بمشاركة كل القوى السياسية بلا استثناء، وهنا يتساوى من يحارب ويقتل ويشرد ويعاني مع من يعيش في القصور وينعم بالراحة والاستقرار في الخرطوم ومدني وبورتسودان والشمالية.. هكذا يريدون تذويب حقوق من يحتمون في الكهوف من غارات الانتنوف والميج والمدفعية الثقيلة.. أما الطريق الثاني أيها الرفاق الذي تحدث عنه “ياسر عرمان” بأننا كلنا نعرفه، فهو الاستمرار في الحرب.. فهنا أيها الرفاق نستغرب كثيراً بل نتساءل حتى عرف “ياسر عرمان” الحرب وهو لم يقد فصيلاً واحداً طيلة عشرين عاماً من الحرب الأولى التي قضيناها في الأحراش، إذ إنه تدرج من منازلهم إلى أن وصل رتبة فريق، نؤكد جازمين أنه كان وما زال يسمع بالحرب التي يتحدث عنها كغيره من ناس الخرطوم ومدني.. أيها الرفاق من يرى “ياسر عرمان” وهو يتبجح في الأجهزة الإعلامية بتصريحات هذه سيجزم أنه مقاتل بارع في ميادين الحروب الماضية والحالية، لكننا نؤكد لكم هنا أنه انتهازي رعديد تعرفه القيادات الميدانية تماماً.
أيها الرفاق.. إن ما جاء في تصريحات إعلامية على لسان “التوم هجو” الانتهازي الآخر يثير حفيظة الثوار، فلا يعقل أن يقول إنه لا توجد مشكلة في جبال النوبة ولا في النيل الأزرق ولا دارفور، المشكلة في الخرطوم (كلام فلسفي رائع).
إذن فلماذا لا تثور الخرطوم وتحمل السلاح في وجه حكامها الظلمة؟؟ نعم الجمرة بتحرق الواطيها يا “هجو”.. لقد علمك “عرمان” الذي تسلق من قبلك الانتهازية، لأنه الآن بطل زمانه الهمام، فما مطالبته بالحكم الذاتي للولايتين بعد فشل المفاوضات إلا لمناظرة سياسية وإعلامية رخيصة لا قيمة لها، ولم تأت منه إلا بعد أن أحرجه د. “غندور” في تصريحاته التي قال فيها إن “عرمان” تحدث عن كل شيء إلا قضايا المنطقتين وهو يفاوض باسمهما لذلك استدرك وطالب بالحكم الذاتي للولايتين، ويريد في ذات الوقت الضغط على المؤتمر الوطني لقبول الحل الشامل عبر المؤتمر الدستوري بمشاركة كل القوى السياسية في السودان، وما يؤكد ذلك هو تصريح “غندور” المناظر لتصريحاته الذي رفض فيه مبدأ الحكم الذاتي للولايتين، وحدد موقف المؤتمر الوطني التفاوضي في نقطتين اثنتين هما توصيل الغذاء وجمع السلاح من الجيش الشعبي.. هذه هي حقيقة المهزلة بعينها عندما يجتمع الأشباه ليتحدثوا ويتفاوضوا ويعبروا بكل بجاحة عن ما يريده أبناء المنطقتين دون تفويض من أية جهة تذكر.
أيها الرفاق.. نؤكد لكم بأن المرجعيات المعترف بها لتفويض من يفاوض ويحدد الموقف التفاوضي هم أبناء وبنات الولايتين من خلال التشاور في مؤتمراتهما والقرارات النابعة من صميم آراء أبناء وبنات الولايتين جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ونود أن نذكركم بمقررات مؤتمر كل النوبة الأول والثاني، ومؤتمر كل القبائل، والاجتماع التشاوري لأبناء النيل الأزرق في 2002 2003م.
وجاء في الفقرة الخامسة التوصية القوية للتحالف الذي لا لبث فيه الشعب جبال النوبة مع الحركة الشعبية والجيش الشعبي خلال الفقرة بحسبان أن تلك هي الوسيلة لخلق فرصة لتحقيق عملية تقرير المصير بصورة ديمقراطية غير معوقة.. وجاء في الفقرة السابعة: حق تقرير المصير وتشكيل حكومة ذاتية لمنطقة جبال النوبة مسؤولة عنها في الفترة الانتقالية.. والسيطرة الإقليمية الكاملة على المشاريع الاقتصادية وحقوق الأراضي من حيث الملكية والاستخدام مقترنة بنشاطات التنمية المستدامة.
ونذكركم أيها الرفاق بمذكرة موقف القيادات العسكرية والسياسية لأبناء منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق التي قُدمت لقيادة الحركة الشعبية أثناء التفاوض في نيفاشا بتاريخ 9/10/2003م، وفيها رفض أبناء الولايتين مبدأ المشورة الشعبية التي طرحت حينها، بالإضافة لرفضهم البرتوكولات الأمنية، وطالبوا فيها قيادة الحركة الشعبية بالرجوع للتفويض والصلاحيات الممنوحة لها من أبناء الولايتين والتي جاءت تحديداً في طلب ممارسة حق تقرير المصير واقتسام السلطة والثورة وحقوقهم في ملكية الأرض.
أيها الرفاق.. إن مطالبة “عرمان” بالحكم الذاتي عبر منابر الإعلام دون ورودها في الأوراق الرسمية للتفاوض، الغرض منه تضليل الغافلين وإيهام القواعد بأن القيادة الانتهازية مهتمة بالقضايا المصيرية لشعبي الولايتين.
