أبشر الماحي الصائم

صيف عبد الرحيم الحاسم


[JUSTIFY]
صيف عبد الرحيم الحاسم

*لمّا كان دكتور نافع يعلن عن اسماء الوزراء الجدد في التغيير الأخير، وكان رجل النافعاب القوي في آخر ظهور رسمي له هو الآخر، كان الصحفيون يلاحقونه بالأسئلة عن وزارة الدفاع التي لم يرد ذكرها في المؤتمر.

*لم يكن أمام الرجل إلا أن يتجاوز هذا السؤال إلى إجابات أخرى، وكان أدب التجاوز هذا يوحي بأن رجل الجيش التاريخي سعادة الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين باق في منصبه لإكمال خطته وبرنامج الجيش الذي وضع لهذا الصيف بعناية شديدة ودقة متناهية.

*وسعادة الفريق نفسه ينأى في هذه الرحلة عن الظهور والتصريحات تاركاً القوات المسلحة تتحدث نيابة عنه في ميادين صولاتها الأخيرة وجولاتها الجهيرة.

*كما لو أن جيشنا في العثرات السابقة ينتظر اختراقات وحماقات المتمردين ثم يبدأ بملاحقاتهم غير أن خطة (الصيف الحاسم) التي يتبناها الجيش الآن تقوم على أدب المبادأة والاقتحام وجرأة التقدم والانتشار السريع وأحداث الرعب والخسائر في صفوف المتمردين، وهذه ثقافة عسكرية مقدسة تجعل الأعداء يخشون تحرك جند الله مسيرة شهر بأكمله.

* لا أعرف هدية أقيم وأعظم كان بإمكان القائد المشير البشير أن يهديها إلى شعبه ليلة ذكرى أعياد الاستقلال من الانتصارات التي يحققها جيشنا المنتفض هذه الأيام في مسارح العمليات المختلفة.

*فقد دخلت قواتنا المسلحة كما يدخل الثوار منطقة العرديبة بالجبال الشرقية والاستيلاء على أكثر من 30 عربة مسلحة وعدد كبير من العتاد الحربي والزخيرة، ففي بيان للعقيد الصوارمي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن قواتنا تمكنت من إحداث خسائر كبيرة وسط ما يسمى بالجبهة الثورية بينها عدد من القتلى والجرحى، وبدخول الجيش إلى منطقة عرديبة الإستراتيجية قد انتهت المرحلة الأولى لعمليات الصيف الحاسم على أن تتواصل المرحلة الثانية بالتقدم في كل المحاور.

* ليبدو كما لو أن كرت (الصيف الحاسم) هو الكرت الرابح الذي راهن عليه سعادة الفريق عبد الرحيم محمد حين وربما رهنت عليه الحكومة أيضاً استمرارية الرجل الحسين الذي أصبحت له تجربة تراكمية هائلة بطبيعة المعركة وخباياه وأسرار المتمردين والآن ينفق الرجل بسخاء وإباء في هذا الميدان ولا ينبئك مثل خبير.

*غير أننا هنا للاحتفاء بالعملية برمتها عملية الصيف الحاسم التي تقف وراءها إرادة الدولة وتطلعات الجماهير وضراوة الجيش (يد الحكومة) وذلك بين إعياد الاستقلال المجيد على أن خير احتفال بذكرى الاستقلال هو أدب الاحتفاظ (بصحن الأزهري) ويحفظ للأزهري قول الأشهر (انه ترك لنا بلداً كصحن الصيني لا فيه شق ولا فيه طق) ويا ما طقطناه ويا حليل حوه الطقطاقة.

*على أن هذا الصيف الحاسم من جهة هو ظهير (لمفاوضات الدوحة) والتي ذهبنا إليها دائماً وظهرنا مكشوف تماماً، لذلك دفعنا أكثر لأولئك المناضلين، فكلما كان موقفنا على الأرض حاسماً كما صيف الحسوم هذا كلما كان ثمن الدوحة أقل كلفة ثروة وسلطة.

*بل أزعم لو أننا ذهبنا طويلاً في الحسم على الأرض ربما يأتي علينا زمان نستغني فيه عن الدوحة تماماً ونوفر فيه كادرنا الإعلامي أمين حسن عمر ونزداد كيل بعير.

*مخرج.. مؤسسة الملاذات الآمنة الجناح الإستراتيجي لا زالت تؤمن بأدب السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب.. فسلام تعظيم في مواسم استقلالنا لجيشنا الباسل العظيم والجنة والخلود لشهدائنا الأبرار والآباء المؤسسين للاستقلال.

*مخرج أخير.. هل كانت مصادفة أن تبسط المؤسسة العسكرية سطوتها على المؤسسة الرئاسية في هذه المرحلة التي تهتز فيها الأرض من حولنا، فغير أطرافنا الملتهبة يذكر انهيار دولتي الجنوب وأفريقيا الوسطى بل أينما تولي وجهك فثمة تهديد.

*إذن على الجلابة والمدنيين أن ينتظروا بعض الوقت وعلى الذين يتحدثون عن خليفة للمشير البشير أن يختاروا بين السيد عمر أحمد البشير والمشير البشير فلن تضع دولتنا الكاكي حتى تضع الحرب أوزارها فقوموا لصيفكم الحاسم ورصوا صفوفكم إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج

ملاذات آمنه : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]