أنا الذي قتلت بهنس

كان كابوس الأسبوع الماضي هو الخبر الذي تهافت على المواقع الاسفيرية وتمدد الكترونيا وأنا في الاسبوع و(قيل في الراكوبة). خير وفاة سوداني شاعر ورائي وتشكيلي وعازف جيتار في شارع من شوارع حي الدقي بالقاهرة، ليكون بذلك أول ميت تكون سبب وفاته (عدم السكن) وثاني حامل فكرة يموت من البرد بعد أبي ذر!
لا ادري لماذا ترتبط القارة عند السودانيين بالمتاعب والفقر والسأم والمسغبة، فقد عشت فيها ابأس أيام حياتي قاطبة، ولولا هجرة صحيفة الخرطوم لها وبعض دفعات من المرحومة حورية حاكم التي تعاونت معها في برامجها لقناة (أيه ار تي) كنت سأكون أنا وأسرتي في عداد بهنس، ليس ذلك حصرا على ولكن على شعب سوداني كامل في فترة التسعينيات الوف من غير (المؤلفة قلوبهم) نزحوا للقاهرة كمحطة أولى نحو مدارج التيه والسراب والصحارى والبرد والصقيع والمنفى وما زالت الأخبار عنهم تشح.
ولكن ما علاقتي بموت بهنس؟!
قبل ما يزيد على العام بأشهر جاءنى شاب يرتدي بدلة جينز وينتعل حذاء رياضيا، في يده لوحة، وعلى رأسه تتدلى خصل بوب مارلي كنت وقتها مدير إدارة الثقافة بولاية الخرطوم حياني الشاب وأهداني لوحته وحرر لي طلبا لمساعدته ماليا لقيمة تذكرة سفر للقاهرة ليشارك بلوحاته في معارض القاهرة المختلفة.
لا أدري لماذ تفاعلت عضويا مع طلبه ووضعته كأسبقية في جداولي، وخاطبت الاستاذ عبد الله أبو سن بخصوصه، وظللت أجتهد حتى وصلت للاستاذ محمد يوسف الدقير، الذي صادق على مبلغ التذكرة، تحت الحاحي ودعم عبد الله ابوسن عدت ظافرا لبهنس بالتصديق المالي حين زارني اليوم الثاني.
خاطبنى بلهجة ود وامتنان وشكر لي هذا الصنيع الذي لم يكن يدري أي منا أنه كان الخطوة الاولى نحو الموت الدرامي.
ودعته وتمنيت له ظفرا في معارض القاهرة ورغم أنني لم اكن أعرفه من قبل، إلا أن حبلا سريا كان يشدني له، ويجذبني نحو سر غامض ربط بين وجدانينا دون أن يعرف أحدنا لماذا؟!!.
مر اكثر من عام على واقعة التذكرة عني، وكذلك غابت سيرته، إلى أن رأيت ذات الوجه في الصحف والإنتنريت فبكيت بحرقة لان صنيعي تحول من المعروف الى الموت!!.
ليس بهنس وحده من مات في الهواء، أذكر ميتة لاحد ابناء بحر الغزال في كندا، فقد خرج في عاصفة ثلجية من منزله مشيا، وتلك العاصفة يسمونها (افلانشى) وهى عبارة عن كتل تلجية ضخمة تسقط من السماء كل خمسين عاما، صادفت هذه المرة رأس اكول، فتحول إلى (رأس الرجاء الصالح) بانتفاخه على كل الجهات!!.
ميتة بهنس قسمت الموت إلى أنواع منها الموت المجاني، والموت العدمي، والموت الهزلي والموت الجاد، لكنه برغم مجانية موته إلا أنه من أنواع الموت الجاد للغاية!!. ربي أغفر لى فأنا من قتلت بهنس.
أقاصى الدنيا – صحيفة السوداني[/SIZE][/JUSTIFY]

يالها من شجاعة تحسد عليها ولكن اتمني الا تصبح شماعة يعلق عليها المسؤولين عدم استجابتهم للمشاركات الخارجية حتي يقولوا لانريد ان نفقد بهنسا جديدا-ولكن كم من سافر للخارج ووجد حظه الذي لم يجده بالوطن -انه قدره الذي ولد معه ورحل به-غفرالله لناولك ولبهنس
خلاص من يوم الليلا تاني ما تساعد لي ليك زول !!! بالعربي ما تشحد لي زول حاجة عشان ما يموت والعايزو يروح فيها “أشحد” ليهو تذكرة الى تورنتو :lool: :lool: :lool: :lool: