لماذا نحن الآن.. هكذا؟! «ألف حرف لكتابة كلمة» «1»

حرف «1»
> وخيط غامض يجمع كل شيء في الوجود بكل شيء.. من عرفه أقام الكتابة والإعلام ومن جهله هدم الكتابة.
> والخديوي في مصر يجمع «العلماء» لكتابة دستور إسلامي للحكم.
> واختلفوا
> الشافعي أبى إلا الشافعية والحنفي أبى إلا الحنفية
> والخديوي يطبق دستور فرنسا.
> والعلماء انبسطوا
> كانوا مخلصين.. والمسافة بين الإخلاص ومعرفة العالم كانت تنجب هذا.
> وإبراهيم إسحاق في رواية ممتازة يجعل والد فتاة في غرب السودان شخصية مثيرة.
> الرجل هناك يقع على ابنته وشاب في موقف شاذ.
> والرجل المخلص لدينه غاية الإخلاص يجمع العلماء والناس ليطبقوا حكم الله على ابنته.
> وكل احد يقطع قلبه تماماً أن تفتضح ابنته.. لكن «الإخلاص» للدين يجعل الرجل يصرخ في بنته على رؤوس الناس يسألها
: هل كان ذاك مرواداً في مكحلة؟
> والمسكينة «التي لم تكن فعلت» ترتجف وتتلفت لا تدري معنى مرواد في مكحلة.
> الإخلاص العميق للإسلام عند الناس.. والجهل العميق بالإسلام والعالم يفعل هذا.
> وفي التاريخ.. أيام الدفتردار في كردفان.. أحد ملوك كردفان حين يتلقى تهديد الدفتردار له للاستسلام يكتب إليه رداً يقول
: حدثنا سادتنا المالكية أن السائل «يقصد الصائل» يقتل.. وأنت سائل.
> وكان جدل بعض السادة العلماء يومئذٍ هو
: إذا نكح الخنثى نفسه وأنجب ومات .. هل يورث الابن من الأب.. أم من الأم.. فيه قولان.
> آآخ .. تفوو
> كان الدين هو هذا.. وكانت مرحلة.
حرف «2»
> والاستعمار لم يكن هو الجنود الإنجليز والبنادق.
> الاستعمار كان هو ونجت الذي يدير السودان والذي يقدم «الدين» هذا للمثقفين، والمثقفون لا يرون في الدين الا«آآخ تفوو» ويرفضونه.
> وخطة استعمار الروح نقصها.
> ورموزها ـ ونجت ـ كان هو الذي يخرج من خيمته في المعسكر في الصباح وهو عريان تماماً ومن عنقه تتدلى «بصلة» في خيط و…
> الإخلاص «للدين» الإخلاص النشط هذا الذي يهدم كل شيء بإخلاص يجعل من يبصرون ما تحته يفزعون ويحاولون الحديث.
> والطيب صالح يكتب قصة عن النزاع الهائل بين الناس في إحدى قرى بالشمالية حين تشرع الحكومة في إقامة مرفأ لبنطون.. وطاحونة.
> وهذا كان يستدعي استخدام مساحة من الأرض تقع عند «ضريح» أحد الأولياء.
> والمعركة «دفاعاً عن الضريح» يسيل فيها الدم.
> والطيب يقول حزيناً «والمكان كان يتسع للضريح وللطاحونة وللمرفأ».. الرجل كان يشير إلى الزمان كله.
> وعبد الله الطيب يصور الاستعمار الحقيقي في جملة وهو يرسم مشهد المفتش الإنجليزي في الخرطوم الذي يدخل جامعة الخرطوم راكباً على بغلة وهو يصيح
: جامئة بتائي «جامعة بتاعي.. بغلة بتاعي.. عطية ذاتو بتاعي».
> وعطية هو مدير الجامعة يومئذٍ.
> كان يعلم أنه يركب عقول المثقفين الذين سوف يقودون البلاد.. في الاستعمار الحقيقي.
> يومها .. وفي العالم الإسلامي كله وليس السودان كانت حرب الإخلاص المسلم الجاهل ضد الإخلاص المسلم الجاهل تثير حرباً في مصر وهي
.. هل يجوز زواج الحنفي من امرأة شافعية؟!
> وأمهر العلماء هناك يأتي بالحل.
قال: يجوز.
> وبقية الفتوى تقول
: يعاملها معاملة.. النصرانية!!
>خيط دقيق يصل كل شيء بكل شيء.. من يجهله يجهل ما يجري الآن.
> وما يجري الآن يبدو بعيداً عن حرب المسلم ضد المسلم.
> لكن.. ما هو «الإرهاب» الذي يقاتله الحكام المسلمون الآن؟
> ونحدث عن مراحل الشراب من نهر الجنون.. النهر الذي يصنعه الاستعمار الحقيقي.
> والذي نكرع منه نحن اليوم.