وختم البيان بالزعم بأن هناك تفاهمات بين “ياسر عرمان” والحكومة لمنح المنطقة حكماً ذاتياً فارغ المحتوى بلا سلطات ولا صلاحيات.. لذلك نناشد القواعد بالخروج عن صمتهم والتعبير عن رفضهم المتاجرة بقضايا المنطقتين في أديس أبابا، لأن ما يحدث يؤكد المزيد من إعادة إنتاج الأزمة، وأن حق تقرير المصير هو المطلب الجماهيري والحق الشرعي لشعوب الولايتين حسب المقررات التي وردت من المؤتمرات الشعبية، وسنمضي قدماً في أهدافنا التي من أجلها حملنا السلاح.. وإن غداً لناظره قريب.. والنضال مستمر.
} القائد “إسماعيل خميس جلاب” حاكم ولاية جنوب كردفان/ جبال النوبة الأسبق عن الأغلبية الصامتة في 24/11/2014م.
ذلك هو بيان “إسماعيل جلاب” الذي احتفت به بعض الأوساط فقط لأنه وجه النقد الشديد وأعلن المفاصلة مع “ياسر عرمان” وحرض عليه.
الخلاف في أوساط الحركة الشعبية قديم ما بين تيار عنصري من أبناء جبال النوبة يقوده أمثال “جلاب” ممن يدعون بأن لهم الحق في تقرير مصير المنطقة وبين تيار “عبد العزيز الحلو” الذي يمثله “ياسر عرمان”.. والمفارقة الكبيرة أن موقف “جلاب” لم يجد النقد من النخب السياسية المتنفذة، بينما وجد “عرمان” التقريع والنقد الشديد.. فهل من المصلحة التحالف مع أمثال “جلاب” والقيادات التي تقف معه وما أكثرهم في الميدان وفي المنافي والملاجئ وداخل الخرطوم؟؟ وبدأت الحكومة بسبب سياساتها التي لم تراعِ الأوضاع السيئة في المنطقة تفقد أقرب حلفائها أمثال “منير شيخ الدين” الذي قدم للمؤتمر الوطني الكثير ووقف معه في عسرته وآزره يوم (الكتمة)، لكنه اليوم بات بعيداً عنه.. وقد جرت مفاوضات مع منشقين من الحركة الشعبية أمثال “عبد الباقي علي قرفة” الذي عاد من الحركة لا ليخوض معركته في ريفي البرام ويعيد الاستقرار لها ويخاطب جماهير جبال النوبة من كادوقلي وطروجي، لكنه عاد ليبقى إضافة لسكان الخرطوم.. وفي الأسبوع الماضي جاء “محمد مركزو كوكو” بعدد من قيادات الحركة الشعبية من اللاجئين السياسيين في القاهرة بعد اتفاقه معهم على العودة.. ولكن مثل هذه الحلول الجزئية هي ما يقوي تيار الانفصاليين والعنصريين من أمثال “خميس جلاب” الذي خرج من رحم القوات المسلحة وليس من الغابات، حيث تخرج في الكلية الحربية دفعة الفريق “بكري حسن صالح”، لكنه اتُهم بالمشاركة في المحاولة الانقلابية (العنصرية)، كما يقول التبرير والدمغ السياسي حينذاك، لينضم إلى الحركة الشعبية، لكنه كما في البيان يتبنى أطروحات عنصرية (متخلفة) جداً.. وإلا كيف يساوي بين “عرمان” و”غندور” ويعدّهما شيئاً واحداً؟! لأن الرجل ينظر بعين العنصرية البغيضة، لذلك تبدو فرص التسوية مع تيار “ياسر عرمان” هي الأقرب من التيار العنصر للسيد “جلاب” ومن معه من القيادات التي تسعى لنيل حق تقرير المصير دون وجه حق!! ويزعم أن ذلك ثمرة لمؤتمرات عقدتها الحركة في مناطقها دون تفويض من أحد.
إن الترياق المناوئ للتوجهات العنصرية لأمثال “خميس جلاب” ومن معه من المتمردين، هو أن يتصدى لهم مؤتمر الحوار النوبي الذي تنشط فيه المرأة الحديدية في جبال النوبة “عفاف تاور كافي” التي لم تجد عوناً صادقاً من المركز في السابق.. أما الآن وبعد أن أسفرت قيادات من جبال النوبة أمثال “جلاب” عن هذا الوجه العنصري فلا سبيل غير مواجهة أطروحات الانفصاليين الجدد في جبال النوبة بترياق من قبل أبناء النوبة في الداخل والخارج.. وقد أهدرت الحكومة فرصاً تاريخية بالتشكيك في نوايا وفد أبناء جبال النوبة المخلصين القادمين من الولايات الأمريكية الذي ضم قيادات منهم “أزرق زكريا” وأمين بشير فلين” و”محمد أبو عنجة أبو رأس” وهناك الآلاف من أبناء النوبة القادرين على التصدي لأطروحات “جلاب” الانفصالية دون التماهي مع مشروعات “ياسر عرمان” الذي في كل الأحوال تعدّ أطروحته متقدمة جداً على “جلاب”.. والتفاهم مع “عبد العزيز الحلو” اليوم أيسر وأفضل من الانتظار والرهان على الزمن الذي قد يجعل لأطروحات “جلاب” العنصرية المتطرفة في قادم الأيام سوقاً في جبال النوبة، خاصة إذا أستيأس الناس من الحلول ودبّ اليأس والقنوط في نفوسهم!!

يوسف عبد المنان
المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]