منصور الصويم

1986 و2014 .. الذكرى والموعظة الحسنة

[JUSTIFY][SIZE=5] [CENTER] 1986 و2014 .. الذكرى والموعظة الحسنة[/CENTER]

يحكى أن من المصادفات العجيبة لهذا العام (2014) أن تقويمه الشهري يتطابق تماما مع تقويم العام 1986، وهذا التطابق يحدث وقع الحافر بالحافر، واليوم باليوم والساعة بالساعة، وبالتأكيد الكثيرون من أبناء الثمانينيات (الجميلة) يتمنون لو أنه يعيد إليهم بعضا من (ألق) تلك الأيام التي اتسمت بالكثير من (الصرعات) الموسيقية والرياضية والشبابية (المثيرة) على المستويين الداخلي والعالمي، مما يجعل البعض لمجرد ذكر تلك الحقبة (المنقرضة) يحس بالحنين يتكوم بداخله مشكلا مساحات من البهجة والفرح تخرجه ولو للحظات قلائل من (تأزمات) الزمن الألفيني مفرط التقلبات المجتمعية والسياسية المحزنة داخليا وعلى المحيطين العربي والأفريقي وعالميا.. كذلك.

قال الراوي: نتيجة تقويم 2014 تعيدنا إلى العام 1986 مباشرة (ولو بالذاكرة)، إلى تلك الأيام التي جمعت هذه التشكيلة العجيبة: (هوجان المصارع “وهو ينتصر دائما”.. رامبو الحقيقي سينمائيا.. حنان بلو بلو وهي تغني وترقص وترقص.. الموصلي الفنان و”على قدر الشوق”.. وردي وذروته الأعلى “جيلي أنا.. وفدى لك العمر”.. إعلانات ذاك الزمن “كريمة فوفو يا فول سوداني يا زينة المطبخ والحلواني”.. غناء العشق والتباريح “ديمة في العشاق القلوب مرتاحة وإنت يا قلبي ما لقيتلك راحة”.. الفيديوهات وهي اكتشاف جديد لنج.. التلفزيونات الملونة الكبيييرة.. السيول والأمطار والبلح بالشاي… العميري “لو أكون زول ليهو قيمة”.. الفاضل سعيد والضحك من القلب.. تحية زروق ومكي سنادة.. بيوت من نار المسلسل.. نحن كدا ونقابة المنتحرين.. مدفع الدلاقين.. بيت بت المنى بت مساعد.. عكود عبدالله عكود اسم الدلع عكوة.. الفكي تامزين.. فرقة ألوان الطيف “قم للمعلم”.. أسرار البحار والدوري الألماني.. مربة روزا.. بسكويت كمبال.. كل ذلك الجمال وأكثر، يا ناااس).

قال الراوي: مقطع (النوستالجيا) أعلاه مأخوذ بتصرف عن كتابة أحد الأصدقاء المقربين نحتفظ باسمه لدواعي السن- وهو يحتفل بهذا التطابق التقويمي بين العامين المتباعدين جدا في السنوات، وإن شتلا في الروح لذة الذكرى، وأشاعا في براحات النفس بهجة لا تدانيها بهجة. ويعكس إلى حد بعيد كيف أن الساحة السودانية كانت نشطة مسرحيا، مما يعني نشاطا موازيا في كافة المناشط الثقافية والفنية الأخرى، وهذا ما كان يحدث بالفعل في تلك السنوات النضرة من ثمانينيات القرن الماضي.

ختم الراوي؛ قال: نعم الزمن لا يعيد نفسه، لكن بإمكاننا أن (نغترف) منه ولو للذكرى.

استدرك الراوي: الذكرى والموعظة الحسنة

أساطير صغيرة : صحيفة اليوم التالي [/SIZE][/JUSTIFY]